تونس.. الأزمة الاقتصادية الحادة تلقي بظلالها على أجواء رمضان
تونس.. الأزمة الاقتصادية الحادة تلقي بظلالها على أجواء رمضانتونس.. الأزمة الاقتصادية الحادة تلقي بظلالها على أجواء رمضان

تونس.. الأزمة الاقتصادية الحادة تلقي بظلالها على أجواء رمضان

حل شهر رمضان في تونس وسط حالة من الكساد والتململ؛ بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحادة، التي باتت تلقي بظلالها على تفاصيل حياة التونسيين.

وبات التونسيون، يفتقدون ما يعبرون عنها بـ"ريحة رمضان" (أجواء رمضان) التي اعتادوا أن يجدوها مع هبوب نسائمه.

ويعيش التونسيون، منذ أشهر، حالة من الترقب والغموض والضبابية والخوف، مع اشتداد الأزمة الاقتصادية وانعكاسها على الحياة الاجتماعية وفقدان كثير من المواد الأساسية وارتفاع أسعارها بشكل بات ينذر بانفجار اجتماعي، بحسب متابعين.

ومع إعلان السلطات التونسية "الحرب" على المضاربة والاحتكار، ورغم التحسن الطفيف الذي شهده تزوّد الأسواق بالمواد الأساسية التي عادة ما تزيد عليها الطلبات في رمضان، غابت تلك الحركة التي اعتادت عليها الأسواق قبيل الشهر الفضيل وفي أيامه الأولى.

وجرت العادة، أن يقبل التونسيون على اقتناء كل ما يلزمهم من معجنات وأجبان ولحوم ودواجن وأسماك، لكن في الفترة الحالية، أصبحت السمة البارزة في الشارع التونسي هي التذمر من غلاء المعيشة وضيق الحال.

وتقول عائشة، وهي امرأة خمسينية تجوب السوق المركزية بتونس العاصمة، إنّ "رائحة رمضان فُقدت هذه السنة، فقد كانت التحضيرات تنطلق قبل أسابيع بإعداد الأواني الجديدة وتنظيف المطابخ وتزيين جدران المنازل والتزود بالمواد الأساسية ولا سيما (الشربة) التي تعتبر مكونا أساسيا من مكونات مائدة رمضان في تونس.

وتضيف عائشة أنّ "هذه التحضيرات لم نر لها أثرا هذه السنة، بالنظر إلى حالة القلق النفسي التي يعيشها التونسيون جراء الأزمة الاجتماعية ونقص المواد الأساسية وضبابية المستقبل؛ ما دفع الناس إلى التفكير في الأساسيات واعتبار كل ذلك من الكماليات".

ويذهب المنجي، 53 عاما، وهو رب أسرة وأب لثلاثة أبناء، إلى اعتبار أنّ سقف طموحات التونسيين تراجع كثيرا وأصبح الحصول على رغيف خبز دون عناء أو كمية من الطحين أو "السميد" إنجازا بحد ذاته، ومن ثمة فقدت نكهة رمضان وأصبح الاستعداد له والاحتفال بقدومه من باب الترف.

وظهرت في الفترة الأخيرة حالات لافتة أمام المخابز في تونس، حيث تجد طوابير طويلة لمواطنين ينتظرون دورهم لشراء ما يلزمهم من الخبز.

وقد اعتادت المخابز في شهر رمضان على "التفنن" في تصنيف أشهى ألوان الأرغفة ذات الطعم الشهي والمكونات الجذابة لفتح شهية الصائمين.

لكن مع التراجع الحاد في نسبة تزويد المخابز من مادة الطحين اللازمة لإعداد الخبز، أصبح هم أصحابها توفير الأرغفة التي اعتادوا على إعدادها في سائر أيام السنة دون "الإسراف" في إعداد أنواع أخرى أكثر كلفة، وهو ما أفقد الحارات القديمة خصوصا روحها ورونقها.

وفي السابق، كانت رائحة الخبز تنتشر في محيط المخابز حتى الدقائق الأخيرة قبل موعد الإفطار، لكن كثيرا من المخابز باتت مجبرة اليوم على غلق أبوابها.

ويعلّق فتحي، وهو كهل في الخامسة والأربعين من عمره، بالقول إنّ الوضع الاقتصادي الصعب ليس وليد الأسابيع الأخيرة التي عرفت نقصا فادحا في المواد الأساسية، بل هو نتاج سنتين من ظهور جائحة "كورونا" التي خلفت تداعيات نفسية واجتماعية حادة، ودفعت التونسيين إلى الانكفاء على ذواتهم فتراجعت الزيارات العائلية المتبادلة والسهرات المشتركة والتجمع حول موائد إفطار مشتركة، وهذا أفقد رمضان كثيرا من جاذبيته ونكهته، وفق تعبيره.

لكن منير، وهو شاب في الثانية والثلاثين من العمر، اعتبر أنّ رمضان يأتي بنفحاته وبركاته التي يستشعرها الإنسان رغم ضيق الحال.

وأشار في هذا السياق إلى عودة صلاة التراويح بشكل طبيعي بعد غيابها تماما قبل سنتين مع إغلاق المساجد وغيابها جزئيا في رمضان العام الماضي، معتبرا أنّ هذه النقطة بحد ذاتها تعتبر إيجابية وتعيد شيئا من الروح لرمضان التونسيين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com