رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني
رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلونيرويترز

"خطة ماتي" تسعى لتعزيز الشراكة بين إيطاليا وأفريقيا

تطرح رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني مشروعها الخاص بأفريقيا، الذي سمَّته "خطة ماتي" ويهدف إلى تركيز شراكة متساوية وذات منافع متبادلة بين روما والقارة الأفريقية، وبين ثناياه وقف تدفقات الهجرة من أفريقيا نحو السواحل الإيطالية.

وتُفتتح القمة الإيطالية الأفريقية، الأحد، في روما بعشاء يستضيفه رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا في قصر كويرينال.

ومن بين الضيوف رؤساء دول وحكومات من مختلف البلدان الأفريقية، وممثلو الاتحاد الأوروبي، تتقدمهم رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، والمنظمات الدولية.

أخبار ذات صلة
إيطاليا تستضيف اجتماعا الأحد لوقف الهجرة من أفريقيا إلى أوروبا

وخطة ماتي التي تحمل اسم مؤسس شركة الطاقة الإيطالية "إيني"، هي المشروع الخاص بأفريقيا وتعتبرها رئيسة الحكومة ركيزة لإطلاق شكل جديد من الشراكة بين إيطاليا والقارة الأفريقية، ذات المنفعة المتبادلة، والتي تريد الابتعاد عن النهج الفوقي للتركيز على "شراكات متساوية على قدم المساواة".

ولم تبخل الوزيرة ميلوني في القيام بزيارات إلى أفريقيا لإظهار نشاطها الدبلوماسي، ومن موزمبيق والكونغو إلى تونس والجزائر وإثيوبيا وليبيا، تهدف جيورجيا ميلوني إلى ضمان احتياجات إيطاليا من الطاقة بعد التخفيض الكبير في إمدادات الغاز الروسي.

لكنها تطمح أيضاً إلى تعزيز قاعدة ناخبيها المناهضين للمهاجرين استعداداً للانتخابات الأوروبية، ولهذا السبب، تأمل سيدة روما الحديدية تجاوز الإخفاقات فيما يتعلق بالحد من تدفقات الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، ومن هنا جاءت فكرة بعث الاستثمارات الضخمة في البلدان الأفريقية لمحاربة العوامل التي تؤدي إلى الهجرة غير الشرعية من جذورها.

وتقول إذاعة فرنسا الدولية في تقرير لها إنّه "بالنسبة لمعارضة يسار الوسط بأكملها، ستكون "خطة ماتي" بمثابة "صندوق فارغ" في المرحلة الحالية، بمعنى أنّه مشروع دون محتوى محدد بوضوح، والمعروف أن جيورجيا ميلوني تريد أن تجعل إيطاليا مركزًا لموارد الطاقة الأفريقية والأسواق الأوروبية، مع تعزيز الاستثمارات في مختلف القطاعات".

إلى ماذا تسعى الحكومة الإيطالية في خطتها؟

وتابع التقرير، "أنّ هدف الخطة الخفي، وقف تدفقات الهجرة من أفريقيا، كما يفسّر السيناتور أليساندرو ألفيري، زعيم مجموعة الحزب الديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية.

وأضاف ألفيري، "نخشى أن تستخدم رئيسة الحكومة "خطة ماتي" كفرصة لمنح الأموال للدول الأفريقية لاحتجاز المهاجرين، ومن وجهة نظرنا يجب علينا بناء مشاريع التعاون التنموي من أجل تنمية اقتصادات الدول الأفريقية، ولكن أيضًا حتى يتمكن الناس من القدوم إلى إيطاليا لأن بلدنا، الذي يعاني من التدهور الديموغرافي، يحتاج إلى عمالة مؤهلة في مجالات معينة" وفق تأكيده.

ويعتقد أليساندرو ألفيري أيضًا أن "خطة ماتي" تتطلب مشاركة دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، موضحًا أنه "يجب أن نتعاون مع الدول الأوروبية الرئيسة، وإلا فإننا نجازف بخسارة التحديات مع روسيا، التي تنتهج نهجًا استعماريًّا جديدًا، وخاصة في بلدان الساحل، ومع الصين، التي تتدخل بطريقة متوحشة، لكننا بحاجة إلى أموال، وهي غير موجودة في هذه المرحلة" بحسب تعبيره.

كشف تفاصيل الخطة خلال المؤتمر

ومن المفترض أن تكشف رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني عن كافة تفاصيل الخطة خلال المؤتمر الإيطالي الأفريقي الذي سيعقد في مجلس الشيوخ، لكن في هذه الأثناء، لا تزال معالم المشروع غامضة للغاية، كما يشير أولديلول تشيلاتي ديرار، الأستاذ في جامعة ماشيراتا.

وينقل تقرير الإذاعة الفرنسية عن الباحث الإيطالي قوله، "علينا أن نرى المبلغ الذي يخططون لوضعه على الطاولة، وما هو حجم التمويل الذي سيحظى به هذا المشروع".

وأوضح أنه من السهل التحدث، لكن من الصعب اتخاذ إجراء، وقد تم التركيز مؤخرًا على القضية البيئية، مع فكرة جعل مساعدات التنمية المستقبلية مشروطة بتعزيز سياسات حماية البيئة، لكن من الصعب أن نجزم بما إذا كان هذا جوهريًّا أو تجميليًّا فقط" وفق تعبيره.

وإلى جانب أكثر من 20 من قادة الدول والحكومات الأفريقية، من المقرر أن يشارك مدير الوكالة الدولية للطاقة في هذه القمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com