الهند تسعى لترسيخ حضورها الاقتصادي في إفريقيا

تسعى الهند لترسيخ حضورها والاستفادة من الفرص الاقتصادية الكبيرة في إفريقيا واستغلال تراجع الحضور الصيني في القارة السمراء نتيجة للتباطؤ الاقتصادي، حيث تستضيف قادة 54 دولة إفريقية في قمة منتدى الهند - إفريقيا 2015 التي أنطلقت اليوم الخميس بنيودلهي.

وتعمل نيودلهي على التركيز على قوتها الناعمة وعلاقاتها التاريخية مع إفريقيا وتواجد الكثير من أبنائها المجنسين في الدول الإفريقية لتوفر لنفسها فرصاً كبيرة دون حاجة إلى غطاء سياسي لتوسعها الاستثماري، بعكس الصين.

وتروج الهند لنفسها على أنها تسعى لشراكة تنموية واستثمارية وصداقة مع الدول الإفريقية لتقدم نفسها كبديل أمثل وأفضل من الصين التي تواجه انتقادات كبيرة داخل القارة السمراء بأنها تعمل فقط لخدمة مصالحها التجارية، وأن ولوجها لإفريقيا كانت نتيجته إثقال كاهل بلدانها بالديون.

وتمتلك الهند التكنولوجيا المتقدمة والخبرات وتتطلع للمواد الأولية والطاقة الإفريقية، سواء النفط أو المتجددة والمخصبات الزراعية، كما تسعى للبحث عن سوق جديدة لعملية التصدير والاستيراد لمنتجاتها من المواد البترولية والمنسوجات والمجوهرات والكيماويات والمنتجات الجلدية، وتدرك جيداً كبر حجم السوق الأفريقية، التي يصل عدد سكانها لثمانمائة مليون نسمة، مع نمو متوقع - وفقا لتقديرات الأمم المتحدة- ليصل إلى مليارين ونصف مليار نسمة بحلول عام 2050.

وتواجه الهند زيادة كبيرة في حجم السكان الذي يقارب المليار نسمة، ويتوقع أن يصل إلى مليار ونصف في 2050 أيضا، ومن ثم فإن الحاجة ملحة لزيادة عملية التبادل التجاري، وفتح أسواق جديدة، لتتجه إلى إفريقيا مستهدفة رفع تبادلها التجاري معها (وصل 72 مليار دولار في 2014)، واللحاق بالصين التي وصل حجم تجارتها البينية مع إفريقيا إلى 200 مليار دولار في 2014.

ويشارك في القمة ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات 40 دولة إفريقية أبرزهم الرئيس المصري السيسي والسوداني عمر البشير، وملك المغرب.