تقرير: الاضطرابات تبدد آمال النهضة الاقتصادية في جنوب أفريقيا
تقرير: الاضطرابات تبدد آمال النهضة الاقتصادية في جنوب أفريقياتقرير: الاضطرابات تبدد آمال النهضة الاقتصادية في جنوب أفريقيا

تقرير: الاضطرابات تبدد آمال النهضة الاقتصادية في جنوب أفريقيا

سلطت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، الضوء على ما أصاب جنوب أفريقيا ومراكزها الاقتصادية من خراب جراء أعمال العنف والسلب، التي انتشرت في البلاد بعد سجن الرئيس السابق جاكوب زوما.

وأشار التقرير إلى الحطام المحترق لمستودع سلسلة التبريد، التي كانت لا تزال مشتعلة، الأسبوع الماضي، ما أدى إلى انبعاث الدخان إلى السماء فوق "هامارسديل" في الضواحي الغربية لدربان، وهي مركز لوجستي واعد جديد لجنوب أفريقيا.



وأدى اندلاع الاضطرابات المدنية الضخمة، بعد سجن الرئيس السابق جاكوب زوما لعدم حضوره استجوابًا في اتهامات بالفساد، إلى تأثر إقليم "كوازولو ناتال" بشدة، الذي طالما كان قاعدة دعم لزوما، وقتل أكثر من 330 شخصًا في أنحاء البلاد خلال أسبوع من أعمال العنف، التي انتهت بنزول القوات الأمنية إلى الشوارع.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أنه"لا يوجد مكان يتجلى فيه التأثير الاقتصادي أكثر من هامارسديل، إذ استهدف اللصوص بعض مستودعات البيع بالتجزئة والشركات المصنعة، التي تمتد لأميال على طول طريق سريع رئيس من جوهانسبرج إلى أكبر ميناء للحاويات في أفريقيا في ديربان".

ووعد الرئيس سيريل رامافوزا منذُ أن تولى منصبه في العام 2018، بتغيير الحال المتراجع للاقتصاد، وكانت الآمال كبيرة في نهضة المنطقة، ونقلت الصحيفة حينها عن مصدر مسؤول، لم تذكر اسمه بناءً على رغبته، قوله:"كان هناك زخم إيجابي حقيقي، سيتم تخليق الوظائف".



تحذير
وبحسب الصحيفة، حذرت مجموعات الأعمال، مثل"جمعية مالكي العقارات في جنوب أفريقيا" و"قيادة الأعمال في جنوب أفريقيا"، من أن المستقبل الآن"بات في خطر".

وتبلغ التكلفة المقدرة على الناتج المحلي الإجمالي، من حيث الخسائر في المخزون، والأضرار التي لحقت بالممتلكات وفقدان الصادرات، نحو حوالي 20 مليار راند ما يُعادل 1.4 مليار دولار، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي لجنوب أفريقيا، العام الماضي، حوالي 300 مليار دولار.

ونقلت الصحيفة عن اتحادات صناعية قولها إن بعض الشركات قد تستغرق سنوات لإعادة بنائها.

وأضافت:"تشكل كوازولو ناتال وجوتنج، المحور الاقتصادي لجنوب أفريقيا، وقد تضررتا كذلك من أعمال العنف، وتشكلان معًا نصف الناتج المحلي الإجمالي، ويقطنهما نحو نصف سكان البلاد، فيما يتعامل ميناء ديربان مع 70% من واردات البلاد وهو بوابة إلى جنوب أفريقيا".

ونقلت الصحيفة عن ثابي ليوكا، وهو اقتصادي مستقل، قوله:"من الصعب حاليًا تقدير التكلفة الإجمالية للاضطرابات لأن هناك مناطق لا تزال متقلبة، لاسيما في كوازولو ناتال".

وأضاف ليوكا:"ومع ذلك، من المرجح أن تتخطى قيمة الخسائر 20 مليار راند في كوازولو ناتال، ومن المرجح أن تتخطى التكلفة على البلاد 50 مليار راند، أكبر خسارة، وبصرف النظر عن الخسائر في الأرواح، هي خسارة الوظائف التي سيتكبدها الكثيرون لأن أماكن عملهم لم تعد موجودة".

ولفتت الصحيفة إلى أن "كوازولو ناتال كانت ترمز لفترة طويلة إلى أمرين في جنوب أفريقيا، أحدهما للاستثمار وخلق فرص العمل في مجال الخدمات اللوجستية عالية التقنية، والآخر الطرق غير ممهدة جيدًا خارج مجمعات الأعمال".

وأضافت أن الاحتجاجات، التي بدأت بحرق الشاحنات والنهب تحولت سريعًا إلى اعتداء على سلاسل الإمدادات الغذائية، بما في ذلك محال السوبر ماركت، والمستودعات، وتغليف المواد الغذائية، وكان التخريب المتعمد لمثل هذه الاستثمارات أمرًا أساسًا في الاضطرابات.


يأس
وبحسب الصحيفة، فإن الاضطرابات عكست حالة اليأس على مدى سنوات من البطالة والجوع اللذين تفاقما بسبب وباء كورونا، إذ نقلت عن ثابيلو موهابي، المتحدث باسم حركة أباهلالي بقاعدة مجوندولو، ومقرها ديربان وتمثل سكان الأكواخ، قوله:"لم تكن هذه قضية زوما، لقد كانت قنبلة موقوتة".

وفي منطقة أومجيني بارك في ديربان، تقع إحدى هذه المستوطنات أسفل الضواحي الراقية والمستودعات، ومع ذلك قال موهابي:"كان الناس يطبخون النباتات البرية تحت الإغلاق. ومع انتشار الاضطرابات كان الناس يتناولون الطعام (المسروق)، ويقولون لا نعرف من هو زوما".

وأضاف أنه بينما تناول بعض الناس الطعام "ذهب أنصار زوما وأحرقوا"، وفي مستودع شاسع في كاتو ريدج، بالقرب من هامارسديل، مئات الأسوار المخترقة والأبواب المفتوحة الثمينة لنهب أجهزة تلفزيون "سامسونج" وغيرها من السلع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com