تشكيك بـ"العصامية" ورحلة الصعود.. رواد أعمال شبان يثيرون جدلا واسعا في السعودية
تشكيك بـ"العصامية" ورحلة الصعود.. رواد أعمال شبان يثيرون جدلا واسعا في السعوديةتشكيك بـ"العصامية" ورحلة الصعود.. رواد أعمال شبان يثيرون جدلا واسعا في السعودية

تشكيك بـ"العصامية" ورحلة الصعود.. رواد أعمال شبان يثيرون جدلا واسعا في السعودية

أشعل رواد أعمال سعوديون شبان جدلا واسعا مع أقرانهم في السن والتحصيل الأكاديمي في المملكة، بعدما تركوا وظائف حكومية وخاصة برواتب عالية يحلم بها كثير من الموظفين، لأجل مشاريع خاصة بدأت بفكرة قبل أن تلقى النجاح وتدر الملايين عليهم.

واستضافت برامج تلفزيونية حوارية عدة، خلال شهر رمضان الحالي، عددا من رواد الأعمال الذين لمع نجمهم في السنوات القليلة الماضية وباتوا من رجال الأعمال، ليحكوا عن رحلاتهم خلال الصعود في سلم النجاح وجني الملايين، لكن تجاربهم تلك لم ترق لكثيرين.

وشكك أكاديميون سعوديون كثر، ومن مختلف التخصصات في تلك التجارب، واتهموا أصحابها من رواد الأعمال الناجحين، بإخفاء تفاصيل ساعدتهم على النجاح، وبينها ثروة كبيرة ورثوها عن عائلاتهم أو تسهيلات مختلفة أخرى.

كما أشار بعضهم لامتلاكه الكثير من المهارات وشهادات الخبرة بجانب التحصيل الأكاديمي العالي، لكنهم يتقاضون رواتب متوسطة لا تصل للرواتب التي كان يتقاضاها رواد الأعمال.

وتصدر أيمن السند وعبدالله الفوزان، وهما من رواد الأعمال البارزين في السعودية، جانبا في ذلك الجدل والتباين الواضح في الآراء، فيما حضر أكاديميون من تخصصات متنوعة، وموظفون في مراتب وظيفية مختلفة في الجانب الآخر.

والسند هو الرئيس التنفيذي لتطبيق "مرسول" الذي يتيح للزبائن طلب ما يحتاجونه عبر سائقين متعاقدين، فيما الفوزان الذي ينتمي لعائلة سعودية ثرية، متخصص في التجارة الإلكترونية ويقيم دورات تعليمية في تخصصه ذاك.

وبدأت الردود والانتقادات تنهال على الشابين عندما ظهر السند في برنامج "الليوان" الحواري الذي تقدمه قناة "روتانا خليجية"، ليقول إنه كان موظفا براتب 40 ألف ريال (أكثر من عشرة آلاف دولار) شهريا، لكنه ترك وظيفته تلك، براتبها الكبير، للتفرغ لمشروعه "مرسول" الذي كان يدر عليه حينها نحو سبعة آلاف ريال فقط.

وظهر الفوزان عبر قناة "الإخبارية" الحكومية، ليحكي عن تجربته مع العمل في التجارة الإلكترونية وتعليمها، قبل أن يكشف أن راتبه في وظيفته كان 32 ألف ريال (نحو 8.5 ألف دولار)، لكنه تركها وتفرغ لعمله الخاص الذي يدر عليه حاليا 250 ألف ريال في الشهر (أكثر من 66 ألف دولار).

وكان الدكتور سليمان بن عبدالله القويفلي، وهو استشاري طب أطفال، أحد المنتقدين لرواد الأعمال الجد، والذين بدوا في موقف يحث الآخرين على التخلي عن وظائفهم والتوجه نحو العمل الخاص.

وقال القويفلي: "شاب من عائلة ثريه لها اسم رنان في الوسط التجاري محاط بدعم لوجستي ومالي كفيل بتجاوز أي عثرات متوقعه، وكثير من التسهيلات بناء على العلاقات العائلية ويتحدث عن العصامية ! تحدثوا عن الآلاف ممن طاروا خلف أوهام الثراء وانتهى بهم المطاف مديونين مدمورين! قليل من التعقل والمنطق!".



ورد محمد البلادي، وهو كاتب وتربوي سابق ومدير دار نشر، على رواد الأعمال جدد بالقول "أتمنى على الأخوة الذين يظهرون في الإعلام ليحدثوا الشباب عن عنترياتهم بترك التعليم، أو عن وظائفهم التي تركوها، ودخلهم من شركاتهم الخاصة أن يخبروهم أيضاً عن التسهيلات العائلية التي وجدوها، والعلاقات القوية التي ساندتهم، كي تكتمل الصورة في أذهان الشباب ولاتصبح احاديثهم نوعاً من التغرير".



وكتب الفوزان في اليوم التالي عبر حسابه في "تويتر"، دون أن يوجه حديثه لشخص محدد: "الحقيقة التي لايريد تقبلها البعض.. يتذمر من ضعف دخله ولكن نسى انه أهمل تعليمه، اهمل تعلم اللغة الإنجليزية، اهمل تعلم المهارات الناعمة، رضي بأقل من قدره، تذكر انك تعيش في دولة التعليم + الصحة مجاني.. عدم حصولك على (راتب عالي) هو اهمالك وليس بالصدفة او حظ سيء، لكل مجتهد نصيب".



لكن حديث الفوزان ذاك زاد من الجدل حول الموضوع ذاته، ليتلقى آلاف الردود، وبينها ما كتبته طبيبة الأسنان حوراء الشويخات: "تغربت، درست 7 سنوات طب أسنان، اجتزت عدة اختبارات حصلت على ترخيص مزاولة المهنة، ادفع سنويا مبالغ باهظة للحصول على ساعات تطوير مهني مستمر (٦٠ س خلال سنتين )، راتبي الحالي مايتجاوز (٦ آلاف ريال) ، عدم حصولي على راتب عالي، ماهو صدفة او حظ سيئ، ولا إهمال، هو واقع مر لايفهمه البعض".



وفي السياق ذاته، ردت أبرار عبدالله، وهي أخصائية نفسية درست في الولايات المتحدة الأمريكية: "عندي شهادات واعتمادات من الخارج ومافي أحد سعودي اخدها للان، درست برا وسافرت وعملت بالخارج اكثر من سنة، ولغتي الانجليزية ممتازة والحمدلله، لو تدري كم راتبي محى تصدق، الاشياء اللي ذكرتها غير منطقية ابدا".



ولم يكن الرئيس التنفيذي لتطبيق "مرسول" أكثر حظا، وتلقى بدوره انتقادات وآراء مغايرة على الرغم من كونه طلب ممن يودون دخول عالم العمل الخاص عدم ترك وظائفهم قبل التأكد من نجاح مشاريعهم.

ومع ذلك، تعد تجربة الفوزان والسند وشبان آخرين نجحوا في مشاريع خاصة بهم خلال السنوات القليلة الماضية في المملكة، ملهمة لكثير من شبان وشابات سعوديين يطمحون بتحويل أفكارهم لمشاريع تنقلهم في سلم النجاح وعالم الملايين.

ويسلط برنامج "الرواد" الذي يقدمه الإعلامي السعودي المعروف، أحمد الشقيري، على قناة "إم بي سي" الضوء على عدد من أولئك الرواد الذين نجحوا في عدة مشاريع غالبيتها يعتمد على التقنية وعالم الإنترنت.

لكن الشقيري يقول لمتابعيه، إنه يستهدف تسليط الضوء على الرواد الناجحين لتشجيعهم وتشجيع رواد آخرين يمتلكون مؤهلات ولم ينطلقوا بعد، مشيرا لكون البرنامج لا يدعو جميع الناس لترك أعمالهم ووظائفهم للبدء بمشروع خاص، ومحذرا إياهم مما أسماه مقبرة الشركات والمشاريع، وهي قائمة كبيرة تضم مشاريع فشلت ولم تر النجاح.

وبدا فيصل بن حثلين، وهو مدون سعودي معروف، أكثر تصالحا مع الطرفين، رواد الأعمال وأصحاب الوظائف، وقال: "نصيحة للشباب الي في وظائف ومرتاحين وماشيه حياتهم لاتترك وظيفتك واذا لقيت عمل حر يغنيك عن الوظيفة لامانع لكن بشرط لاتترك وظيفتك الا أذا كان عملك الحر ماشي تمام وخذيت سنين من النجاح فيه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com