وسط اتهامات بالإساءة لبورقيبة.. إلغاء عرض مسرحي يثير جدلا بتونس
أثار إلغاء عرض مسرحي في مهرجان "المنستير" الدولي، جدلا واسعا في تونس، وسط اتهامات لمقدم العرض الفنان مقداد السهيلي، بأنه "أساء" للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.
وأعلنت إدارة مهرجان "المنستير"، إلغاء العرض المسرحي "حسين في بيكين" للفنان مقداد السهيلي، "بناء على طلب فئة واسعة من مواطني المنستير"، وذلك على خلفية تصريح تلفزيوني سابق لهذا الفنان، اعتُبر "مسيئا" لبورقيبة.
وقال مدير مهرجان "المنستير" الدولي يافت بن حميدة، في تصريح إذاعي اليوم الأحد، إنه "تقرر إلغاء عرض مسرحية حسين في بيكين للفنان مقداد السهيلي، إثر ورود عدة شكاوى إلى إدارة المهرجان حولها، حيث عبر العديد من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم لبرمجة هذا العرض في المهرجان".
وأكد يافت بن حميدة أنه "تواصل منذ شهر تقريبا مع مقداد السهيلي والمتعهد الخاص به، وأعلمهما بالإشكالية التي حدثت، إلا أن السهيلي طلب التريث والبقاء على تواصل".
وأشار إلى أن "جزءا من الرأي العام في المنستير يرفض تصريحا أدلى به مقداد السهيلي خلال برنامج وحش الشاشة على قناة التاسعة التلفزيونية، رأوا فيه إساءة لبورقيبة، ورغم مرور السنين لم ينس تصريحه وبقي متداولا".
وأضاف أن "إدارة المهرجان رأت أنه من مصلحة جميع الأطراف، تجنب الصدام الممكن وإلغاء العرض"، مؤكدا أنه "لا علاقة للقرار بمحتوى مسرحية حسين في بيكين".
وأثار القرار جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، بين منتقد للقرار ومحذر من المساس بحرية التعبير، فيما دافع آخرون عن القرار لدواع سياسية وفنية.
ورأى القيادي في "جبهة الخلاص" المعارضة عصام الشابي، أن قرار إدارة مهرجان "المنستير" إلغاء عرض العمل المسرحي للفنان مقداد السهيلي "حسين في بيكين"، بسبب ما وصف بأنه يمس بشخصية بورقيبة، هو "قرار خطير واعتداء على حرية الإبداع ومدخل لتقييد الفكر وتحنيطه".
وأضاف الشابي أن "برمجة هذا العرض في أكثر من مهرجان، هو الرد المناسب على أصحاب الفكر المتكلس، والتجسيد الفعلي لرفض خنق الحرية ووأدها"، بحسب تعبيره.
من جانبه، علّق الإعلامي سمير الوافي على الحادثة، قائلا: "تصور أنك فنان وتشارك في مهرجان دولي نال مرتبة دولي من وزارة الثقافة، وتستعد للعرض منذ أشهر أو أسابيع ولا تقبل غيره، وليلة العرض تقرأ في فيسبوك بيانا لإدارة المهرجان يعلن فيه إلغاء عرضك غدا بسبب تصريح قديم عبرت فيه عن رأيك في الزعيم بورقيبة".
وأضاف الوافي "لو كان بورقيبة حيا لما حاسبك عليه بهذه العنجهية.. هل هناك إهانة للفنان واحتقار للفن وترذيل لحرية التعبير والثقافة أكثر من هذه؟".
وتابع: "هذا ما حدث للفنان مقداد السهيلي مع مهرجان المنستير، فهل من مساند ومندد ورافض لهذا العبث؟ وهل ستظل وزارة الثقافة مجرد شاهد على الفوضى والعبث؟".
بدوره، كتب الناشط المازري طبقة، وهو من "المنستير": "بصراحة أرفض تماما أن يكون سبب إلغاء عرض مقداد السهيلي هو موقفه من الزعيم الحبيب بورقيبة، أو بسبب تصريح قديم صدر عنه... لا أعتقد أن مثل ذلك التصرف يليق بالمنستير أو مهرجان المنستير ولا يليق بمن رفعوا حقا لواء البورقيبية الحقيقية".
وأضاف طبقة: "ما زلت أتمسك بالاعتقاد (وإن كنت على خطأ) أن السبب هو الفيديو الترويجي الذي قال فيه مقداد إن عرضه فيه برشة بلادة وركاكة (كثير من الخروج عن النص والعبارات غير اللائقة) وهو ما لا يليق بجمهور المهرجان، الاختلاف قاعدة لا حياد عنها".
وندد الناشط فتحي النوري بقرار مهرجان المنستير، قائلا: "بعد لمين النهدي ووجيهة الجندوبي يأتي الدور على مقداد السهيلي، الأسباب مختلفة طبعا، وأعتقد أن رجال ونساء المسرح عليهم تغيير الخطاب الإعلامي أولا ثم النصوص التي أصبحت أكثر رقابة من طرف الجمهور".
من جهتها، اعتبرت بسمة غرس الله، أن "مهرجان المنستير الدولي استجاب لأهالي مدينة المنستير، وقام بإلغاء مسرحية (حسين في بيكين) للفنان مقداد السهيلي، ويأتي رفض أهالي مدينة المنستير برمجة العرض بسبب تطاول مقداد السهيلي على الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في أحد البرامج التونسية".
وأضافت: "بورقيبة زعيم يا مقداد ويبقى زعيما وأحسن رئيس جمهورية تونس أحب من أحب وكره من كره".
واعتبر مدافعون آخرون عن قرار إلغاء العرض المسرحي، أن "قرار إدارة المهرجان، كان صائبا تفاديا لأي صدام أو إهانة للفنان إذا ما قام بالعرض"، مشيرين إلى أن "قرار الإلغاء لا يعكس الرقابة على الأعمال الفنية، ولم يتخذ بسبب مضمون المسرحية، وهو ما أكدته إدارة المهرجان".
