تقرير فرنسي: "حرب دجاج" في القارة الأفريقية مع الحيتان العالمية العملاقة
تقرير فرنسي: "حرب دجاج" في القارة الأفريقية مع الحيتان العالمية العملاقةتقرير فرنسي: "حرب دجاج" في القارة الأفريقية مع الحيتان العالمية العملاقة

تقرير فرنسي: "حرب دجاج" في القارة الأفريقية مع الحيتان العالمية العملاقة

قال تقرير إخباري فرنسي، إن حربا حول قطاع الدواجن تحتدم في القارة الأفريقية، بسبب عدم قدرة المنتجين المحليين على منافسة الشركات العالمية الكبرى.

وذكر تقرير لمجلة "جون أفريك" الفرنسية، أن لحوم الدواجن المجمدة والمستوردة من أوروبا أو البرازيل أو الولايات المتحدة أغرقت الأسواق الأفريقية على مدى السنوات العشر الماضية.

ونقلت المجلة عن إحصائيات رسمية إفادتها أنه "تم بيع ما يقارب مليوني طن من هذه القطع الصغيرة كل عام في محلات بيع الدواجن أو المحلات التجارية بشكل عام في القارة السمراء بأسعار لا تقبل المنافسة: ما بين مرتين إلى أربع مرات أقل من أسعار الدواجن المحلية الطازجة".

وأضافت المجلة: "يبدو أن حرب الدجاج في بلدان القارة الأفريقية، بالخصوص جنوب الصحراء، تحتدم بلا هوادة وذلك على خلفية المنافسة غير العادلة".

وأشارت إلى أن المنتجين المحليين "غالبا ما يخرجون خاسرين وعاجزين تماما عن فرض أنفسهم داخلها رغم المحاولات اليائسة التي تحاول الحكومات قدر المستطاع بذلها في سبيلهم من خلال الإجراءات الحمائية لإنعاش ذلك القطاع محليا".

وفي ضوء عدم قدرتهم على منافسة الشركات العملاقة في صناعة الأغذية الزراعية الأمريكية أو الأوروبية أو الآسيوية، تسعى حكومات عدد من الدول الأفريقية إلى دفع قطاع الدواجن المحلي نحو الاقتراب مع المنافسين العالميين من أوروبا والولايات المتحدة والبرازيل، وفق التقرير.

وتابع: "لكن ذلك لا يبدو كافيا أبدا رغم أن كثيرا من المنتجين المحليين يستفيدون من الإعانات العامة الكبيرة جدا".

وأضاف أنه "في بعض البلدان، أغرقت الدواجن المستوردة السوق وصارت أكبر خطر يهدد السوق المحلية بالفناء، ففي غانا مثلا، بلغت نسبة الواردات 90% من استهلاك الدجاج في عام 2020".

وفي هذا البلد حيث كان القطاع مزدهرا - في بدايات العقد الأول من القرن الحالي- ظل الدجاج المحلي يسيطر بشكل تام على الأسواق، ما اضطر الشركات العمومية هناك إلى التخلي عن إنتاج اللحوم البيضاء والتركيز على أنشطة أخرى كانت أقل ربحا وهي أساسا إنتاج وبيع البيض.

وقالت المجلة إنه "في شباط/فبراير 2020، وبهدف الحد من تضخم الواردات التي تضاعفت خلال عشر سنوات، قرر رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا مضاعفة الرسوم الجمركية على لحوم الدواجن المستوردة من البرازيل وأوروبا والولايات المتحدة".

وذكر أن "هذا الإجراء تسبب في غضب الحكومة الأمريكية على جنوب أفريقيا، كما أفرز ردود أفعال فورية من "لوبي" الدواجن الأوروبي".

وكانت الشركات العملاقة لقطاع الدواجن في أوروبا قد أدانت بشدة الإجراءات "غير المبررة" التي اتخذتها الحكومة الجنوب أفريقية التي لا تحترم قواعد التجارة الدولية.

وارتكزت هذه الشركات في معارضتها لتلك القرارات على حجة أن غالبية بلدان القارة بعيدة كل البعد عن الاكتفاء الذاتي في قطاع الأغذية الزراعية.

كما دافعت بقوة عن مصالحها بالقول إنه "يجب عليهم (دول أفريقيا) استيراد البروتين بأسعار معقولة لسكانهم".

ومع ذلك، فقد أثبتت الإجراءات الحمائية لتقليص حجم الواردات التي اتخذتها العديد من البلدان في القارة فعاليتها.

ففي السنغال، حيث توقفت واردات الدجاج في عام 2005، في البداية بسبب إنفلونزا الطيور، بدأ الإنتاج الوطني في الارتفاع ليصل الآن إلى ما يناهز 110.000 طن من الدواجن كل عام في البلاد، بعد أن كان في حدود 30.000 طن عندما تم فرض حظر صارم على منتجات الدواجن المستوردة.

وكشف تقرير مجلة "جون أفريك"، أن بوركينا فاسو، أنشأت سلطاتها علامة "دجاج بالدراجة الهوائية" في أغسطس/آب الماضي، في إطار حملة لترويج الطيور المحلية، لكن نجاح تلك الخطوة لا يبدو كافيا لتلبية الحاجات المتزايدة باستمرار.

وأضاف: "على الرغم من هذه المؤشرات الدامغة فإن حرب الدجاج المحلي والدجاج المستورد تظل مستعرة في القارة الأفريقية ويظل السؤال مطروحا: هل تفضل شعوب أفريقيا أكل الدجاج المحلي أم الأجنبي؟ وهل يمكن للشركات المحلية كسب هذه المعركة مع "الحيتان العملاقة؟".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com