هل تفجر حرب أوكرانيا "تسونامي مجاعة" في أفريقيا والشرق الأوسط؟
هل تفجر حرب أوكرانيا "تسونامي مجاعة" في أفريقيا والشرق الأوسط؟هل تفجر حرب أوكرانيا "تسونامي مجاعة" في أفريقيا والشرق الأوسط؟

هل تفجر حرب أوكرانيا "تسونامي مجاعة" في أفريقيا والشرق الأوسط؟

يخشى الأوروبيون من أن يتسبب نقص القمح بموجة من الانتفاضات الشعبية في عدد من البلدان النامية في أفريقيا والشرق الأوسط نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا وما سببته من ارتفاع في أسعار الحبوب.

وقال تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إنّ من بين نتائج هذه الحرب أزمة في الحبوب، حيث تنتج روسيا وأوكرانيا وحدهما 15 % من القمح في العالم، وبالنظر إلى العقوبات المفروضة على روسيا، وتدمير أراضي أوكرانيا بصرف النظر عن مدة الصراع، فإن العواقب الاقتصادية ستكون غير مسبوقة، وقد بدأت تلقي بظلالها بالفعل على الوضع الاقتصادي العالمي، فقد ارتفع سعر طن القمح بالفعل إلى حوالي 400 يورو (نحو 430 دولارًا) أي ضعف سعره في نوفمبر / تشرين الثاني الماضي.

وبحسب "لوفيغارو"، فقد حذرت المرشحة للانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبان من الآثار المحتملة لهذا التضخم، معتبرة أن بعض العقوبات المسلّطة على روسيا غير منطقية، وأوضحت لوبان أنه "إذا منعنا تصدير هذا القمح، ستجد كل البلدان المغاربية وكذلك مصر نفسها محرومة من الغذاء".

وتابعت مارين لويان أنّ الأوروبيين "يجازفون بوقوع أعمال شغب بسبب الغذاء ربما أسوأ مما حدث، في العام 2008" وأبدت قلقها من تدفّق المهاجرين "الكبير" الذي قد ينتج عن ذلك.

ويوم الإثنين الماضي، دقّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ناقوس الخطر بشأن "تسونامي المجاعة" وفق تعبيره، وقال: "لقد تجاوزت أسعار الحبوب بالفعل أسعار بداية الربيع العربي، وأعمال الشغب بسبب الغذاء في 2007-2008" وأضاف أنّ "مؤشر منظمة الأغذية العالمية (الفاو) لأسعار الغذاء العالمي تقع عند أعلى مستوى له على الإطلاق".

ومن جانبه أبدى وزير الزراعة الفرنسي جوليان نورماندي قلقه بشأن ما سيحدث دوليًا جرّاء تداعيات الحرب، وأوضح الوزير أنه "من المحتمل أن يكون لدينا خطر المجاعة" مستشهدًا بـ "دول، مثل: مصر، والمغرب، ولبنان، التي تعتمد كليًا على هذه الصادرات (أي صادرات القمح من أوكرانيا وروسيا)، بحسب ما نقلته "لوفيغارو".
وحذّر الوزير من التداعيات الاجتماعية والسياسية في هذه البلدان حيث إنّ "الخبز أساس".

وأشار تقرير الصحيفة الفرنسية إلى أن دول أفريقيا، والمغرب العربي، والشرق الأوسط، تواجه خطر عودة أعمال الشغب بسبب الغذاء، وهو ما يمكن أن يُسبب اضطرابات اجتماعية وسياسية عميقة كما كان الحال، في العام 2008، وذكّر بأن أعمال الشغب التي حصلت في وقت سابق بسبب الجوع تعود إلى استمرار حالة العجز في إيرادات القمح لست سنوات (منذ العام 2000)، ولم يكن هناك المزيد من المخزونات لمواجهة عام جديد من النقص" بحسب ما يوضح الاقتصادي "برونو بارمينتييه" المتخصص في القضايا الزراعية والغذائية.

وأضاف أنه بين، نهاية 2007 و2008، تضاعف سعر الحبوب 3 مرات، واندلعت انتفاضات شعبية في أفقر البلدان، وتأثرت 37 دولة بشكل رئيس في أفريقيا (الكاميرون، بوركينا فاسو، المغرب، مصر، كوت ديفوار، موريتانيا، السنغال وجنوب أفريقيا) إضافة إلى: بوليفيا، والمكسيك، وبنغلاديش، وباكستان، واليمن، وأوزبكستان، وظهرت مشاهد من أعمال الشغب في بعض العواصم.

ووفق ما نقلته "لوفيغارو" عن خبراء بخصوص ما إذا كان سياق الصراع الأوكراني الحالي ملائمًا لحدوث أعمال شغب مماثلة، قولهم إن خطر حدوث أعمال شغب بسبب الغذاء أمر لا شك فيه، حيث تخاطر روسيا وأوكرانيا، اللتان تصدّران لوحدهما 45 % من صادرات القمح العالمية، بعدم تصدير محاصيلهما مؤقتًا، أحدهما بسبب العقوبات، والآخر لأن ميناء أوديسا حيث تغادر سفن الشحن يقع تحت الحصار، بينما يبدو الأفق غامضًا بخصوص مستقبل هذه الحرب وحتى بخصوص محاصيل هذه السنة من الحبوب الأوكرانية.

وأشار تقرير "لوفيغارو" إلى أنّ هناك عاملًا آخر سيؤدي إلى إبطاء الإنتاج بشكل خطير، في العام 2022، وهو نقص الأسمدة، وينقل عن الخبير الاقتصادي برونو بارمينتييه، قوله: "هنا أيضًا ليس بالأمر الجيد، حيث تأتي الأسمدة بشكل كبير من روسيا، وأوكرانيا، وهما مصدران رئيسان للنيتروجين، والبوتاس."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com