التصدير عبر القطارات.. خطة أوكرانيا لكبح أزمة الغذاء أم طمأنة العملاء؟
التصدير عبر القطارات.. خطة أوكرانيا لكبح أزمة الغذاء أم طمأنة العملاء؟التصدير عبر القطارات.. خطة أوكرانيا لكبح أزمة الغذاء أم طمأنة العملاء؟

التصدير عبر القطارات.. خطة أوكرانيا لكبح أزمة الغذاء أم طمأنة العملاء؟

بعد أن شرعت أوكرانيا في تحركات للتصدير عبر شركة السكك الحديدية، من المرتقب أن يؤدي ذلك إلى استمرار تدفق صادرات البلاد من الحبوب إلى الدول المستوردة، وذلك بعد تعليق عمل الموانئ بسبب الغزو الروسي الذي بدأ في 24 شباط/فبراير.

وقالت شركة السكك الحديدية، في بيان، مفاده أنها مستعدة لتوصيل المنتجات الزراعية بشكل عاجل للدول، لمنع أزمة الغذاء العالمية والحفاظ على الصادرات الأوكرانية.

لكن عدداً من المستوردين للحبوب الأوكرانية قالوا لـ"إرم نيوز" إن التصدير عبر السكك الحديدية مكلف جدًا، وتحاول الحكومة الأوكرانية من هذا التصريح إرسال رسالة طمأنة للحفاظ على العملاء بعد إعلان نيتهم البحث عن بدائل استيرادية أخرى.

ودلل المستوردون على هذا الكلام، بتأكيدات أوكرانية في ذات البيان، على أنها تستطيع تصدير أكثر من 60 مليون طن من الحبوب، منها 33 مليون طن من الذرة، و 23 مليون طن من القمح في موسم 2021/22.

فى حين لم يستبعدوا أن يكون الغرض من هذا الاتجاه هو استخدام الموانئ البحرية المطلة على البحر الأسود في الدول المجاورة لتصدير منتجاتها خوفًا من الاستهداف الروسي لموانئها.

وتصل  الحبوب عبر القطارات إلى الدول الحدودية مع أوكرانيا وهي رومانيا والمجر وسلوفاكيا وبولندا، ومنها ستسلم  إلى الموانئ والمراكز اللوجستية وتصدر من خلالها، وفق البيان.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أعرب فيه عدد من مشتري الحبوب منهن إندونيسيا وتونس عن رغبتهم في شراء الحبوب من أصول بديلة مثل أوروغواي والهند، بالإضافة إلى دول أوروبية أخرى، وفق وكالة بلومبرغ.

وتستحوذ أوكرانيا على حصة تقدر  بنحو 11% من سوق الحبوب العالمي، في حين تصل حصتها من زيت عباد الشمس إلى 55%، وفقًا لوزارة الزراعة الأوكرانية.

ويعاني أغلب دول العالم من أزمة تضخمية  منذ اندلاع الحرب بين موسكو وكييف نتيجة نقص المعروض في قطاع الحبوب، وتحديدا القمح  الذي يسيطر كلا البلدين على 29% من صادراته العالمية.

سُبل جديدة

ويرى محللون ومستوردون تحدثوا لـ "إرم نيوز"، أن توجه أوكرانيا إلى خلق بدائل أخرى لتوصيل منتجاتها إلى الدول المستوردة، سيؤدي إلى تقليل الضغوط على أسعار المنتجات الغذائية التي تعتمد على القمح وبالتالي تنخفض الأسعار.

وقال مجدي الوليلي، عضو مجلس إدارة غرفة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية، لـ "إرم نيوز"  إن مستوردي القمح في العديد من الدول أوقفوا تعاقداتهم مع أوكرانيا تحت مزاعم ارتفاع معدل مخاطر الاستيراد.

وتابع: أغلب الشحنات المستوردة من أوكرانيا كانت تأتي عن طريق المجرى الملاحي في البحر الأسود، اختصارًا للوقت ولانخفاض تكاليف الشحن مقارنة بالوسائل الأخرى.

وعن عودة ضبط ميزان سوق الحبوب، قال الوليلي إن أسواق العالم تشهد إعادة ترتيب والبحث عن بدائل استيرادية بخلاف روسيا وأوكرانيا لتأمين احتياجاتها.

ونوه إلى أن السعي لتوصيل الحبوب للأسواق المستوردة هو رسالة طمأنة للعالم باستمرار  التوريد رغم تصاعد الأزمة.

الكميات

وبدوره، قال الخبير الاقتصادي في قطاع المحاصيل الزراعية واستيراد الحبوب إيهاب إدريس إن جميع مستوردي الحبوب في العالم يراقبون الأحداث العالمية للبدء في تحديد وجهتهم الاستيرادية الجديدة خلال الفترة المقبلة.

ويرى أن الخطة البديلة لأوكرانيا بتوصيل منتجاتها إلى الحدود تكمن في أقرب الموانئ التصديرية، ما يدفع الدول الراغبة في وقف الاستيراد من أوكرانيا إلى التراجع عن القرار.

وعن توقعاته لأسعار القمح عقب هذا القرار، أضاف فى تصريحات لـ "إرم نيوز" أن المستوردين سيتجهون إلى توقيع عقود استيرادية مع أوكرانيا لاستيراد احتياجاتهم وبالتالي يساهم فى وفرة المعروض وينخفض على إثره الأسعار.

وأكدت السكك الحديدية الأوكرانية أنها قادرة على تسليم 150 عربة حبوب يوميًا إلى رومانيا، و 45 إلى بولندا، و17 إلى المجر و60 إلى سلوفاكيا، مع تحميل كل عربة بنحو 70 طناً من الحبوب.

وصدرت  أوكرانيا 43 مليون طن من الحبوب المتنوعة في موسم 2022/2021، في حين حققت زيادة في إنتاجها من الحبوب بنسبة 32% في عام 2021 ليصل إلى 85.7 مليون طن، وفق وزارة الزراعة في أوكرانيا.

احتجاز السفن

من جهته، قال الخبير الاقتصادي عبد الغفار السلاموني، إن عددا كبيرا من شحنات الحبوب المستوردة من أوكرانيا تم احتجازها في البحر الأسود.

ويرى أن إثارة أخبار احتجاز  السفن بين مجتمع المستوردين الذي يستحوذ على 35% من الكميات الموردة، دفعهم إلى التوقف عن إبرام أي تعاقدات لحين وضوح الرؤية، وفق تصريحات لـ "إرم نيوز" .

وكان اتحاد التصدير العالمي قال إن 150 سفينة احتجزت في بحر آزوف على خلفية تعليق الشحن عبر هذا المجرى الملاحي، بسبب تصاعد الأزمة بين موسكو وكييف.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com