شراء سبائك الذهب.. هل تحمي مدخرات المستثمرين من انخفاض الجنيه المصري؟
شراء سبائك الذهب.. هل تحمي مدخرات المستثمرين من انخفاض الجنيه المصري؟شراء سبائك الذهب.. هل تحمي مدخرات المستثمرين من انخفاض الجنيه المصري؟

شراء سبائك الذهب.. هل تحمي مدخرات المستثمرين من انخفاض الجنيه المصري؟

أدت مخاوف التعويم الثاني المرتقب للجنيه المصري، إلى زيادة الإقبال على شراء السبائك الذهبية من قبل العملاء الأفراد والمستثمرين بالسوق المحلية، في محاولة للحفاظ على مدخراتهم حتى استقرار الأوضاع ووضوح الرؤية في السوق.

وبحسب وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، جاء تزايد الإقبال مدعومًا بتأكيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ورئيسة صندوق مصر السيادي، هالة السعيد، في تصريحات مفادها "أن مصر مدركة مدى أهمية سعر الصرف المرن للاقتصاد، وأن البلاد تتطلع إلى إدارة أكثر مرونة للعملة".

ويعد تعويم الجنيه الذي تلجأ إليه مصر للمرة الثانية، ضمن حزمة من الشروط طلبها صندوق النقد الدولي بشأن حصول القاهرة على دعم مالي جديد، لإنقاذ اقتصادها الذي يعاني من ارتفاع في معدلات التضخم والدين العمومي والبطالة، وفق مسؤولين.

وفسر خبراء اقتصاديون ومعنيون في القطاع تحدثوا لـ"إرم نيوز"، أن زيادة الإقبال على الشراء سببها مخاوف المستثمرين من تكرار سيناريو التعويم الأول في نوفمبر/تشرين، والذي انخفض على إثره الجنيه بأكثر من 40% خلال فترة زمنية قصيرة.

وأضافوا أن الحفاظ على قيمة الأموال من خلال شراء الذهب يعد أمرا جيدا، بدلا من الهرولة نحو تخزين الدولار، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأعباء بشكل أكبر على الاقتصاد الكلي للبلاد.

ملاذ آمن

ويرى المحلل الاقتصادي المصري لسوق الذهب وليد فاروق، أن المستثمرين والأفراد يعتبرون الذهب ملاذا آمنا لحفظ قيمة الأموال إذا كان الأمر متعلقا بتراجع العملة المحلية للبلاد.

واستبعد فاروق أن ترتفع أسعار الذهب في مصر بمعدلات كبيرة كما حدث على وقع التعويم الأول، لسببين، الأول هو الاستقرار العالمي للذهب إلى حد كبير، والثاني يكمن في مؤشر انخفاض الجنيه الذي سيكون في حدود أقصاها 10%، بحسب مؤسسات دولية.

ويحتاج الجنيه المصري إلى التراجع بنحو 23% لمساعدة الاقتصاد على التكيف مع الأوضاع الحالية، أي وصول سعر الصرف عند قرابة 23 جنيها للدولار، بحسب "بلومبرغ إيكونوميكس".

وردًا على سؤال "إرم نيوز" حول تفضيل العملاء شراء السبائك الذهبية عن المشغولات، قال فاروق، إن "المصنعية على السبائك بسيطة ولا تزيد عن 40 جنيهًا للغرام، وهو أفضل للمدخرين من المشغولات الذهبية التي يصل متوسط المصنعية فيها لحدود 300 جنيه".

ويتداول بالسوق المصري سبائك بأوزان مختلفة 10 غرامات، و20 غراماً، و31.10 غرام (أوقية)، وربع كيلو ونصف كيلو ذهب، كما تتداول جنيهات ذهب من عيار 21، ويبلغ وزن الجنيه 8 غرامات.

زيادة الطلب ونقص المعروض

كما أعرب رئيس شعبة المعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، إيهاب وصفي، عن تخوفه من أن يؤدي زيادة الطلب على السبائك فقط من قبل المواطنين إلى إرتفاع سعرها في السوق المحلي.

واعتبر أن "تنويع الشراء بين السبائك والمشغولات الذهبية يجعل الأسعار تتحرك بشكل طبيعي مع الأسعار العالمية، ويحافظ على استقرار السوق".

وتراجعت أسعار الذهب العالمية، اليوم الخميس، في المعاملات الفورية بنحو 0.1% إلى 1716.59 دولار للأونصة (الأوقية) بعد ارتفاعه بنحو 1% أمس الأربعاء.

وفي السوق المصري، شهدت أسعار الذهب استقرارا مع بداية تعاملات اليوم، ليسجل ذهب عيار 21 سعر 1111 جنيها، بينما يُباع عيار 24 بسعر 1269.7 جنيه، في حين سجل عيار 18 سعر 952.2 جنيهًا، بينما سجل الجنيه الذهب 8888 جنيه.

ومن جانبه، قال هاني ميلاد، وهو تاجر ذهب في القاهرة، إن "الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية ارتفع منذ بداية الأسبوع الجاري بنحو 50%، وهذا لم يحدث منذ ما يقرب من عامين".

وفي مقابلة مع "إرم نيوز"، قدر ميلاد مبيعاته اليومية حاليًا، بنحو 500 ألف جنيه، مقارنة بـ200 ألف في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس/ آب الماضي، مشيرًا إلى أن السبائك والجنيهات الذهبية هي الأكثر طلبًا من قبل المستثمرين والأفراد.

لكنه أكد أن "أسعار الذهب لن تتغير بمعدلات كبيرة كما يتوقع الكثيرون، وذلك لعدم وجود أسواق موازية للدولار في مصر، والتي بدورها تسهم في زيادة الأسعار كما حدث سابقا".

وقال رجل الأعمال المصري سالم جورج، إنه "منذ بداية مفاوضات مصر مع صندوق النقد الدولي، واشتراطه خفض الجنيه، دفع مستثمرون في قطاعات صناعية إلى تنويع محافظهم الاستثمارية بإنشاء شركات بغرض تخزين الذهب لحين استقرار الأوضاع في السوق".

وأوضح في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن انخفاض الجنيه سيؤدى إلى تراجع السيولة المالية لدى المستثمرين في حال الاحتفاظ بها بالعملة المصرية، لذلك يفضلون شراء الذهب وأنا مثلهم"، وفق تعبيره.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com