تقرير: ليتوانيا تضع الاتحاد الأوروبي بمواجهة سياسة "الإكراه الاقتصادي" الصينية
تقرير: ليتوانيا تضع الاتحاد الأوروبي بمواجهة سياسة "الإكراه الاقتصادي" الصينيةتقرير: ليتوانيا تضع الاتحاد الأوروبي بمواجهة سياسة "الإكراه الاقتصادي" الصينية

تقرير: ليتوانيا تضع الاتحاد الأوروبي بمواجهة سياسة "الإكراه الاقتصادي" الصينية

حذرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، من أن ليتوانيا، تضع الاتحاد الأوروبي أمام اختبار في مواجهة إجراءات "الإكراه الاقتصادي" التي تمارسها الصين، والتي استهدفت دول البلطيق على خلفية السماح لتايوان بافتتاح بعثة دبلوماسية تعمل كسفارة لها.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته يوم الأحد، على موقعها الإلكتروني "أشعل اسم مكتب صغير بأحد الأدوار في ناطحة سحاب بالعاصمة الليتوانية فيلنيوس، عاصفة جيوسياسية جديدة تهدد تجارة بمليارات الدولارات".

وأشارت إلى أن "مكتب التمثيل التايواني في ليتوانيا، وهو مقر دبلوماسي، لا يزال جديدا للغاية، لدرجة أن بطاقات التعريف الخاصة بمديره لا تزال تحمل عنوانه السابق في لاتفيا، لكن بالنسبة للصينيين، فإن افتتاح هذا المكتب في ليتوانيا، والذي يمثل سفارة في واقع الأمر، هو بمثابة خطوة كبيرة نحو الاعتراف الرسمي بتايوان، التي تزعم بكين أنها جزء من أرضها".

وأضاف التقرير "ردّت الصين بغضب عارم على هذا الاستفزاز بالنسبة لها، إذ لم تكتف بإيقاف الواردات المباشرة من دولة البلطيق، ولكنها استهدفت ،أيضا، سلاسل الإمداد العالمية، حيث منعت شركات ألمانية، على سبيل المثال، من استخدام المكونات الليتوانية في الصين".

وتابعت أنه "بالنسبة للكثير من صانعي السياسة في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، فإن الأساليب التي تستخدمها الصين في صراعها مع ليتوانيا تمثل لحظة فاصلة بالنسبة للاقتصاد العالمي".

وقالت "رغم أن الصين استخدمت طويلا طرقا متنوعة للإكراه الاقتصادي، في نزاعات سياسية مع دول من كندا إلى أستراليا، فإن هذه هي المرة الأولى التي تجبر فيها الحكومة الصينية الشركات على استخدام -وفي الحالة الليتوانية عدم استخدام- مواد معينة لمنتجاتها التي تقوم بتصنيعها وبيعها في الصين".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين وصفتهم بالبارزين في ليتوانيا، قولهم إن "هذه السابقة التي قامت بها الصين يجب أن تكون بمثابة موجات صادمة".

وقالت وزيرة الاقتصاد الليتوانية أوسرين أرمونايت "اليوم ليتوانيا، وربما تكون هناك دولة أخرى غدًا".

ورأت "فاينانشال تايمز" أن "المخاطر مرتفعة بشكل خاص بالنسبة للاتحاد الأوروبي، لأن هذه هي المرة الأولى التي تطلق فيها الصين القوة الكاملة لمجموعة أدوات الإكراه الاقتصادي الخاصة بها ضد إحدى دول الاتحاد الأوروبي، في اختبار لقدرة التكتل الأوروبي على إعطاء الأولوية لمصلحتها الإستراتيجية المشتركة على مكاسب الدول أو الشركات على المدى القصير".

وقال جاكوب جاكوبوسكي، الزميل البارز في البرنامج الصيني بمركز الدراسات الإستراتيجية في وارسو "هذا اختبار يقيس إلى أي مدى سوف تسير الصين في إجراءاتها العقابية، وكيف ستتحمل تايوان الأضرار الاقتصادية، وكيف سيكون الموقف الموحد من جانب الاتحاد الأوروبي، وإلى أي مدى ستعمل الولايات المتحدة على حماية ليتوانيا من العواقب".

من جانبه، يرى "جوناثان هاكنبرويش"، الزميل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في برلين، أن الصين "في موقف أقوى حاليا، في ظل استغلالها للارتباك في عواصم الاتحاد الأوروبي تجاه قرار ليتوانيا بفتح مكتب تمثيل تايواني، إضافة إلى افتقار الاتحاد الأوروبي للوسائل التي يستطيع من خلالها الرد على بكين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com