مربو الماشية في مصر تحت وطأة "الحمى القلاعية"
مربو الماشية في مصر تحت وطأة "الحمى القلاعية"مربو الماشية في مصر تحت وطأة "الحمى القلاعية"

مربو الماشية في مصر تحت وطأة "الحمى القلاعية"

تتزايد مخاوف مربي الماشية في مصر من تعرض مشروعاتهم لضربة قوية، بفعل الخسائر التي تكبدوها إثر تفشي مرض الحمى القلاعية ونفوق أعداد كبيرة من مواشيهم، وكذلك فتح الحكومة باب استيراد المواشي الحية لسد احتياجات السوق المحلي، مع اقتراب عيد الأضحى.

ويقول العاملون في تربية المواشي، إن القطاع يئن تحت وطأة المرض منذ مارس/ آذار الماضي وحتى الآن، لعدم توفير الحكومة المصرية اللقاحات اللازمة من أجل مكافحة الحمى القلاعية، أو تطبيق إجراءات احترازية على أسواق بيع الماشية.

يأتي ذلك، بينما تتطلع القاهرة لجذب استثمارات خليجية إلى قطاع الثروة الحيوانية الذي يسهم مع القطاع الزراعي بنحو  15% من الناتج المحلي، ويضمان عمالة تقدر بنحو 5.5 مليون عامل.

تحصينات غير فعالة

وقال مربي ماشية مصري مقيم بمحافظة كفر الشيخ، ويدعى محمد هريدي، إن" الحمى القلاعية هذا العام لا تستجيب للعلاج المتعارف عليه في الأسواق وهي المضادات الحيوية، وأدوية رفع المناعة، ما أدى لنفوق نحو 9 رؤوس ماشية جاموس من أصل 12 رأسا خلال 20 يوما".

وأضاف هريدى لـ"إرم نيوز" أنه رغم تحصين القطيع ضد الحمى القلاعية مع بداية العام، إلا أن الأطباء البيطريين أكدوا أن تلك التحصينات التي تباع في السوق مغشوشة ومقلدة؛ لأن الفعال منها يستورد من روسيا".

وتابع "لم أتمكن من صرف أي تعويضات مالية من الحكومة المصرية لعدم التأمين على الماشية".

ويقدر إجمالي حصيلة الثروة الحيوانية في مصر نحو 8 ملايين رأس ماشية تشمل العجول وإناثها بأعمارها المختلفة المحلى منها والمستورد، بجانب الأغنام والماعز والجمال وأيضا الدواب، وفق رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة، طارق سليمان.

ولم يختلف حال إسماعيل عبد الهادي، عن سابقه، حيث دفعه الأمر ذاته إلى إحراق 57 رأس ماشية نافقة منذ بداية مرض الحمى القلاعية".

وفي مزرعته الواقعة على الطريق الصحراوي بمحافظة الإسكندرية شمالي البلاد، يقدر عبد الهادي الخسائر الإجمالية التي تكبدها بحوالي 2.5 مليون جنيه، ويلقي باللوم على الحكومة لعدم وجود حل لتلك المعضلة.

 تأثير سلبي على إنتاج اللحوم

دفع عدم استجابة الحكومة للمربين إلى تقديم النائبة سميرة الجزار طلب إحاطة موجها إلى رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، بشأن الخسارة التي يتعرض لها آلاف المربين نتيجة التفشي الكبير لمرض الحمى القلاعية، وعدم وجود رؤية واضحة للتصدي له".

وقالت الجزار لـ"إرم نيوز"، إنها طلبت من الحكومة تكثيف متابعتها للحالات المصابة، والبحث عن أمصال ذات جدوى وفعالية لمقاومة المرض ومنع انتشاره".

وأكدت أن استمرار المرض في الانتشار سيؤدي إلى نفوق معدلات كبيرة من المواشي  ما سينعكس على انخفاض معدل اللحوم المنتجة، وتسريح آلاف العمالة بالقطاع.

وبحسب تقرير صادر عن قطاع الثروة الحيوانية، بلغ معدل استهلاك مصر من اللحوم الحمراء حوالي 900 ألف طن خلال العام الماضي موزعة بين 430 ألف طن مستورد و470 ألف طن منتجة محليا.

ويقدر استهلاك الفرد من اللحوم في مصر بنحو 8 كيلوغرامات سنويا، بينما يبلغ هذا المتوسط 28 كيلوغراما في دول الاتحاد الأوروبي، و30 كيلوغراما في الولايات المتحدة، وفق أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة القاهرة الدكتور جمال صيام.

وبدوره، قال نقيب عام الفلاحين، حسين أبو صدام، إن الحمى القلاعية ستحدث فجوة في أسواق اللحوم تزامنًا مع اقتراب عيد الأضحى، وتوجه الحكومة نحو الاستيراد سيضاعف معدل خسائر القطاع نظرًا لإغراق السوق".

وحول مدى فاعلية الأمصال ووفرتها في مصر، أوضح في حديثه لـ "إرم نيوز" أن الأمصال إن وجدت عن طريق الاستيراد، فهي تفسد قبل حقنها للمواشي بسبب سوء الحفظ.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com