"البالة".. ملاذ اليمنيين لستر أجسادهم بسبب الفقر والحرب
"البالة".. ملاذ اليمنيين لستر أجسادهم بسبب الفقر والحرب"البالة".. ملاذ اليمنيين لستر أجسادهم بسبب الفقر والحرب

"البالة".. ملاذ اليمنيين لستر أجسادهم بسبب الفقر والحرب

عادت تجارة الملابس المستخدمة "البالة" في اليمن بشكل واسع، بعد أن كادت أن تختفي قبل الحرب، التي فاقمت من أوضاع المواطنين المعيشية.

ففي "باب اليمن" بالعاصمة صنعاء، يحتل بائعو الملابس المستخدمة أو ما يطلق عليها محليا "الحراج- البالة" رصيف الشارع.

أما بميدان التحرير، يتزاحم العشرات من البائعين وهم يعرضون بضاعتهم المتنوعة، والتي تحتل الملابس الرجالية رأس القائمة.

ويقول "سالم" أحد البائعين، إن "الملابس المستخدمة أنقذت الكثير من الأسر أيام الأعياد وفي فصل الشتاء تحديدا".

وأضاف ساخرا أن "الذين يذهبون للمراكز التجارية معروفون"، في إشارة إلى المنتمين لجماعة الحوثي، "أما المساكين والفقراء فيأتون إلى هنا".

ويبيع "سالم" وهو مواطن ينتمي إلى محافظة المحويت شمالي اليمن، ملابس الرجال طوال العام، وفي فصل الشتاء يبيع الملابس الثقيلة "المعاطف"، والتي تشهد إقبالا مع بداية فصل الشتاء.



ويتذكر في حديث لـ "إرم نيوز"، تجربته الأولى قبل 3 أعوام، عندما اشترى كميات كبيرة من الملابس المستخدمة جملة، وبدأ بالبيع للمواطنين، وكيف تحسس إحدى القطع التي كان يعرضها للبيع، ليجد عملات معدنية وأخرى ورقية من فئة 20 دولارا.

ويتفاوت أسعار قطع الملابس المستخدمة التي لا تزال بحالة ممتازة بين (1000 - 5000) ريال، بينما لا تتجاوز أسعار القطع التي حالتها لم تعد جيدة ألف ريال فقط.

وبالإضافة للملابس، يتم أيضا عرض الأحذية والألعاب والأحزمة للزبائن، وصولاً إلى الملابس الداخلية للأطفال، وكل ذلك بأسعار مناسبة، ويمكن للأسر الفقيرة أن تشتري عدة قطع بمبلغ ضئيل بالمقارنة مع أسعار الملابس الجديدة.

وتحولت شوارع مثل شارع "الزبيري"، "الرباط"، "صنعاء"، "حي التحرير"، "باب اليمن"، "باب السلام"، "الصافية" ومواقع أخرى بالعاصمة، إلى ميادين لبيع الملابس المستخدمة، الأمر الذي يراه المعلم علي عبدالله المسعدي، فرصة للمجتمع اليمني في ظل الفقر والحرب.



وقال المسعدي لـ "إرم نيوز" إنه "قبل أيام عيد الأضحى المبارك، كنت وزوجتي نتجول بين الباعة لشراء ملابس لأطفالي الثلاثة، ومثل الكثير وجدت في الملابس المستخدمة فرصة لا تعوض، لإسعاد الأطفال مقابل ارتفاع كبير في أسعار الملابس الجديدة التي لا نقوى على شرائها".

والمسعدي هو معلم في مدرسة أهلية بصنعاء، يتقاضى راتبا شهريا لا يتجاوز 40 ألف ريال (600 ريال يمني مقابل الدولار الواحد)، وهو مبلغ بالكاد يستطيع من خلاله تلبية متطلبات المعيشة، والذي يجده إنقاذا من الله.

يسكن المعلم في غرفة واحدة بمنزل والده بحي شعبي، مضيفا: "لو كنت مستأجرا لكان وضعي مأساويا جدا".

"ماركات عالمية"

وبالإضافة إلى العملات المعدنية والوثائق والأوراق المتنوعة، هناك ملابس مستخدمة ذات ماركات عالمية في عالم الأزياء، وهو ما يؤكده شاب يبيع ملابس نسائية في حي التحرير بصنعاء.

وأشار إلى أنه "وجد بعض قطع الملابس تحمل علامات لماركات أزياء عالمية، تحمل بصمات لمصممين عالميين".

ويعتقد الشاب الذي يدعى عبدالله المطري، أن "تلك الملابس تم التبرع بها لصالح جهة ما، قبل أن تجد طريقها إلى أجساد اليمنيين".



ويتم استيراد الملابس وفق علي الماخذي، وهو تاجر جملة في حي باب السلام بصنعاء، من عدة دول، في مقدمتها الصين والنمسا وإيطاليا وكندا وأمريكا وماليزيا ودول أوروبية وآسيوية أخرى.

وتمر هذه الملابس بعدة محطات قبل وصولها إلى ميناء عدن، ثم إلى مدن يمنية متعددة من أهمها صنعاء.

ويشكو التاجر في حديث مقتضب مع "إرم نيوز"، من ارتفاع تكاليف النقل ورسوم الجمارك، قائلا: "يتم دفع رسوم الجمارك في ميناء عدن، وفي مناطق سيطرة الحوثيين، يتم دفع رسوم الجمارك مجددا".

وبالنسبة للماخذي وغيره من تجار "الحراج- البالة"، يتم استيراد كل شيء طالما أسعاره رخيصة، قائلا إن "أي شيء سيتم استخدامه وسعره رخيص حتما سيتم بيعه".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com