"طبق الأرز" العربي يكافح للعبور من أزمة نقص الإمداد العالمي
"طبق الأرز" العربي يكافح للعبور من أزمة نقص الإمداد العالمي"طبق الأرز" العربي يكافح للعبور من أزمة نقص الإمداد العالمي

"طبق الأرز" العربي يكافح للعبور من أزمة نقص الإمداد العالمي

تبحث بعض المطاعم في دول عربية، والتي تعتمد على الأرز كطبق رئيس في وجباتها، عن حلول تمتص بها الزيادة التي طرأت على أسعار الأرز، بسبب نقص المعروض، ومخاوف الدول المصدرة من تراجع الإنتاج العالمي هذا العام.

وعزت الشركات المصدرة للأرز والدول المنتجة، أسباب تراجع الإنتاج إلى الفيضانات والجفاف اللذين ضربا موسم الزراعة في كل من إندونيسيا، وتايلاند، والفلبين، والهند، هذا العام، وعزم تلك الدول عن الحد من التصدير لتوفير حاجات بلادها، وفق وكالة بلومبيرغ الأمريكية.

في المقابل، تتوقع شركة "سبونجي إنتربرايس" الهندية المتخصصة في تجارة الأرز وتصديره، ارتفاع سعر الطن المتري من الأرز إلى 400 دولار، خلال شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، من مستوياته الحالية البالغة 365 دولارًا للطن المتري في الأسبوع الماضي.

وتصنف الصين أكبر منتج للأرز بما يعادل نحو 28% من إجمالي الإنتاج العالمي، وتأتي بعدها الهند بنسبة 23.5%، ثم إندونيسيا، وبنغلاديش، بنسبة 7.2% لكل منهما، وذلك وفقًا لبيانات "ويرلد إيكونوميك فوروم".

وتعد منطقة الشرق الأوسط، وبالتحديد دول الخليج، الأكثر استيرادًا للأرز، لتحتل السعودية المركز السادس عالميًا بحوالي 1.5 مليون طن سنويًا، تليها الإمارات بـ800 ألف طن، وتستورد قطر بما يعادل 131 مليون دولار سنويًا، وفق بيانات حكومية.

ورأى أصحاب مطاعم،خلال حديثهم، مع "إرم نيوز"، أن عدم تطبيق أي زيادات على طبق الأرز حاليًا، والبحث عن بدائل أخرى سيكون له مردود إيجابي على حركة المبيعات، وسيرفع عبئًا كبيرًا عن كاهل الزبائن الذين يجدون صعوبة في شراء السلع الضرورية، كالدواء والغذاء.

تقليل الكميات

وقال مسؤول المبيعات في مطاعم كشري الخديوي المصرية، عبدالرحمن الفار، إن "الأرز ارتفع بنحو 60% منذ بداية العام الجاري وحتى الآن، وذلك بسبب نقص المعروض في السوق المحلي".

وحول انعكاس تلك الزيادة على سعر "طبق الكشري" المكون من الأرز، والمعكرونة، والعدس، والحمص، أكد أن "إدارة المطاعم فضلت تقليل كمية الأرز بنحو 10% في الطبق بدلًا من زيادة سعره، للحفاظ على عملائها".

وتابع الفار: "يتوقع أن تعود الأمور إلى طبيعتها مع عودة واستقرار المعروض من الأرز خلال الشهور المقبلة".

واستوردت مصر التي يصل إنتاجها السنوي من الأرز ما يقرب من 5 ملايين طن، حوالي 50 ألف طن أرز من الهند، الأسبوع الماضي، لسد الفجوة الاستهلاكية بين العرض والطلب المقدرة بنحو 20%، وفق بيانات رسمية.

ويتراوح سعر الكيلو غرام من الأرز المصري بين 18 و20 جنيهًا، أي ما يعادل ( واحد دولار أمريكي) تقريبًا.

تخفيض هامش الربح

أما مطعم "الخليل" بمدينة الرياض، فلجأ إلى تخفيض هامش الربح إلى مستوى 5% حاليًا مقارنة بـ 15 و 20% العام الماضي، لتفادي تطبيق أي زيادات سعرية على طبق الأرز أو الوجبات التي يشارك فيها ضمن الأطباق المقدمة للزبائن، بحسب خميس بن عبدالله.

وأوضح في حديثه لـ "إرم نيوز" أن "مطعمه يتخصص في تقديم جميع الأكلات، منها الكبسة والمندي، وكلاهما يحتاج إلى كميات كبيرة من الأرز، لذلك تحرص إدارة المطعم على تخزين حاجاتها مع بداية كل موسم لانخفاض السعر ووفرة المعروض، لكن صعوبة الإمداد الخارجي ربما لم تمكن المطعم هذا العام".

وتابع: "ارتفاع أسعار السلع الضرورية جعل الأكل في المطاعم ضمن الأشياء الترفيهية بعدما كانت ضمن الجدول الأسبوعي للأسر، وبالتالي لا نرغب بزيادة سعر الوجبات حتى نحافظ على استمرار المبيعات".

وأشار بن عبدالله إلى أن سعر الأرز في المملكة يتراوح حاليًا بين 33 و 35 ريالًا سعوديًا للكيلو غرام الواحد، مقابل 25 و27 ريالًا، في ديسمبر/ كانون الثاني من العام الماضي.

ووفق بيانات رسمية، تعد السعودية أكبر الدول المستهلكة للأرز خارج دول شرق آسيا، بكمية مقدارها 1.3 مليون طن من الأرز سنويًا، حيث يستهلك الفرد السعودي ما يقارب الـ 45 كيلو غرامًا من الأرز سنويًا.

ويستحوذ أرز بسمتي الهندي على نحو 60% من السوق السعودية، يليه الأمريكي بنسبة 15%، فالباكستاني 12%، ثم الأسترالي بنسبة 5 %، وأخيرًا التايلاندي 3%.

جودة أقل

في السياق ذاته، قال حسين مصبح، مالك مطعم شيخ المندي بمدينة الموصل العراقية، إن "سعر أرز بسمتي الهندي ارتفع من 300 دولار للطن مع بداية العام ليسجل 470 دولارًا حاليًا، وهو النوع الأعلى جودة.

وحول الآلية التي يتعامل بها مع الزيادة الحالية، أوضح قائلًا: "لم نرفع سعر طبق الأرز، لكن استبدلنا الأرز الذي يحتوى على نسبة كسر 5% وهو الأعلى في الجودة، بآخر نسبة الكسر فيه 10% من نفس النوع للاستفادة من فارق السعر الذي يصل إلى 80 دولارًا في الطن، ومع استقرار الأسعار مستقبلًا ستعود الأمور إلى طبيعتها".

ومن المتوقع أن تستورد العراق ما يقرب من 1.5 مليون طن من الأرز، نهاية العام الجاري، لتوفير حاجات الجمهورية، كما يتوقع أن يرتفع استهلاك الفرد من الأرز ليصل إلى 37 كيلو غرامًا سنويًا، وفق آخر إحصائية لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com