هل تُغيّر الحرب في أوكرانيا خارطة استيراد خام الحديد للدول العربية؟
هل تُغيّر الحرب في أوكرانيا خارطة استيراد خام الحديد للدول العربية؟هل تُغيّر الحرب في أوكرانيا خارطة استيراد خام الحديد للدول العربية؟

هل تُغيّر الحرب في أوكرانيا خارطة استيراد خام الحديد للدول العربية؟

في خضم الأزمة الروسية الأوكرانية، أصبح الحديث في المقام الأول عن القمح، والغاز، تلاهما خام الحديد الذي يسيطر الطرفان على حصة كبيرة من سوقه، وذلك بعد تلويح الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على روسيا.

ووفقا لمعطيات رسمية، فإن شركات الصلب العملاقة في أوكرانيا، أبطأت عمليات التصنيع منذ يومين بعد قرار الحكومة الأوكرانية تعليق النقل بالسكك الحديدية فى عدد من المقاطعات، بجانب وقف الإنتاج من مناجم الحديد لحين تهدئة الأوضاع.

وبالنسبة للدول العربية، فإنها تفضل استيراد خام الحديد من أوكرانيا وروسيا؛ نظرا لانخفاض تكلفة الشحن نتيجة مرور الشاحنات عبر البحر الأسود، والذي بدوره يسهم في امتصاص جزء كبير من تكاليف الاستيراد.

ووفقا لبيانات "ستاندرد آند بورز العالمية"، فإن أوكرانيا جاءت فى المركز الثالث عشر بين أكبر منتجي الصلب في العالم، وخامس أكبر مصدر لخام الحديد من حيث الحجم، حيث بلغ حجم إنتاجها 21.4 مليون طن متري من الصلب الخام في العام 2021.

وصدّرت أوكرانيا نحو 44.4 مليون طن متري من منتجات خام الحديد في العام 2021، واستوردت 9.85 مليون طن من منتجات الفحم المعدني وفحم الكوك.

ووفق معطيات رسمية، بلغ إجمالي حجم إنتاج الدول العربية من الحديد والصلب نحو 30 مليون طن، فى حين قُدرت الفجوة بين الإنتاج والطلب بنحو 17 مليون طن.

الخيار البرازيلي

ورأى محللون، أن الدول العربية كانت ترى فى استيراد خام الحديد (البليت) وحديد التسليح، ميزات تنافسية في السعر، وبالتالي كانت هي الوجهة الأولى التي تستورد منها مقارنة بالدول البعيدة جغرافيا كالبرازيل، والتي تحتل المركز الثاني عالميا من حيث الإنتاج.

وقال محمد أشرف، الخبير الاقتصادي المتخصص فى قطاع المعادن، لـ "إرم نيوز"، إن "البرازيل مرشحة بقوة أمام الشركات المستوردة لخام الحديد خلال الفترة المقبلة، نظرا لرغبتها الشديدة فى التواجد داخل المنطقة العربية بمنتجاتها من المواد الخام".

ونوّه إلى أن الشركات البرازيلية الموردة للحديد والصلب، اتجهت مؤخرا لمنح المزيد من التيسيرات لدول المنطقة، مثل دفع قيمة البضاعة بالآجل؛ وهذا الأمر أدى إلى توافد الكثير من المستوردين إلى البلاد رغم توافر احتياجاتهم فى كل من دول أوكرانيا وروسيا.

ووفقا لبيانات الغرفة التجارية العربية البرازيلية، شهد التبادل التجاري بين الدول العربية والبرازيل طفرة كبيرة فى 2021، مسجلا نموا بلغت نسبته 44.6%، بواقع 24.3 مليار دولار، مقارنة بالعام 2020 (16.8 مليار دولار).

وقال سيد النواوي، نائب رئيس الشعبة العامة للمستوردين، بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، إن "تحويل العملية الاستيرادية من دولة إلى أخرى لا يعد عقبة، لكن بعض الدول تمنح مميزات لا توفرها دول أخرى للمستوردين كما فعلت أوكرانيا".

وأضاف لـ "ارم نيوز"، أن "الاستيراد من البرازيل سيرفع التكلفة بنسب طفيفة، جراء زيادة أسعار تكاليف الشحن التي تتراوح بين 70 و100 دولار للطن".

وأوضح أن عددا كبيرا من الدول العربية يدخل فى اتفاقيات تجارية مع البرازيل، حيث سيتم بموجبها تبادل السلع بين الدول بدون رسوم جمركية أو برسوم طفيفة يتم الاتفاق عليها.

ارتفاع معدل المخاطر

بدوره، قال أيمن العشري، رئيس مجلس إدارة شركة حديد العشري، لـ "إرم نيوز"، إن "حركة الملاحة العالمية مضطربة نتيجة الأحداث الدائرة بين موسكو وكييف؛ وهذا الأمر سوف يساهم فى زيادة معدل المخاطر لدى مستوردي خام الحديد (البيلت) من أوكرانيا".

وأضاف أن "الشركة تعتمد على أوكرانيا فى استيراد خام الحديد، إلا أن التغيرات التي طرأت على الساحة، ستجعل الشركة تحول دفة الاستيراد إلى دولة أخرى قد تكون البرازيل أو الصين".

يشار إلى أن مصر تستورد ما يتراوح بين 3 إلى 4 ملايين طن "بليت" سنويا من دول روسيا وأكرانيا والبرازيل والصين.

وفى حالة الاعتماد على البرازيل فقط في استيراد الحديد، قال العشري إن "أسعار الحديد مرشحة لزيادة سعرية كبيرة، وذلك بدعم من المسافة البعيدة بين البرازيل ودول المنطقة، وكذلك الأمر مع الصين".

توقعات بنمو التبادل التجاري

من جهته، توقع أوسكار شحفة، رئيس الغرفة التجارية العربية البرازيلية، أن يشهد العام الجاري 2022 مزيدا من النمو فى حركة التبادل التجاري بين البرازيل والدول العربية، وذلك بدعم من التعافي الذي يشهده العالم إثر جائحة كورونا، إلى جانب ارتفاع الطلب على السلع بتحسن القوى الشرائية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com