تقرير: تركيا تتخذ من مالطا نقطة انطلاق للاستحواذ على مشاريع النفط والطاقة في ليبيا

رأى تقرير نشرته مجلة "أفريكا أنتليجنس"، يوم الخميس، أن تركيا تسعى إلى الاستفادة من التقارب مع حكومة الوفاق في ليبيا؛ للفوز بمشاريع إعادة الإعمار وأسواق النفط والطاقة، مستخدمة مالطا كقاعدة خلفية لتحقيق هذه الأغراض.

وقال التقرير، إن "أسواق إعادة البناء والنفط والطاقة في ليبيا تثير شهية الشركات التركية الكبيرة"، وتستغل تركيا ما سماه التقرير: "شهر العسل" بين طرابلس وأنقرة، حليفة حكومة الوفاق ضد اللواء خليفة حفتر؛ لاستثمار هذا التحالف اقتصاديا.

واعتبر أن "التقارب بين أنقرة وحكومة الوفاق يمثل فرصة لرجال الأعمال الأتراك. ففي أعقاب اتفاقيات التعاون البحري والعسكري الموقعة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية فائز سراج، في حزيران/يناير، ثم في تموز/ يوليو، تستعد الشركات التركية للوصول إلى السوق الليبية، كما تهدف أنقرة إلى تعزيز صادراتها إلى ليبيا، والتي بلغت 2 مليار دولار في 2019.

وبحسب التقرير، "حتى لو ظل الوضع الأمني الفوضوي يثني رجال الأعمال عن تأسيس شركاتهم في طرابلس، فقد افتتحت عدد من الشركات بالفعل فروعا في مالطا من أجل التخطيط لإبرام عقود مع الطرف الليبي مستقبلا، ومن بين هذه الشركات وضعت شركة "أكباس أوغلو شيبينج جروب" Akbasoglu Shipping Group التركية، التي تدير أسطولا من ناقلات النفط، قدما لها في جزيرة مالطا؛ لإنشاء شركة النقل "نورث ستار تانكرز" North Star Tankers.

كما أسس خالد إيليكلي، مالك سفينة "سنكر شيبينج" Cenker Shipping أيضا شركته، في 9 تموز/ يوليو، وهي شركة "أرجس ترايد" Arges Trade.

وأشارت المجلة إلى أن شركة البناء والإنشاء العقاري "إيج يابي" Ege Yapi قامت بقيادة إينانك قبضاي Inanc Kabadayi لتأسيس شركة تابعة وهي "إيج يابي مالطا" Ege Yapi Malta، التي تم إنشاؤها نهاية حزيران/ يونيو الماضي.

وأكد التقرير أنه "يمكن للمجموعة، التي بنت بشكل خاص فنادق شيراتون في إسطنبول، استهداف أسواق إعادة الإعمار المستقبلية في طرابلس".

كما أنشأت وكالة الإعلان والاتصالات "ويدياكورب" Wediacorp، الشريك الرسمي لـ"يوتيوب" YouTube في تركيا، فرعا في العاصمة المالطية فاليتا، وهو "ويدياكورب جلوبال" Wediacorp Global، وعملت مديرتها فوندا سين لمدة 24 عاما كمديرة إنتاج في جهاز الدعاية للقوات المسلحة التركية، بحسب التقرير.

وأضاف التقرير: "أبعد من هذا الهجوم على مالطا، يضاعف المستثمرون الأتراك أيضا النهج المباشر في الاستثمار، إذ من المقرر أن يسافر وفد من رجال الأعمال إلى طرابلس قريبا، بمجرد أن يسمح الهدوء في الميدان بذلك، وسيقود الوفد رجل الأعمال مرتضى كارانفيل، شديد النشاط على محور إسطنبول-طرابلس".

وأوضح أن "الرجل يرأس اللجنة الليبية للمجلس التركي للشؤون الاقتصادية الخارجية، وهو أيضا ممثل ليبيا في منظمة أصحاب العمل المسلمين المقربين جدا من حزب العدالة والتنمية الحاكم، برئاسة عبدالرحمن كان".

ويعمل مرتضى كارانفيل في قطاعات الدفاع والبناء والغذاء والضيافة والأدوية، من خلال شركة "كارانفيل القابضة"، ويرافق بانتظام الرئيس رجب طيب أردوغان في زياراته إلى إفريقيا.

ويؤكد التقرير أنه "في أعقاب المناقشات التي جرت، في نهاية حزيران/يونيو، بين وزير الطاقة التركي فاتح دونمز ورئيس شركة النفط الوطنية مصطفى سنالا، ستقوم شركة النفط التركية (TPAO) بإعداد مشروع لإجراء استكشافات نفطية في شرق البحر الأبيض المتوسط، مستهدفة المياه الإقليمية بالقرب من قبرص؛ ما أثار استياء اليونان".

وعلى صعيد الطاقة، تحدثت عدة شركات بالفعل مع الشركة العامة للكهرباء في ليبيا، بحسب التقرير الذي أضاف أن الشركة الحكومية تواجه مصاعب في الإنتاج والتوزيع، إذ أعرب أخصائي الهندسة الكهربائية التركي "كاليك إنرجي"، عن استعداده لتقديم خدماته في هذا الصدد.

ويقول التقرير، إنه في هذا السباق أيضا اقترح اختصاصي الطاقة الشمسية "كارادينيز القابضة" رجل الأعمال أورهان كارادينيز، تزويد محطات الطاقة العائمة ليتم توصيلها بالشبكات الكهربائية، معتبرا أن هذا النشاط التركي يجعل شركة "جنرال إلكتريك" الأمريكية ترتجف"، وفق التقرير.

وأوضح التقرير أن الشركة الأمريكية وقعت عام 2019 مذكرة من أجل زيادة الطاقة الإنتاجية للشركة العامة للكهرباء الليبية، بمقدار 600 ميجاوات، ومع ذلك ظلت مشاريعها مغلقة؛ بسبب الوضع الأمني.