أحد العلماء يفحص نشاط أدمغة في مركز الذاكرة بقسم إعادة التكيف وطب الشيخوخة في المستشفى الجامعي HUG في جنيف، سويسرا.
أحد العلماء يفحص نشاط أدمغة في مركز الذاكرة بقسم إعادة التكيف وطب الشيخوخة في المستشفى الجامعي HUG في جنيف، سويسرا.رويترز

الجهاز العصبي.. "حيل صغيرة" تحل مشاكل صحية كبيرة

سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على علاقة الجهاز العصبي في جسم الإنسان بالتجارب العاطفية المؤلمة، وفيما إذا كان يمكن لبعض الحيل المتعلقة بالجهاز العصبي حل المشاكل الصحية الأكثر تعقيداً وغموضاً.

وأوضح تقرير الصحيفة أن الجهاز العصبي يتحكم في جسم الإنسان، فهو عبارة عن شبكة من الأعصاب تؤثر على العديد من الوظائف الفسيولوجية غير الواعية، بما في ذلك الكلام، والتنقل، وعمليات الأعضاء، والعواطف.

وأشار التقرير إلى أنه رغم تعقيد شبكة الأعصاب هذه، إلا أن  الدكتورة جودي هو، عالمة النفس العصبي والأستاذ المشارك في جامعة بيبردين قالت: "إن الجهاز العصبي يتفاعل مع أي نوع من التغيرات والهياكل البيئية والاجتماعية والنفسية التي قد تؤثر علينا"، منوهةً إلى أنه يعمل بجانب أنظمة أُخرى في الجسم، مثل نظام الغدد الصماء، الذي ينظم إطلاق الهرمونات، للاستجابة للأحداث عقليًّا وفسيولوجيًّا، مثل جعلنا نتعرق ونتوتر عندما نشعر بالخطر.

أنواع الجهاز العصبي ووظائفها

وهناك نوعان للجهاز العصبي؛ الودي (السبمثاوي)، ونظير الودي (الباراسمبثاوي)، إذ يعمل الأول على جعلنا نستجيب "بالمواجهة أو الهرب" مع الضغوطات، أما النوع الثاني آلية الجسم للراحة والاسترخاء، ما يساعدنا على التعافي والحفاظ على حالة من الهدوء.

أما الخلل في الجهاز العصبي فقد يجعلنا حساسين للغاية ونبالغ في ردود أفعالنا تجاه التهديدات المتصورة، حتى لو لم يكن هناك خطر معقول، مثل الانضمام إلى اجتماع عمل، بحسب تقرير "الغارديان"، مشيراً إلى أن الخلل ينتج عن عدم التوازن بين الجهاز الودي والجهاز نظير الودي في الجسم، ويمكن أن يظهر على شكل أعراض جسدية مثل الألم، والنوبات، ومشاكل في المثانة والمعدة، والشلل الجزئي.

ويُطلق على تلك الأعراض أو الأمراض اسم "الأمراض الوظيفية" أو "اضطراب العرض الجسدي"، التي ترتبط بالجهاز العصبي وليس بأي مرض آخر، وفقاً للتقرير.

المواجهات والجدال

 وذكر تقرير الصحيفة أنه يمكن لخلل الجهاز العصبي أن يتزايد بسبب المواجهات المباشرة، مثل الجدال مع شريك حياتك، أو صدمة الاعتداء الجسدي، ويمكن أن ينجم أيضًا عن التوتر لفترات طويلة، مثل الوباء المستمر، أو بيئة العمل السامة.

وقال الدكتور أندرو هوارد، طبيب نفسي عصبي وأستاذ الطب النفسي في جامعة كولومبيا البريطانية، يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض نفسية أو جسدية حادة مراجعة طبيب غير متخصص في الصحة العقلية أولاً لاستبعاد المرض. بعد ذلك، قد يستفيد المريض من العلاج بالكلام لتحديد مصدر التهديد المتصور للجسم.

وأشار هوارد إلى أهمية التفكير في العقل والجسم على أنهما متصلان. يقول هوارد، على سبيل المثال، إن بعض الأشخاص الذين يعانون من آلام في المعدة، "لا يصدقون أن جهازهم العصبي هو الذي يفعل ذلك"، "لكن معظم الأطباء وعلماء النفس يمكنهم فهم هذا الارتباط".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com