بسبب الغلاء.. المصريون يقبلون على شراء اللحوم المجمدة
بسبب الغلاء.. المصريون يقبلون على شراء اللحوم المجمدةبسبب الغلاء.. المصريون يقبلون على شراء اللحوم المجمدة

بسبب الغلاء.. المصريون يقبلون على شراء اللحوم المجمدة

أدت الزيادة الكبيرة في أسعار اللحوم الحمراء "البلدية"، منذ بداية شهر رمضان، إلى تحول دفة شراء المستهلكين إلى اللحوم المجمدة المستوردة؛ لانخفاض سعرها بمعدلات تتناسب مع شرائح المجتمع ذات الدخل المتوسط والمنخفض.

وتتراوح أسعار اللحوم الطازجة المذبوحة محليًا بين 180 و250 جنيهًا للكيلو (9.7 ـ 13.5 دولار)، بزيادة قدرت بنحو 30 جنيهًا في الكيلو منذ بداية رمضان.

يأتي ذلك في وقت تسجل فيه البلاد أعلى معدل تضخم منذ 2019، بنحو 12,1% لشهر مارس/ آذار الماضي، مدفوعا بزيادة أسعار الغذاء وانخفاض قيمة العملة المحلية أمام الدولار الأميركي، إثر تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، وفق بيان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

ويقدر استهلاك الفرد في مصر من اللحوم بنحو 8 كيلوغرامات سنويا، بمعدل 20 غراما يوميا، بينما يبلغ هذا المتوسط 28 كيلوغراما في دول الاتحاد الأوروبي، و30 كيلوغراما في الولايات المتحدة، وفق أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة القاهرة الدكتور جمال صيام.

وقال المواطن المصري أحمد سعد، لـ "إرم نيوز"، إن "غلاء اللحوم البلدية منذ بداية رمضان دفعني لشراء اللحوم المجمدة، لانخفاض سعرها وتماشيها مع دخلي الشهري".

وتختلف أسعار اللحوم المجمدة في مصر بحسب الدولة المصدرة، إذ يباع كيلو اللحوم البرازيلي بنحو 80 جنيهًا، بينما يباع كيلو اللحم الهندي بنحو 75 جنيهًا، وفق عاملين في القطاع.



وأضاف سعد أنه كان يشتري مع بداية رمضان نحو 15 كيلوغراما من اللحوم لتلبية حاجات الشهر الكريم، إلا أن الزيادة الكبيرة في الأسعار أجبرته على الاستغناء عنها، واستبدالها باللحوم المجمدة والسمك والدجاج كمصدر بروتيني أرخص.

وحول اختلاف اللحوم المجمدة عن اللحوم المصرية، أوضح أن "اللحوم المجمدة التي تباع في مصر عبارة عن أجزاء معينة في المواشي، مثل الكتف، والركبة، والفخذ، بالإضافة إلى أن طعمها يختلف عن نظيرتها المصرية، وعدم وصولها إلى درجة النضج المطلوبة".

وحول أسباب انخفاض أسعار اللحوم المجمدة في مصر، قال رئيس شعبة المستوردين في غرفة القاهرة التجارية، السيد النواوي، إن "السعر يحدد بناء على طلب المستورد إذا كان يرغب في شراء أجزاء خلفية أو أمامية، أو قطع".

وفسر النواوي، لـ "إرم نيوز"، بأن "سعر اللحم البرازيلي السوبر - الجيد، مرتفع جدًا في دول أوروبا، لكن أغلب ما يباع في مصر عبارة عن أجزاء لحوم، ودهون، بالإضافة إلى أن عمر الحيوان كبير، وهذا يؤخر مدة النضج".

وقال عضو شعبة القصابين في غرفة القاهرة التجارية، هيثم عبد الباسط، إن درجة إقبال المواطنين على شراء اللحوم البلدية منذ بداية رمضان انخفضت بنحو 50% عن العام الماضي؛ بسبب إعادة ترتيب أولويات المستهلكين في ظل ارتفاع أسعار السلع الضرورية.

وعزا عبد الباسط، في حديثه لـ"إرم نيوز"، الزيادة الكبيرة في أسعار اللحوم إلى أن "التغيرات السعرية التي طرأت على صناعة الأعلاف بعد الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى خروج عدد كبير من مربي الماشية من السوق؛ بسبب ارتفاع تكاليف التربية وتعرضهم للخسارة، وبالتالي قل المعروض، وارتفعت الأسعار".



وأشار إلى أن "زيادات الأسعار أثرت أيضًا على الشرائح الاستهلاكية ذات الدخل المرتفع، إذ لجأ أغلبهم إلى تقليل الكميات التي كان يشتريها شهريًا إلى النصف، بينما اتجهت الشريحة ذات الدخل المتوسط لشراء اللحوم المجمدة".

وتستهلك مصر نحو 10 ملايين طن من اللحوم الحمراء سنويا، منها 60% إنتاج محلي و40 % يتم استيرادها من الخارج على شكل حيوانات حية أو لحوم مجمدة، وفق "مركز البحوث الزراعية" التابع لوزارة الزراعة المصرية.

ووفقا لمعطيات رسمية، تستورد مصر اللحوم من دول إثيوبيا والبرازيل وأستراليا والسودان والأوروغواي.

وفي حديثه لـ"إرم نيوز"، قال رئيس شعبة القصابين في غرفة القاهرة التجارية، محمد وهبة، إن "انخفاض سعر الجنيه مقابل الدولار، وإلزام البنك المركزي المصري المستوردين بفتح اعتمادات لتنفيذ عمليات الاستيراد، ساهما في تراجع المواشي المستوردة الجاهزة للذبح".

وعلى الرغم من وجود بديل بروتيني مستورد، وهي اللحوم المجمدة في الأسواق المصرية، فإن المواطن إبراهيم، الذي يعمل مزارعًا، امتنع عن شراء اللحوم المجمدة.

وعزا، في تصريح لـ "إرم نيوز"، عدم إقباله على شراء اللحوم المجمدة إلى انتشار الأمراض في الدول المصدرة إلى السوق المصرية، والذي كان آخرها مرض جنون الأبقار في البرازيل، مشيرا إلى "تدني جودة اللحوم المستوردة مقارنة بالمصدرة إلى الدول الأوروبية، والتي تباع بثلاثة أضعاف السعر الذي تباع به في مصر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com