"معونة السوسيال أفضل من الوظيفة".. ألمانيا تشهد عزوف الشباب عن العمل

"معونة السوسيال أفضل من الوظيفة".. ألمانيا تشهد عزوف الشباب عن العمل

بعد زيادة التضخم وارتفاع أسعار الطاقة..

تتنوع أساليب التعبير عن الغضب الشعبي الناجم عن التضخم وارتفاع أسعار الطاقة في ألمانيا، فبين حركة إضراب عمال قطاع المعادن والصناعات الإلكترونية الكبير في ألمانيا في اليومين الماضيين، والتظاهرات المنددة بالوضع المعيشي والمطالبة بفتح منفذ تحاور مع الروس لإنهاء أزمة الطاقة، اجتاحت سوق العمل الألماني ظاهرة جديدة وهي ترك العمل والاعتماد على مساعدات الدولة.

وفي الوقت الذي تجري فيه المفاوضات بين الحكومة والنقابات حول الأجور لحل أزمة الإضرابات المتتالية، وجد بعض الألمان خيارهم الأمثل في الاعتكاف عن العمل والجلوس في المنزل بعد إجراء معادلة حسابية لما سيتقاضونه من الـ"سوسيال" أو الـ"جوب سنتر" (نظام رعاية تقدمه دول أوروبية للعاطلين عن العمل)، ومقارنته بآخر دخل شهري تقاضوه، ليجدوا أن الكفة رجحت لخيار البطالة.

موجة تسريح غير مسبوقة

"المزيد والمزيد من الناس يتركون وظائفهم".. تغريدة لكريستوف شويزر عضو مجلس الإدارة في مجموعة "بوسطن" الاستشارية، الذي أكد أن ألمانيا مهددة بموجة ضخمة من تسريح العمال، فيما أظهرت بيانات المجموعة الاستشارية بعد سلسلة من الأبحاث أن نقص العمالة سيُفقد ألمانيا حوالي 84 مليار دولار من ناتجها الاقتصادي.

ما يسميها الألمان "أموال الشعب" هي مصدر الرزق الجديد، بعد احتساب ما تقتطعه مصلحة الضرائب من الدخل الشهري، ليراوح وسطياً عند مبلغ 1500 يورو، فيما يتقاضى العاطل عن العمل من "السوسيال" مبلغاً قدره 600 يورو شهرياً بعد الزيادة الأخيرة، إضافة إلى أنها تدفع له إيجار المنزل والتأمين الصحي، فيصبح إجمالي المبلغ الذي يحصّله الألماني من "السوسيال" تقريباً ما يعادل 1200 يورو، دون عناء الذهاب إلى العمل.

وقال نينوس تامو (31 عاما) وهو مواطن ألماني يعيش في فرانكفورت لـ"إرم نيوز"، إن "هناك موجة استقالات كبيرة في ألمانيا، كانت ذروتها الشهر الماضي، بعد بداية موسم الخريف وانخفاض درجات الحرارة والتضخم الذي حصل".

وأضاف تامو، وهو من أصول عربية ويعمل في شركة تصوير وإعلان: "السبب في موجة الاستقالات هذه أن المواطن سيكسب أكثر إذا اعتمد على مساعدة السوسيال والعمل الجزئي الذي لا تقتطع منه الضرائب، في مقابل الاعتماد على الدخل الشهري للعمل بدوام كامل".

ضغط العمل المرافق للتضخم

قلة الموظفين وارتفاع حجم الحاجة، دفعا أرباب العمل للضغط على باقي الموظفين ليجدوا حالة أسماها نينوس "الأفضل أداءً"، مضيفاً: "هو ما تبحث عنه الشركات هذه الأيام، وبالتالي يتوجب على من بقي في الوظيفة العمل كآلة وبجهد مضاعف، في ظل تدني الأجور وارتفاع الأسعار".

وبحسب تقييم أجرته شركة برامج الموظفين "Kenjo" الألمانية، فإن ألمانيا تشهد موجة كبيرة من عمليات التسريح.

وفي تفاصيل التقييم، ترك 44% من المشاركين البالغ عددهم 17886وظائفهم بحلول شهر آب/أغسطس، وهو رقم قياسي، كما أظهرت الاستطلاعات أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عاماً على وجه الخصوص، هم الأقرب إلى ترك أعمالهم.

ماذا حلَّ بـ"الماكينات" الألمانية..؟!

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي في ألمانيا بمنشور لموظفة في دائرة الـ "جوب سنتر"، وهي مؤسسة حكومية رسمية تقدم المساعدة للعاطلين عن العمل في ألمانيا، جاء فيه: "العمل لم يعد مجدياً، وأنا أرفض قانون المساعدات الجديد..!".

وعبرت الموظفة عن اعتراضها على القانون الجديد Bürgergeld الذي يضمن مساعدات إضافية، في الوقت الذي يعاني فيه الموظف من تأمين احتياجاته الأساسية من خلال دخله الشهري.

ويتمنى نصف الموظفين في ألمانيا أن يتركوا العمل ما لم يكونوا معتمدين عليه مادياً، وذلك بحسب استطلاع شمل 4000 موظف أجراه معهد "يوغوف" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من شركة التأمين الألمانية "إتشديآي"، فيما أبدى 48% من الموظفين رغبتهم في التحول إلى العمل بدوام جزئي إذا سمح صاحب العمل بذلك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com