"أبي لم يمت"... فيلم مغربي يروي رحلة بحث مضنية عن أب مفقود
يستعرض فيلم "ابي لم يمت" المتوّج أخيرًا في مهرجان طنجة السينمائي جوانب من الحياة الاجتماعية في المغرب خلال فترة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، من خلال رحلة بحث عن أب مفقود يخوضها ابنه بكثير من الإصرار والرمزية.
ونال الفيلم الذي أخرجه عادل الفاضلي، الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي اختُتمت دورته الثالثة والعشرون بفضاء "برج دار البارود" بمدينة طنجة المغربية، السبت الماضي.
ويمثّل الفيلم سلسلة حكايات تعود إلى مرحلة سياسية صعبة عاشها المغرب خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، من خلال حكاية طفل يدعى "مالك" يعيش ووالده مهدي في مدينة ملاهٍ حيث يقومان بأعمال الصيانة.
وتتطوّر أحداث الفيلم بعد إهداء مهدي لابنه خمس لوحات فنية انبهر بها الابن، ولكن في اليوم التالي يجد مهدي ونجله أنفسهما في قلب تجمّع سياسي، إذ يتعرّض الأب إلى العنف على يد أحد الأمنيين اتهمه بالدعاية ضد الحكومة ليتم توقيفه في تلك الليلة بعد حملة قامت بها الشرطة واستهدفت المقاهي والملاهي.
ومثّلت حادثة توقيف الأب عقدة الفيلم التي من خلالها يبدأ الابن مالك رحلة البحث عن والده الذي تم نقله إلى مكان غير معلوم، ويستعين الابن بتلك اللوحات التي رسمها والده مفككًا رموزها عسى أن يهتدي إلى رسالة ما، قد تدلّ على مكانه.
ومن خلال أحداث الفيلم يعود المخرج عادل الفاضلي إلى تلك السنوات التي شكلت منعطفًا كبيرًا في المجتمع المغربي خلال فترة عُرفت بأحداث سياسية فارقة، وشكلت تلك السنوات مسار فيلمه، رسم من خلالها صورة لمجتمع، بدءًا بمخلفات الفترة الاستعمارية الفرنسية، وصولًا إلى مرحلة السبعينيات والثمانينيات وحتى تسعينيات القرن الماضي.
ولا يخلو الفيلم من بعض السخرية ومن دلالات سياسية عبّرت عنها الشخصيات، ولا سيما بطل الفيلم مهدي، كما يسلّط الضوء أيضًا على جوانب من الموروث الحضاري التراثي المغربي.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام المحلية أكد المخرج عادل الفاضلي أنه لم يتوقع الفوز بالجائزة التي نالها الفيلم. وكان الفاضلي المولود عام 1970 قدَّم أول تجربة له في الإخراج التلفزيوني من خلال مسلسل "سوبر حادة"، وقدَّم أيضًا أفلامًا سينمائية وتلفزيونية أبرزها "ولد الحمرية" والمسلسل البوليسي "لابريكاد".
ويُعتبر المهرجان الوطني للفيلم بطنجة تظاهرة سينمائية تكتسي طابعًا فنيًّا وثقافيًّا وترويجيًّا تهدف إلى التعريف بالسينما المغربية وتطويرها من خلال عرض آخر الإنتاجات السينمائية المغربية ومناقشتها من قِبل النقاد والمهنيين والمهتمين بالشأن السينمائي.
