لأول مرة منذ 2011.. انتعاش حركة السياحة الوافدة إلى شرم الشيخ المصرية

كشف مسؤولون بقطاع السياحة وشركات محلية في مصر، عن انتعاش حركة السياحة الوافدة إلى مدينة شرم الشيخ، والتي تعوّل عليها القاهرة كثيرًا لانتشال القطاع السياحي من كبوته التي أصابته خلال السنوات الماضية، لا سيما في أعقاب سقوط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء في أكتوبر 2015.

وفي جولة ميدانية بمدينة شرم الشيخ لـ "إرم نيوز" لاحظت تواجدًا معتبرًا لحاملي الجنسيات الأجنبية داخل فنادق المدينة، كما تحدث مسؤولو عدد من الفنادق عن تسجيل أغلب الفنادق نسب إشغال مرتفعة خلال الفترة الماضية اقتربت في كثير من الفنادق من 80% من قوة المنتجعات، وهو الرقم الذي لم يتحقق منذ عام 2011، لافتين في الوقت نفسه إلى أن أغلب الجنسيات الموجودة عربية وأوكرانية وإيطالية وألمانية.

من جانبه، قال مدير المكاتب الأمامية بفندق سييرا، وهو أحد أهم الفنادق في المدينة لـ "إرم نيوز": إن "نسب الإشغال الفندقي حاليًا مرتفعة مقارنة بالأعوام العجاف السابقة"، موضحًا أن "أغلب السياح في شرم الشيخ يحملون الجنسيات الأوكرانية والإيطالية، رغم أن شرم الشيخ كانت في السابق مقصدًا لجميع السياح من جميع الجنسيات".

وفيما يتعلق بنسب الإشغالات، أوضح أن العديد من الفنادق تم إغلاقها خلال السنوات الماضية، وهو ما أدى إلى وجود نسب إشغالات كبيرة في الفنادق المفتوحة، غير أنه عاد ليؤكد أن حركة الوفود الحالية في مدينة السلام هي الأكبر منذ 2011.

أسواق جديدة

وأكد رامي رزق الله، نائب رئيس مجلس إدارة فندق سافوي، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "السياحة عادت لشرم الشيخ مرة أخرى بقوة، وأنها لا تزال على خريطة المواقع السياحية الهامة"، مشيرًا إلى أن "أغلب السياح الموجودين الآن من ألمانيا وأوكرانيا وإيطاليا، وهناك أسواق جديدة بدأت تفتح رحلاتها لشرم الشيخ مثل السوق التشيكية والسوق البولندية أيضًا بعد انقطاع فترة طويلة".

وقال رزق الله: إن "أوكرانيا قررت زيادة رحلات الشتاء لشرم الشيخ ابتداءً من أكتوبر الجاري، كما أن الفترة الحالية شهدت تواجدًا كبيرًا للسياحة العربية خاصة اللبنانية والخليجية"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن سياحة المؤتمرات أصبحت محط أنظار العالم والإعلام، فالمؤتمرات التي تُعقد في شرم الشيخ تعمل على جذب السياحة والوفود الأجنبية بشكل ملحوظ، وهو ما ساعد على عودة شريان الحياة لمدينة شرم الشيخ.

سياحة المؤتمرات

عصام صديق، مدير العمليات بشركة "sun international " للسياحة، قال لـ "إرم نيوز": إن "الفترة الحالية شهدت تواجدًا لجنسيات جديدة في شرم الشيخ مثل اللبنانيين ومواطني الخليج، كما أن سياحة المؤتمرات أثبتت أهميتها في جذب السياحة بشكل ملحوظ، حيث استحوذت على أكثر من 50% في بعض الأوقات وهي أرقام تزيد بكثير عن الفترات السابقة التي لم تسجل في أكثرها رواجًا بنسبة 20%.

زيادة الطيران العربي

فيما أشار مايكل ميلاد، المدير العام بفندق royal savoy،  إلى أن نسب الإشغالات بشرم الشيخ حاليًا تعتبر الأكبر منذ 2011، وذلك يرجع لزيادة الدول العربية لرحلات الطيران المتجهة إلى شرم الشيخ وخاصة الطيران السعودي.

التطورات السابقة، جاءت في أعقاب تراجع للقطاع الهام بسبب الأحداث الأمنية والإرهابية، حيث أعلن محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر، في يناير الماضي، أن إيرادات بلاده من النقد الأجنبي في قطاع السياحة انخفضت إلى 3.4 مليار دولار في عام 2016 وهو ما يقل 44.3% مقارنة عن مستواها في 2015.

وعاشت مصر في السنوات القليلة الماضية حالة تدهور اقتصادي، وسط تفاقم عجز الموازنة وارتفاع التضخم وتراجع إنتاج الشركات والمصانع وشح شديد في العملة الصعبة، في ظل غياب السائحين والمستثمرين الأجانب وتراجع إيرادات قناة السويس.

وتعول القاهرة على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويًا، بينما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه (9.5 مليار دولار)، بحسب بيانات وزارة السياحة.