الجفاف وقلة الدعم يحاصران مربّي النحل في الشمال السوري
تعد تربية النحل من المهن المنزلية الريفية في شمال سوريا وشرقها، إلا أنها تتميز عن بقية المهن في المنطقة بأنها تحتاج للخبرة والمقومات الكافية لإنجاحها.
وتربية النحل، بحسب مربين محليين، مهنة شاقة ومكلفة ولا تتلقى أي دعم أو اهتمام من الجهات المعنية، خاصة في ظل الظروف المناخية التي أثرت على نمو النباتات والأعشاب البرية التي تعد مصدر غذاء للنحل.
وقال سعيد عبدي (55 عاماً)، أحد مربّي النحل في ريف ديريك، إنه يعمل في هذه المهنة منذ عشرين عاماً، "نحن عائلة ذات خبرة وباعٍ طويل في تربية النحل".
ويتفقد سعيد مناحله والخلايا وصحة النحل ووضع الأدوية اللازمة والطعام، ولكنه يشعر بالأسف لقلة الاهتمام والعناية المرجوة من المعنيين، حيث لا توفير للمرعى ولا الغذاء للنحل.
وأكد سعيد لـ"إرم نيوز" أن "مواسم الجفاف المتكررة في المنطقة أثرت سلباً على الإنتاج وعلى المرعى، عدا عن الأمراض التي أصابت الخلايا".
وقال أمين حاجي، (65 عاماً): "أمتهن هذا العمل منذ أكثر من ثلاثين عاماً وأعتمد عليه في دخلي، بالإضافة لعملي كمزارع في أرضي، فالأوضاع تدهورت وإنتاج العسل قل بسبب الأحوال المناخية".
وتابع لـ"إرم نيوز": "أملك 250 خلية وكنت أجني منها سنوياً ما يقارب 15 إلى 25 كغ، لكن مع الجفاف لم يصل الإنتاج لـ10 كغ في العام، أثناء موسم الجني خلال فصلي الربيع والصيف".
أما عن الأسعار، فأشار حاجي إلى أن "العسل من يومه غالٍ كونه مادة علاجية وطبية، وذات قيمة غذائية وتوصف كعلاج عدا عن تكاليفه الباهظة".
وأضاف: "صناعة الخلية والخشب وتوفير المكان والأدوية.. كلها أمور تُثقل كاهل مربّي النحل، ونتيجة قلة الإنتاج ارتفعت أسعار العسل بنسبة كبيرة، حيث وصل سعر الطن بالجملة إلى نحو 21 مليون ليرة سورية (نحو 5 آلاف دولار)".
ووصف حاجي صعوبة نقل "الكوارات"؛ أي الخلايا، إلى مناطق فيها مرعى ليمتص الرحيق.
وأوضح أن "طعم العسل يختلف حسب الغذاء الداخل في تكوينه، إذ إن أجود أنواع العسل طعماً ذاك الذي يستخرجه النحل من دوار الشمس وحبة البركة والورد والبقلة، حيث تخالط المرارة العسل أيام الجفاف لأن أكثر اعتماده في الغذاء على الشوك".
واعتبر حاجي أن "مرحلة استخراج الإنتاج مهمة جداً، ويجب التعامل معها بحذر، حيث نقوم بالتدخين للنحل ليشعر بالخطر ويقوم باستهلاك أكبر كمية من العسل فتثقل حركته مما يضطره لتخفيف هيجانه فنقوم حينها بإخراج المحصول".
وعن تقسيمات الخلية ونظامها، شرح الطبيب البيطري خالد عثمان، لـ"إرم نيوز": "النحل عالم عظيم ذو دقة وتقنية عالية جداً، ولا يزال علماء الطبيعة يكتشفون أسرارها؛ فهناك مهام وأدوار ملكة وعاملات وذكور ومكان مخصص للتفقيس ومكان للإنتاج وحراس وغذاء مخصص للملكات".
وأوضح أن "للعسل قيمة تعجز الأدوية الكيميائية عن مضاهاتها، إلا أن الإنتاج تراجع وعدد المربين ينقص بسبب التكاليف المرتفعة".
