جمهورية شمال قبرص ضحية الأزمة الاقتصادية في تركيا
جمهورية شمال قبرص ضحية الأزمة الاقتصادية في تركياجمهورية شمال قبرص ضحية الأزمة الاقتصادية في تركيا

جمهورية شمال قبرص ضحية الأزمة الاقتصادية في تركيا

يؤكد محمد كوب، الخياط في نيقوسيا في "جمهورية شمال قبرص التركية"، متنهدا أنّ "كل شيء يزداد غلاء: الطعام والماء والكهرباء". ففي هذا الكيان الذي تعترف به تركيا فقط، يؤثر تراجع الليرة التركية بشدة على اقتصاد تهيمن عليه أنقرة، بعدما كان قد أُضعف بسبب الوباء.

وأعلنت "جمهورية شمال قبرص التركية" في 1983، بعد تسع سنوات من غزو تركيا للثلث الشمالي من الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط؛ ردا على انقلاب قام به قبارصة يونانيون قوميون أرادوا إلحاقها باليونان.

وفي ظل مقاطعة دولية وشبه انقطاع عن العالم، تعتمد "جمهورية شمال قبرص التركية" التي يزيد عدد سكانها عن 300 ألف نسمة على تركيا، واتخذت عملتها، مما يجعلها عرضة لانتكاسات الاقتصاد التركي.

وتقول دودو التي طلبت عدم الكشف عن اسمها: "بعد يومين من حصولي على راتبي، لم يبق منه شيء تقريبا".

وتعمل هذه المرأة الأربعينية في فندقين في الشطر التركي من نيقوسيا مقابل نحو 6000 ليرة تركية، أي أقل من 400 يورو بقليل، وتؤكد أنها مُرغمة على طلب المال من أولادها الذين يعملون.

عزل 

وأشار رئيس وزراء "جمهورية شمال قبرص التركية" فايز سوكوغلو في 22 شباط/فبراير، إلى أنه يريد جعل الاقتصاد "أولوية" للحكومة، بعد تشكيل ائتلاف يميني قومي.

وازدادت تكلفة المعيشة بسبب "ارتفاع تكلفة النقل والبضائع التي أثرت على اقتصاد شمال قبرص"، بحسب ما أوضح رئيس غرفة التجارة والصناعة في "جمهورية شمال قبرص التركية" تورغاي دنيز لوكالة فرانس برس.

ويتم تداول الليرة التركية، التي فقدت نحو 45 بالمئة من قيمتها في عام 2021 عند 15.5 ليرة لليورو الواحد حاليا، بينما كانت عند 8.5 منذ عام.

ومع نسب عالية من التضخم (أكثر من 46 بالمئة) والبطالة (10 بالمئة) "لأول مرة منذ تسع سنوات"، يُتوقع أن يستمر الناتج المحلي الإجمالي بالانخفاض بعد أن عانى من انكماش بنسبة 16.2 بالمئة في 2020، وفقا لآخر التقديرات التي قدمها دنيز.

وبسبب عزلتها الدولية، لا تستطيع "جمهورية شمال قبرص التركية" توقيع اتفاقات إلا مع تركيا"، التي تؤمن 15 بالمئة من موازنتها، على قول دنيز، بينما تقدر مصادر أخرى النسبة بـ 25 بالمئة.

ويؤكد الخبير الاقتصادي في جامعة فاماغوستا مصطفى بيسيم أنه "بالإضافة إلى اعتماده على الواردات والعملات الأجنبية، يعتمد اقتصاد شمال قبرص على المساعدات المالية الخارجية، والوحيدة المتاحة هي التركية".

وفي شأن حصة الأموال التي تخصصها تركيا لـ"جمهورية شمال قبرص التركية" يلفت بيسيم إلى أن "نصف الأموال لم يتم تحويلها". ويوضح أن "التحويلات التركية تأخرت بسبب الوضع في تركيا".

 اعتماد 

وبالتالي، قسم كبير من الأموال "لم يتم استخدامه للبنى التحتية أو لدعم المؤسسات". في المقابل تمول تركيا بشكل كامل قطاع الدفاع الذي يحظى بالأولوية، ولديها أكثر من 30 ألف جندي في "جمهورية شمال قبرص التركية".

وفي غياب مصرف مركزي ينظم تداولات العملة تعتمد "جمهورية شمال قبرص التركية" على المصرف المركزي التركي، الذي تعرض لانتكاسات بسبب إقالة ثلاثة حكام منذ عام 2019.

ويوضح فارجين فارير، مدير شركة أرمين للشحن أنّ "العملة التركية معيار لا يمكننا التحكم به. يتحكم بها الرئيس التركي" رجب طيب أردوغان.

ويقول: "كوننا نستخدم الليرة ونستورد معظم المنتجات، ترتفع الأسعار هنا مع ارتفاع أسعار الصرف". ويعتبر فارير أن شركته أفضل حالا من شركات أخرى، رغم انخفاض رقم أعماله.

ويريد أن يبقى متفائلا؛ لأنه بسبب "انخفاض قيمة العملة"، أصبحت السياحة في "جمهورية شمال قبرص التركية" المساهم الرئيسي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 22 بالمئة قبل الوباء، وقد أصبحت أكثر جاذبية "مقارنة بمنافسين آخرين في المنطقة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com