السعودية تستلهم طاقة الرياح بدلا من النفط في احتفالات اليوم الوطني
السعودية تستلهم طاقة الرياح بدلا من النفط في احتفالات اليوم الوطنيالسعودية تستلهم طاقة الرياح بدلا من النفط في احتفالات اليوم الوطني

السعودية تستلهم طاقة الرياح بدلا من النفط في احتفالات اليوم الوطني

تستعد السعودية، التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، للاحتفال باليوم الوطني بعد يوم غد الخميس، لكن مصدر ثروتها الرئيس، سوف يغيب عن مظاهر الاحتفال بالمناسبة الوطنية هذا العام، مع حضور طاقة الرياح حديثة العهد في البلاد.

وكشفت هيئة الترفيه الحكومية، التي تنظم فعاليات وأنشطة واسعة بمناسبة اليوم الوطني الذي يرمز لتوحيد المملكة، عن أيقونات ورسومات عديدة تمثل معالم ومشاريع عملاقة شهيرة في البلاد، وبينها مزرعة الرياح الوحيدة التي بدأت الشهر الماضي، بتوليد الكهرباء لأول مرة في المملكة.



وتتضمن إحدى الصور التي عرضتها الهيئة في كتيب خاص بالاحتفالات، صورة لعدد من توربينات الرياح بينما تظهر في الخلفية الشمس والجبال والغيوم، في إشارة للطاقة المتجددة التي تتسابق دول العالم للتوصل لها والاستفادة من تكلفتها المنخفضة وسلامتها على المناخ.

وترمز تلك التوربينات لمزرعة الرياح في دومة الجندل في شمال المملكة، والتي تضم 99 توربينا تولد الكهرباء لتغذية 70 ألف منزل، بينما يجري العمل في مشاريع أخرى للطاقة المتجددة، بهدف الوصول إلى توفير 50% من الكهرباء في المملكة من مصادر متجددة بحلول 2030.



ولا يوجد بين الصور الكثيرة التي طرحتها الرياض للاحتفال، أي إشارة للنفط، أشهر معلم في السعودية، التي تنتج أكثر من 10 ملايين برميل منه يوميا، حيث تستخدم قسما منه لتوليد الكهرباء وتوفير الوقود للسيارات، وتصدر القسم الأكبر لدول العالم، لتحصل على عوائد مجزية شكلت لعقود المورد الرئيس لميزانية المملكة.

وشكلت تلك الصور، إشارة واضحة للتوجه الذي تسير نحوه المملكة، حيث يجري العمل منذ العام 2016 على "رؤية 2030"، وهي خطة تنمية عملاقة، تستهدف توفير مصادر طاقة متجددة ووظائف ومنازل وبناء اقتصاد متعدد الموارد بدلاً من الاعتماد على مبيعات النفط كما جرى لعقود.



وتتضمن صور ورسومات الاحتفال أيضا، نظام النقل فائق السرعة، الذي تدرس السعودية إنشاءه لربط مناطقها المترامية، والمعروف باسم ”هايبرلوب“، وقمرا صناعيا ومشاريع طموحة أخرى ليس بينها أي إشارة للخام الأسود.

وتتيح الهيئة للعوائل السعودية، طباعة تلك الأيقونات والرسومات والصور، وتعليقها في المنازل أو استخدامها في التغليف للتفاعل مع الاحتفالات، ما يرسخ تلك المشاريع، بما فيها توربينات طاقة الرياح، في أذهان الأجيال الجديدة من السعوديين، والذي يتفاعلون بشكل لافت مع المناسبة الوطنية مقارنة بكبار السن الذين عاصروا طفرة النفط.



ويزيد الاحتفالات باليوم الوطني في السعودية عاما بعد آخر، بالتزامن مع تغييرات عديدة شهدتها البلاد المحافظة في السنوات الخمس الماضية، عندما تمت تنحية الفتاوى الدينية التي تحرم الاحتفال باليوم الوطني بجانب محرمات كثيرة أخرى، من بينها الفعاليات الفنية والترفيهية التي يحضرها جمهور من كلا الجنسين.



وإذا ما سارت خطط الرياض كما أراد لها قادتها حتى العام 2030، موعد نهاية "رؤية 2030"، فإن توربينات الرياح التي زينت احتفال العام الحالي، والتي تصادف الذكرى 91 لتوحيد السعودية، سيكون لها مكانة تاريخية مشابهة لمكانة بئر الدمام رقم 7، وهي أول بئر نفطية تم اكتشافها بالمملكة في مارس 1938، حيث مولت الرياض من مبيعات البئر وباقي حقول النفط، مشاريع التنمية والتعليم والصحة والبنى التحتية طوال العقود الماضية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com