ما أثر تحول الصين نحو السيارات الكهربائية على الأسواق العالمية؟

يعيد تبني الصين السريع للسيارات الكهربائية، تشكيل مشهد السيارات العالمي بشكل أساسي، مع ما يترتب على ذلك من آثار عميقة على صناعة النفط، وفق تقرير نشره موقع "بلومبيرغ" الأمريكي.

وأكد التقرير، أن الارتفاع الكبير في مبيعات السيارات الكهربائية في البلاد، والذي بلغ إجماليه أكثر من 18 مليونًا منذ عام 2017، أي ما يقرب من نصف الأرقام العالمية وأربعة أضعاف مبيعات الولايات المتحدة، يضع الصين كقوة مهيمنة في سوق السيارات الكهربائية في العالم.

وكنتيجة لهذا التحول الواسع النطاق نحو السيارات الكهربائية في الصين، مدفوعًا بالعوامل الاقتصادية وتفضيلات المستهلكين، ظهر انخفاض كبير في استهلاك النفط. ويتوقع المحللون أنه بحلول عام 2026، ستكون أكثر من 50% من مبيعات سيارات الركاب الجديدة في الصين كهربائية، بحسب التقرير.

وأضاف أن هذا الاتجاه يتحدى الهيمنة طويلة الأمد للمركبات التي تعمل بالبنزين، مع تداعيات محتملة على الاقتصادات المعتمدة على النفط، إذ إن ابتعاد الصين عن محركات الاحتراق الداخلي يمثل لحظة محورية في ديناميكيات الطاقة العالمية، حيث يتضاءل الطلب على النفط، لا سيما في قطاع النقل، الذي يمثل ما يقرب من نصف استهلاك النفط في البلاد.

وتوسعت البنية التحتية للشحن في الصين بسرعة، حيث تضم ما يقرب من 2.5 مليون محطة شحن عامة. ويؤكد هذا النمو، الذي تغذيه مبادرات الدولة والمؤسسات الخاصة، التزام الصين بتسهيل اعتماد السيارات الكهربائية، ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة في سرعة الشحن أثناء السفر لمسافات طويلة، مما يؤدي إلى إطالة زمن الرحلة مقارنة بتزويد المركبات التقليدية بالوقود.

التأثير البيئي

على الرغم من الجاذبية الاقتصادية والتقدم في البنية التحتية، إلا أن الشكوك لا تزال قائمة بشأن الفوائد البيئية للمركبات الكهربائية، حيث تثير المخاوف بشأن إنتاج وإعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية، وخاصة التأثير البيئي لاستخراج المعادن الضرورية لتصنيع البطاريات، تساؤلات حول الاستدامة الشاملة لثورة السيارات الكهربائية.

وفي نهاية المطاف، يبشر احتضان الصين القوي للسيارات الكهربائية بتحول واضح في صناعة السيارات ويحمل عواقب كبيرة على أنماط استهلاك النفط العالمية. 

وختم التقرير: "يثير هذا التحول الزلزالي تساؤلات حرجة حول مستقبل الاقتصادات المعتمدة على النفط ويؤكد ضرورة إيجاد بدائل مستدامة لتلبية احتياجات الطاقة المتطورة".

المصدر: موقع "بلومبيرغ" الأمريكي