كيف تحدت "تسلا" نقص "الرقائق" لتتصدر مصنعي السيارات الكهربائية؟
كيف تحدت "تسلا" نقص "الرقائق" لتتصدر مصنعي السيارات الكهربائية؟كيف تحدت "تسلا" نقص "الرقائق" لتتصدر مصنعي السيارات الكهربائية؟

كيف تحدت "تسلا" نقص "الرقائق" لتتصدر مصنعي السيارات الكهربائية؟

قالت صحيفة "دي تسايت" الألمانية إن أزمة الرقائق التي تجتاح سوق صناعة السيارات الكهربائية لم تطل شركة تسلا الأمريكية العملاقة، واصفًا الأمر بالحقيقة المثيرة للاستغراب والثناء في آن واحد.

وأعلنت تسلا مؤخرًا عن أفضل الأرقام الإنتاجية لها في تاريخها، وذلك خلال الربع الثالث من العام الجاري. في وقت يتساءل فيه الجميع: ماذا تفعل تسلا أفضل من غيرها؟

وبالنسبة لرئيس شركة تسلا، الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، فإن الأمور تسير على ما يرام حاليًا، وفي حين أن خطوط الإنتاج متوقفة في مصانع السيارات الأخرى، فإن شركته تعلن عن أرقام قياسية.

وحسب "دي تسايت" تم تسليم حوالي 241 ألف سيارة كهربائية في الربع الثالث من العام الجاري، وذلك بزيادة 73 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وبالطبع أكثر من أي وقت مضى.

وارتفعت الإيرادات 57 بالمئة على الأساس السنوي لتصل إلى 13.8 مليار دولار، ومن ثم فالمحصلة النهائية هي تحقيق ربح صافي ربع سنوي قدره 1.6 مليار دولار أمريكي، وذلك في وقت تشل فيه أزمة الرقائق صناعة السيارات العالمية.

ورغم صغر حجم الرقاقة، إلا أنها قد تصبح عائقا حاسما أمام الإنتاج، فإذا كانت رقاقة التحكم مفقودة في الوسادة الهوائية، على سبيل المثال، فإن السيارة لا تغادر المصنع.

ومن حيث القيمة المطلقة، لا يزال المصنعون الأمريكيون الآخرون يبيعون سيارات أكثر من تسلا، لكن انخفاض مبيعاتهم في الربع الثالث مرتفع بشكل مثير للقلق، ففي جنرال موتورز تم بيع حوالي 447000 سيارة، أي أقل بمقدار الثلث عن نفس الفترة من العام السابق.

وباعت شركة Ford بمعدل انخفاض 27 بالمائة، و Fiat Chrysler تراجعت بنحو 19 بالمائة.

وبالنسبة لدولة رائدة في صناعة السيارات كألمانيا، يقدم اتحاد صناعة السيارات هناك نظرة قاتمة، كاشفًا عن أن هذا العام سينخفض إنتاج السيارات بنسبة 18 في المائة ليصل إلى حوالي 2.9 مليون سيارة، وهذا يتوافق مع مستوى الإنتاج لعام 1975.

وتسأل الصحيفة الألمانية: ما الذي فعلته تسلا بشكل أفضل من الآخرين؟، قبل أن تطلب من ستيفان ريندل، مدير معهد صناعة السيارات في جامعة الاقتصاد والبيئة في جيسلينجن تقديم إجابة وافية، فيرد قائلًا: "في بداية وباء كورونا، لم تخفض تسلا كميات الطلبات من مصنعي الرقائق مثل الشركات المصنعة المعروفة".

وتابع: "الآن، وبينما لا يجد مصنعون كثيرون فرصة لتأمين ما يحتاجونه من الرقائق، فمن المحتمل الآن أن تتلقى تسلا خدمة توصيل تفضيلية من مصنعي الرقائق؛ لأنها أظهرت نفسها على أنها عميل مستمر وقت الأزمة".

وهناك أيضًا تأثير ثانٍ، بحسب ريندل، إذ إن عددا من الرقائق في السيارة هي في الأساس أشباه موصلات قياسية، ويمكن استخدامها لأغراض مختلفة.

يقول ريندل: "بالرقائق ذاتها يمكن التحكم في الصورة لدى كاميرا الويب أو في شد حزام الأمان بالسيارات. وكل ما عليك فقط أن تكون قادرًا على إعادة برمجة البرامج الثابتة؛ أي نظام تشغيل الشريحة، للغرض المطلوب. لذلك طلبت Tesla من الموردين الذين لديهم رقائق مخزنة ولم يبيعوها لشركات صناعة السيارات، أن تتحصل عليها كلها".

يضيف ريندل: "يُظهر هذا المرونة العالية للشركة، التي كانت قادرة على الحفاظ على قدرة التسليم عند مستوى مرتفع نسبيًا من خلال تغيير برمجة البرامج ذات الصلة".

وبالإضافة إلى البطارية، تكمن أكبر إمكانية لخلق قيمة للسيارة الكهربائية في البرنامج، فهو لا يتحكم فقط في الشرائح الموجودة في أقفال الأبواب ونظام المعلومات والترفيه والمقاعد المدفأة. لكن كذلك وهذا هو المهم، التحكم في تدفقات الطاقة. أي متى تحتاج خلايا البطارية إلى التبريد أو التسخين؟ وما مقدار الطاقة التي تتدفق عائدة إلى أي خلية أثناء التعافي؟، وهكذا، "وهي أمور تدركها وتمتلكها تسلا"، وفق ريندل.

ويضرب ريندل مثلًا لإيضاح تفوق تسلا، فيشير إلى أن فولكس فاجن اعترفت علنًا أن مكون البرنامج في سياراتها لا يتعدى عشرة بالمائة، ومن ثم تريد الشركة أن تصل نسبته إلى 60 بالمائة بحلول عام 2025. مضيفًا: "وتلك هي النسبة التي تمتلكها تسلا الآن في هذا الشأن تقريبًا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com