بيتكوين أم العقارات.. أيهما الخيار الأفضل للمستثمرين؟
بالنسبة لكثير من المستثمرين، كان من المتوقع أن تحل العملات المشفرة محل مَحافظ الاستثمار التقليدية لأكثر من عقد، لكن التراجع الأخير في أسعار عملة بيتكوين المشفرة، التي شهدت صعودا صاروخيا لعدة أشهر، صدم الكثيرين ووضع توجها سلبيا دفعهم إلى إعادة التفكير في الاستثمار في تلك العملات الافتراضية.
وطرح موقع TechJuice التقني الإجابة عن السؤال الذي يطرح نفسه بصفة مستمرة: لماذا يميل المستثمرون إلى العقارات كوجهة استثمارية مفضلة؟
وقال الموقع في تقرير له، إن الاستثمار في العقارات لا يزال هو الخيار الأكثر جدوى في السوق، فعلى النقيض من بيتكوين، هناك شيء واحد لا يمكن السيطرة عليه بشأن الاستثمار في العقارات، وهو أن قطاع العقارات لا يمكن أن يختفي من كوكب الأرض.
ولعل هذا هو العامل الرئيس لحرص الناس -دائما- على الاستثمار في قطاع العقارات نظرا لطبيعته الملموسة.
وعبر التاريخ، بقيت الممتلكات غير المنقولة عاملا مهمّا للاستثمار بالنسبة للكثيرين بسبب العوائد السريعة، لذلك، فمهما كانت الحالة أو الاتجاه الجديد، لا يمكن إهمال أهمية قطاع العقارات.
ولعل أحد أهم الجوانب التي تضع العقارات في مكانة أهم من بيتكوين هو عامل "إضافة القيمة".
وتشير "إضافة القيمة" إلى المفهوم الذي يمكن من خلاله زيادة قيمة الأصل بسلاسة عن طريق إدخال الحد الأدنى من التحسينات، وفي هذا الصدد، تتوافق العقارات بأفضل طريقة مع "إضافة القيمة".
على النقيض من ذلك، فإن القيمة المضافة في بيتكوين ضئيلة، ففي معظم الأحيان، يعتمد الاستثمار في العملات الرقمية على المضاربات، ويتذبذب سعر صرفها باستمرار.
العامل الثاني الذي يجعل بيتكوين أقل جاذبية كمقصد استثماري مقارنة بالعقارات، هو أن بيتكوين أو العملات المشفرة بوجه عام تتسم بتقلبات عالية؛ ما يعني أن فرص انخفاض القيمة في القيم تتأرجح بشكل مستمر في الأسواق منخفضة التقلب.
ونشرت "فايننشال تايمز" مقالا بعنوان "بيتكوين جيدة أم فقاعة قابلة للانفجار"، إذ تم إعطاء القراء نصائح مختلفة قبل الاستثمار، وذكر المقال أن القاعدة الأساسية قبل الاستثمار في العقارات هي أن يكون الشخص مستعدا لخسارة كل استثماراته.
في المقابل، تتمتع العقارات بمرونة في مواجهة الصدمات الخارجية، وبالتالي تصبح خيارا استثماريا أكثر أمانا وقابلا للتطبيق، في حين يتم ملاحظة التقلبات في أسعار العملة الرقمية كل ثانية، أما العقارات فهي أقل عرضة للتغيرات في السوق، لذلك، فإن التقلبات المنخفضة في الأسعار تجعل العقارات الخيار الأكثر قابلية للتطبيق.
أما العامل الثالث الذي يجعل العقارات ذات أفضلية استثمارية على بيتكوين، فهو أن الأولى أصل ملموس، ومن ثم لها أولوية عند استكشاف خيارات الاستثمار المختلفة، ومن أهم الأسباب التي تجعل الناس يستثمرون في الدعم الحقيقي هو أنهم أكثر مرونة في مواجهة الصدمات الاقتصادية الخارجية، علاوة على ذلك، تعمل الأصول الحقيقية -أيضا- كضمان يتم بيعه بسرعة في السوق في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
ونظرا لطبيعتها الجوهرية، يفضل المستثمرون العقارات على بيتكوين، بعد أن كشف الانخفاض الأخير في قيمة بيتكوين عن طبيعة الأصول غير الملموسة.
والعامل الرابع والأخير الذي يدفع المستثمرين إلى تفضيل العقارات على بيتكوين عند اتخاذ قرار الاستثمار، هو أن العقارات تخضع للتنظيم الحكومي؛ ما يسهل الطعن في أي سوء تصرف أمام المحاكم أو غيرها من المنصات الحكومية طلبا للتعويض.
وتخضع الأصول المادية -دائما- لحماية السلطات الحكومية التي توفر خيارا مضمونا للاستثمار.
ونظرا لأن الحكومات تسمح بالاستخدام التجاري أو السكني للأراضي، فإن المستثمرين يفضلون الاستثمار في العقارات لكونها أصولا مضمونة، وبالمثل، يوقع الطرفان على إقرارات خطية تضمن مصداقية المعاملات ويمكن محاسبتها إذا ثبت أنها مزيفة أو خاطئة.
أما معاملات البيتكوين فهي معاملات بين طرفين؛ ما يعني أنه لا يوجد تدخل من طرف ثالث فيها، وهذا يعني أن أي احتيال أو سوء تصرف أثناء القيام باستثمار متذبذب في العملة الرقمية أو البيتكوين لا يمكن تحميله المسؤولية.
