الأوضاع الاقتصادية تدفع أسرا سودانية للعزوف عن الأضحية

كشف عدد من الأسر السودانية عن عدم تمكنهم من شراء خراف الأضحية؛ بسبب ارتفاع أسعارها والظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

ورصد مراسل "إرم نيوز" خلال جولة في أسواق الأضاحي أن الأسعار تتراوح ما بين 80- 100 ألف جنيه سوداني للخراف (نحو مائتي دولار)، وهي مبالغ قد تعادل دخل الفرد بالأسرة خلال الشهر، مما يجعل الأمر صعبا بالنسبة لبعضهم.

وقال مواطنون تحدثوا لـ"إرم نيوز" إنهم لا يستطيعون شراء خراف لأضحية هذا العام بسبب الأسعار المرتفعة، وأوضحوا أنهم في حال قرروا ذلك فإن الخطوة بالنسبة لهم تعد مغامرة وأنه بعد انتهاء عطلة عيد الأضحية المبارك لن يجدوا ما يمكن أن يسير لهم احتياجاتهم اليومية، لذلك ليس هنالك من خيار غير العزوف عن أضحية هذا العام.

ومنذ العام الماضي درج عدد من الأسر السودانية على التشارك معا لشراء خروف واحد يقومون بذبحه في المنزل الكبير، ويجتمع أفراد الأسرة خلال اليوم الأول من العيد ويكتفون بذلك.

وفي وقت سابق كانت كل أسرة تشتري أضحية مفردة، وتتجمع الأسر في منزل العائلة الكبير ويقومون بذبح خرافهم حتى اليوم الثالث من عيد الأضحى المبارك، لكن مع الضغوط الحياتية والظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد أصبحوا يكتفون بالأضحية خلال اليوم الأول فقط.

وإزاء ذلك يتخوف عدد من التجار من ركود كبير في مبيعات الأضاحي التي انتشرت بشكل كبير في عدد من شوارع العاصمة الخرطوم؛ إذ يعتبر عيد الأضحية موسما لتجار الأغنام الذين يأتون من الولايات السودانية الأخرى لعرض الخراف.

وفي ظل تخوفات التجار من ركود مبيعات الأضاحي تنتظر عدد من الأسر اليوم قبل الأخير من العيد؛ إذ يضطر التجار إلى تخفيض الأسعار خوفا من تعرضهم لخسائر.

ويعاني السودان من أزمة اقتصادية منذ ما قبل الإطاحة بالرئيس عمر البشير في انتفاضة عام 2019.

ويواجه البلد زيادات متلاحقة في أسعار عدد من السلع الاستهلاكية والخدمات الرئيسة، في وقت قفزت فيه أسعار العملات الأجنبية في وقت سابق إلى أرقام قياسية، ووصل سعر الدولار إلى أعلى مستوى تاريخي.

وأعلن السودان في كانون الثاني/يناير بلوغ عجز الموازنة العامة للدولة للعام 2022 نحو 363 مليار جنيه، (نحو 800 مليون دولار).