"فايننشال تايمز": العقوبات "التقنية" ألحقت أضرارًا كبيرة بالشركات الروسية
"فايننشال تايمز": العقوبات "التقنية" ألحقت أضرارًا كبيرة بالشركات الروسية"فايننشال تايمز": العقوبات "التقنية" ألحقت أضرارًا كبيرة بالشركات الروسية

"فايننشال تايمز": العقوبات "التقنية" ألحقت أضرارًا كبيرة بالشركات الروسية

سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الضوء على التأثير المباشر للعقوبات الغربية الخاصة بالتكنولوجيا على الشركات الروسية، التي أصبحت تعاني من صعوبة شديدة من أجل استيراد الرقائق "أشباه الموصلات" والمعدات الكهربائية اللازمة لتشغيل مراكز البيانات في البلاد.

وأوقفت معظم الشركات المصنعة للرقائق في العالم أعمالها في روسيا، بعدما فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية، قيودًا على تصدير منتجاتها المستخدم فيها رقائق مصنوعة أو مصممة على أراضيها إلى روسيا؛ ردًا على شن الأخيرة عملية عسكرية ضد أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.

وأدى ذلك إلى تكبد روسيا أزمة مضاعفة فيما يتعلق بنقص الرقائق التي تراجع إنتاجها خلال فترة تفشي جائحة كورونا، في حين تفاقمت مؤخرًا أزمة نقص الرقائق؛ بسبب إغلاق المصانع في الصين جراء عودة ظهور إصابات بـ"كوفيد-19".

وامتد تأثير العجز الروسي على استيراد تلك المنتجات إلي شركات صناعة السيارات والأجهزة المنزلية والمعدات العسكرية وأجهزة تكنولوجيا المعلومات والهواتف الذكية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول تنفيذي غربي قوله، إن طرق إمدادات كاملة للخوادم وأجهزة الكمبيوتر والآيفون "تلاشت".

ووفق "فايننشال تايمز"، لن تتمكن أكبر مجموعات الاتصالات في روسيا من الوصول إلى معدات شبكات الجيل الخامس (5G)، بينما ستكافح منتجات الحوسبة السحابية من "ياندكس"، أكبر شركة تقنية في روسيا، و"سبير بنك"، أكبر بنك في روسيا؛ لتوسيع خدمات مراكز البيانات الخاصة بهم.

وفي حين أن لدى روسيا العديد من شركات الرقائق المحلية، مثل "جي إس سي ميكرون" و "إم سي إس تي" و "بايكال إلكترونيكس"، إلا أن جميعها كان يعتمد على استيراد كميات كبيرة من أشباه الموصلات الجاهزة من الشركات المصنعة الأجنبية مثل "إس إم أي سي" في الصين، و"إنتل" في الولايات المتحدة، و"إنفنيون" في ألمانيا.

وتعتمد "إم سي إس تي" و "بايكال إلكترونيكس" بشكل أساسي على مسابك الرقائق الإلكترونية الموجودة في تايوان وأوروبا لإنتاج الرقائق التي تقومان بتصميمها.

ويوم الإثنين الماضي، قالت شركة "إم سي إس تي"، إنها تستكشف تحويل إنتاجها إلى مصانع روسية مملوكة لشركة "جي إس سي ميكرون"، حيث قالت إنها يمكن أن تخلق "معالجات مناسبة بتكنولوجيا ذات سيادة روسية".

لكن "سبير بنك " قال العام الماضي، إن رقائق "إلبروس" التي طورتها شركة "إم سي إس تي" فشلت "بشكل كارثي" في اجتياز الاختبارات، مما يدل على أن سعة الذاكرة والمعالجة أقل بكثير من تلك التي طورتها شركة "إنتل" الأمريكية.

ومنذ دخول العقوبات الغربية حيز التنفيذ، شهدت مجموعات خدمات الحوسبة السحابية في روسيا مثل "ياندكس" و"في اي كلاود سوليوشن" و"سيبر كلاود" ارتفاعًا في الطلب على خدماتها، لأن معظم الشركات الروسية لم تعد مستعدة لاستضافة تطبيقاتها في مراكز البيانات بالخارج.

كما أجبرت العقوبات مشغلي الهاتف المحمول على تقليص خططهم بشكل كبير، ومع عدم وجود بديل محلي جاهز لأجهزة شبكات الجيل الخامس 5G، من المحتمل وفقًا لـ"غريغوري باكونوف"، المدير التنفيذي السابق بشركة "ياندكس"، أن يقوم المشغلون بشراء معدات 4G قديمة من البلدان التي انتقلت بالفعل إلى الجيل الخامس من التكنولوجيا.

وفي ظل عدم قدرة روسيا على تصدير الكثير من المواد الخام، أو استيراد السلع الحيوية، أو الوصول إلى الأسواق المالية العالمية، يتوقع الاقتصاديون أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي لروسيا بنسبة تصل إلى 15 % هذا العام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com