تقرير: الصين استغلت دبلوماسية "فخ الديون" في كارثة سريلانكا
تقرير: الصين استغلت دبلوماسية "فخ الديون" في كارثة سريلانكاتقرير: الصين استغلت دبلوماسية "فخ الديون" في كارثة سريلانكا

تقرير: الصين استغلت دبلوماسية "فخ الديون" في كارثة سريلانكا

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الصين لعبت دورا محوريا في "الكارثة" الاقتصادية التي أصابت سريلانكا.

وقالت الصحيفة، اليوم الأربعاء: "تدخل سريلانكا، الدولة الجزرية المحاصرة، مرحلة جديدة مع اختيار البرلمان لرئيس جديد، بعد استقالة الرئيس غوتابايا راجاباكسا، ورئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا، الشقيقين اللذين هيمنا على سياسات البلاد لأكثر من عقد، مع انهيار اقتصادي شامل أدى لاحتجاجات شعبية واسعة النطاق".

وأضافت: "أيا كان الشخص الذي سيتولى المسؤولية في سريلانكا، فإنه سيواجه مهمة شديدة البؤس، ومن بينها المضي قدما في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي".

وأوضحت: "تعاني سريلانكا من الإفلاس، والعجز عن سداد مستحقات وارداتها الضرورية، ومن بينها الغذاء والدواء والوقود، ويرجع ذلك جزئيا إلى عدم قدرتها على سداد ديونها، في ظل نفاد الاحتياطي النقدي الأجنبي لديها".

ومضت الصحيفة: "أدى ارتفاع التضخم إلى احتياج قطاع عريض من السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة إلى مساعدات عاجلة، وتم إغلاق المدارس والكثير من الأعمال، في الوقت الذي ينتظر فيه المواطنون في طوابير طويلة تستمر لأيام من أجل الحصول على الوقود".

وتابعت: "بالنسبة لباقي دول العالم، فإن سريلانكا أصبحت رواية تحذيرية في ظل سوء إدارة الدولة، على يد الأخوين راجاباكسا، بالإضافة لعدة عوامل خارجة عن السيطرة، ومن بينها التأثير الكاسح لجائحة كورونا، التي دمرّت القطاع السياحي، ثم الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي أدى لتعطيل سلاسل الإمداد العالمية، والإسراع في رفع معدلات التضخم، الذي دفع الاقتصاد السريلانكي إلى الهاوية".

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن "خبراء دوليين يحذّرون من أن دولا أخرى من لاوس في جنوب شرق آسيا إلى كينيا في شرق أفريقيا تقترب من مصير سريلانكا ذاته، في ظل ارتفاع معدلات الدين، وتراجع الأوضاع الاقتصادية فيها".

وأردفت: "تعتبر الصين أحد أبرز اللاعبين في الكارثة التي تعاني منها سريلانكا، في ظل أن بكين هي أكبر مقرض لسريلانكا، وتمثل 10% من الدين الخارجي للدولة".

واستطردت: "في الفترة من عام 2000 إلى 2020 منحت الصين قروضا إلى الحكومة السريلانكية بقيمة 12 مليار دولار، لصالح مشروعات البنى التحتية التي لا طائل منها، من بينها ميناء ضخم في مدينة "هامبانتوتا"، التي ينحدر منها الشقيقان راجاباكسا، حيث تم تسليم السيطرة فيها إلى الحكومة الصينية قبل 5 سنوات، بعد أن اعترفت سريلانكا بأنها عاجزة عن سداد ديونها".

وقالت "واشنطن بوست" إن الصين مارست دبلوماسية "فخ الديون" مع سريلانكا، التي سقطت في الفخ بسهولة، حيث حصلت الأخيرة على قرض بقيمة 3 مليارات دولار في عام 2020 من أجل سداد الديون، إذ اختارت هذا المسار السهل بدلا من الطريق الأكثر صعوبة وألما، والمتمثل في إعادة هيكلة الدين والحوار مع صندق النقد الدولي، والمضي قدما في إجراءات التقشف من أجل الحصول على دعم الصندوق.

ونقلت عن علي صبري، القائم بأعمال وزير المالية في سريلانكا، في الفترة من أبريل إلى مايو، قوله: "كان هذا خطأ، فبدلا من استغلال الموارد المحدودة وإعادة هيكلة الدين، فقد استمرت الدولة في سداد الديون حتى نفاد الاحتياطي النقدي، كان الواقع يفرض علينا اللجوء إلى صندوق النقد الدولي قبل 12 شهرا من اتخاذ هذه الخطوة في النهاية".

وأضافت الصحيفة: "القروض الصينية تخيم بشكل كبير في الدول الأخرى التي مزقتها الديون. تمثل الصين نحو 30% من الدين الخارجي لزامبيا، تتجه لاوس نحو التخلف عن سداد ديونها، في ظل التمويل الصيني بمليارات الدولارات لمنشأة الطاقة الكهرومائية، والبنية التحتية للسكك الحديدية".

وختمت الصحيفة تحليلها بقولها: "الإرث الذي تركته الصين في سريلانكا سيظل علامة بارزة لسنوات مقبلة، إذ يمثل ذلك أول انهيار كبير خارج عن السيطرة، إذ تعتبر بكين المقرض الرئيس، ويفتح ذلك تساؤلات دون إجابة حول سياسة الصين في فرض نفوذها على دول في أضعف حالاتها على الإطلاق".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com