أعلنت شركة الطاقة الفرنسية "إي دي إف" أن تكلفة مشروع أكبر محطة للطاقة النووية في بريطانيا "هينكلي بوينت سي"، تصل إلى 10 مليارات جنيه إسترليني إضافية على الميزانية، وأن تنفيذه سيتأخر لمدة تصل إلى أربعة أعوام، وفق صحيفة "ذا تايمز".
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن تكلفة مشروع المحطة بالميزانية الحالية 46 مليار جنيه إسترليني، مقارنة بالتقدير الأصلي البالغ 18 مليار جنيه إسترليني.
وأشارت إلى أن معارضي الطاقة النووية يعدون هذا المبلغ غير معقول، وأنه يشبه الإسراف على مشروع سكة الحديد "هاي سبيد 2".
وفيما تمكنت الصين من بناء 37 مفاعلًا نوويًّا في العقد الماضي، إلا أن بريطانيا تبدو بالكاد قادرة على بناء ولو مفاعل واحد، وفق الصحيفة التي تساءلت: "كيف تأخرت شركة "هينكلي بوينت سي" كثيرًا عن الجدول الزمني، وتجاوزت الميزانية؟".
ويعود تصميم وتنفيذ "هينكلي بوينت سي" إلى شركة الكهرباء الفرنسية المملوكة للدولة، رغم احتفاظ شركة "China General Nuclear Power" بحصة تبلغ 33% من المشروع، وفق "ذا تايمز".
ونقلت الصحيفة عن شركة الطاقة "إي دي إف"، قولها إن "المملكة المتحدة تستمر في تغيير المواصفات، ليس فقط لحماية الأسماك، إنما تزعم بأن القواعد البريطانية الصارمة تتطلب إجراء نحو 7000 تغيير في التصميم، ما يتطلب إضافة نسبة 35% من الفولاذ و25% من الخرسانة على المخطط الأصلي".
وأضافت الشركة أنه "كان أحد التغييرات المعقدة هو الحاجة إلى نظام تحكم تناظري آمن، يعمل جنبًا إلى جنب مع النظام الرقمي".
وأوضحت "ذا تايمز" أنه سوف يتم تشغيل المحطة النووية باستخدام مفاعلين أوروبيين يعملان بالمياه المضغوطة أو المعروفين باسم "EPRs"، ولم تخل أمثال المحطة في الصين وفنلندا وفرنسا من المشاكل.
واعترفت شركة "إي دي إف" أنه رغم جاهزية التصميمات العامة في بداية المشروع، فإنها كانت لا تزال تعمل على "تصميم التنفيذ"، أي وُضعت التفاصيل الرئيسة للخطة أثناء تنفيذها، بحسب الصحيفة.
ولفتت إلى أن الشركة أوضحت أنه "على سبيل المثال، يتطلب استيعاب معدات السلامة الإضافية مباني أكبر وطوابق إضافية".
ونقلت "ذا تايمز" عن مصدر صناعي قوله إن "أحد الدروس المستفادة من المشاريع الكبيرة هو أنه يجب عليك بذل الكثير من الجهد في التفكير مقدمًا بشأن التصميم المكتمل، الأمر الذي لم تقم به شركة هينكلي".
وحيثما تم بناء مفاعل "EPRs"، فقد كانت هناك دومًا معيقات تؤدي لتأخيرات وانقطاع التيار الكهربائي، بحسب الصحيفة.
وقال خبراء في الصناعة إن المفاعل ببساطة "معقد للغاية"، إذ أثبتت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 2022 أن المفاعلات الكهربائية المضغوطة تتطلب ما يقرب من ضعف الخرسانة لكل وحدة من الكهرباء المنتجة مقارنة بالمفاعلات المنافسة، وفق "ذا تايمز".