هبوط النحاس يعيد ترتيب أوراق صناعة الأجهزة المنزلية عالميا
هبوط النحاس يعيد ترتيب أوراق صناعة الأجهزة المنزلية عالمياهبوط النحاس يعيد ترتيب أوراق صناعة الأجهزة المنزلية عالميا

هبوط النحاس يعيد ترتيب أوراق صناعة الأجهزة المنزلية عالميا

أدى هبوط أسعار النحاس لأدنى مستوياته منذ العام 2008 على خلفية تزايد مخاطر الركود الاقتصادي، إلى اعتزام الشركات المصنعة للأجهزة المنزلية شراء حاجاتها من النحاس خلال الفترة الحالية لتفادي أي نقص في المعروض يؤدى إلى زيادة الأسعار مستقبلًا.

وجاء ذلك في وقت أعلنت شركات عالمية وعربية متخصصة في صناعة التكيفات والثلاجات استبدال نصف كميات النحاس المستخدم في الصناعة بالألومنيوم لتفادي سعر النحاس المرتفع.

وكانت أسعار العقود الآجلة للنحاس في بورصة لندن للمعادن تراجعت بنسبة 2.7% إلى 6980 دولارًا للطن، بحسب بيانات “بلومبرج”.

لكن بنك “جولدمان ساكس” يتوقع أن ترتد أسعار النحاس مرة أخرى عند مستوى 7،500 دولار للطن، لارتفاع تكاليف الاستخراج وتحقيق هامش ربح مجزٍ للشركات المنتجة له.

ووفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، تم إنتاج حوالي 20 مليون طن من النحاس على مستوى العالم في العام 2020، كما يقدر حجم الاحتياطيات العالمية بنحو 870 مليون طن.

فرصة للشراء

ويقول رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات طيبة، المتخصصة في صناعة التكيفات الهوائية، مجدي المنزلاوي، إنه كان يخطط لإدخال معدن الألومنيوم في صناعة التكيفات حال استمر النحاس في الزيادة، لكن تراجع سعره حاليًا بنحو 3 آلاف دولار في الطن دفع الشركة إلى السعي لشراء حاجاتها من الخارج".

وأضاف لـ "إرم نيوز" أن "السوق المصري يستورد النحاس بمعدلات قليلة لاعتماده على إعادة تدوير الخردة، لكن هذا لايمنع من استيراد الشركة لجميع حاجاتها من السوق الخارجي".

وأكد أن انخفاض أسعار النحاس سيدعم المصانع التي تعمل في صناعة الأجهزة المنزلية، والأسلاك، بعد تعرضها للتوقف أو العمل بشكل جزئي جراء ارتفاع أسعار النحاس خلال الشهور الماضية.

وفي مايو الماضي، توقع بنك "مورغان ستانلي" أن تتجه الشركات التي تعمل في تصنيع منتجات التدفئة والتبريد والأسلاك إلى استبدال النحاس بمعدن آخر حال ظلت الأسعار عند مستوى 10 آلاف دولار للطن.

وبالفعل أعقب هذه التوقعات إعلان شركة "دايكن إنداستريز" العالمية إسراعها في التحول نحو استخدام الألومنيوم في بعض منتجاتها من آلات تكييف الهواء في ضوء الزيادة الهائلة في أسعار النحاس، بحسب تاكاشي آبي، المتحدث باسم الشركة.

وتستهلك الشركة حاليا نحو 90 ألف طن من النحاس سنويا في إنتاج أكثر من 10% من الإنتاج العالمي من أجهزة تكييف الهواء.

لكن المنزلاوي توقع أن تغير الشركة هذه الخطة وتتجه إلى شراء احتياجاتها في ظل الأسعار المنخفضة.

عودة الطلب الصيني سيرفع الأسعار

ومن جانبه، قال محلل المعادن الأمريكي، أليكس بلاك، إن "انخفاض أسعار النحاس كان متوقعًا منذ كانون الثاني/ يناير الماضي، بسبب تراجع الطلب الصيني جراء تفشي فيروس كورونا في عدد من المقاطعات ".

وتابع "الحرب بين روسيا وأوكرانيا غيرت تلك التوقعات بصعوده إلى مستويات كبيرة ثم هبوط سهمه خلال الأسابيع الماضية إلى معدل يوصف بأنه طبيعيًا".

وفي حديثه مع "إرم نيوز"، يرى بلاك أن "هذه الفترة مناسبة للشراء بالنسبة للشركات الصناعية في الشرق الأوسط، والدول الآسيوية ماعدا الصين".

واعتبر أن "عودة الطلب الصيني سيسهم في نقص المعروض من معدن النحاس وقد يرفع سعره إلى المستويات التي كان عليها بداية العام، لأن الصين تشتري مايقرب من نصف إنتاج النحاس العالمي.

لكن محللين يتوقعون أن يمدد النحاس تراجعه لينهي العام، مع رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بأسرع وتيرة منذ ثمانينيات القرن الماضي لترويض التضخم، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

فرض ضرائب على النحاس

وحول تغيرات أسعار النحاس خلال الفترة المقبلة، قال الخبير الاقتصادي العراقي همام الشماع لـ"إرم نيوز"، إنه "بعيدا عن المؤشرات الاقتصادية فإن تشيلي تسعى إلى تطبيق مشروع ضريبي جديد على مناجم النحاس وهذا الأمر بالتأكيد سيرفع سعره خلال الفترة المقبلة".

وتعتبر تشيلي المنتج الرئيسي للنحاس في العالم، وتستحوذ مناجمها على 28% من إنتاج النحاس العالمي، وتمتلك أكبر شركة حكومية هي Codelco يقدر إنتاجها بحوالي 1.6 مليون طن.

وفي السياق ذاته، قال الخبير الاقتصادي المصري، ورئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، محمد المهندس،" الأسواق العربية تعيد ترتيب أوراقها بعد تراجع أسعار النحاس حاليًا، وشركات كثيرة في قطاعات مختلفة لديها الرغبة في شراء كميات كبيرة".

وبين أن أكثر الشركات المستفيدة من انخفاض أسعار النحاس هي صناعة الكابلات، والأجهزة المنزلية".

واعتبر المهندس في حديثه لـ"إرم نيوز" أن انخفاض خام النحاس من المتوقع أن يخفض أسعار المنتجات المنزلية بنحو 20%.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com