تونس.. رحلة البحث عن وطن مفقود في مسرحية "24 يوليو"
تونس.. رحلة البحث عن وطن مفقود في مسرحية "24 يوليو"تونس.. رحلة البحث عن وطن مفقود في مسرحية "24 يوليو"

تونس.. رحلة البحث عن وطن مفقود في مسرحية "24 يوليو"

قدّم فضاء "التياترو" في العاصمة التونسية عرضه المسرحي الجديد "24 يوليو" المثقل بالقضايا والتساؤلات ذات العلاقة بالوضع السياسي في البلاد خلال الأشهر الأخيرة.

والفضاء الذي يديره المخرج المسرحي البارز توفيق الجبالي، يُعدّ علامة من علامات الفن الرابع في تونس، وارتبطت أعماله عادة بمعالجة القضايا السياسية في البلاد، وكانت كل المحطات السياسية التاريخية حاضرة في الأعمال التي يطرحها، إذ يقدم مقاربة مسرحية لوضع يزداد قتامة ويهدد الوطن بالضياع.

وتمثل مسرحية "24 يوليو" واحدة من هذه الأعمال ذات الإحالة والدلالة المباشرة لما حصل من تطورات سياسية في تونس في الأشهر الماضية، وأساسا إعلان الإجراءات الاستثنائية في 25 تموز/يوليو، وهي ثمرة لقاء بين المخرجين توفيق الجبالي ونوفل عزارة، فكانت بصمة كل منهما حاضرة في عمل يبدو معقّدا وذا لعبة درامية خطرة ورسائل غير معلنة تدعو المتفرج إلى تفكيك شيفراتها.

ويؤدي أدوار هذا العمل المسرحي الجديد مجموعة من الطلاب من فضاء "التياترو"، والمسرحية عبارة عن كتابة مبنية على أجزاء، فهي تنقل مجموعة من المواقف المجزأة التي تجد معناها في لقاء فكري وإبداعي بين توفيق الجبالي ونوفل عزارة، يولّد ديناميكية وجدلية، تتداخل فيها الأدوار وطرق الأداء لتجسيم الأفكار التي تطرحها المسرحية.

ويبدو النص غارقا في النقد اللاذع أكثر من أي عمل سابق لتوفيق الجبالي، فهو يثير المشاعر وعكسها وينطلق من تفاصيل دقيقة وتبدو تافهة للمشاهد، مثل القمامة وجزئيات من الواقع المعاش، فضلا عن الرمزية التي تتحدث عن تراكم المشاكل والصعوبات التي يئن منها هذا الوطن، حتى من خلال تراكم الأجساد على خشبة المسرح، حيث يشارك في هذا العمل أكثر من 60 ممثلا، ما يعطي للعمل شحنة مكثفة من المعاني التي يتم استقراؤها كلّ وفق وجهة نظره.

ورغم قتامة ما تصوره "24 يوليو" نجد أنفسنا وجها لوجه مع نص يشغل مساحة كبيرة من المواقف المرحة يتم توظيفها بخفة الحركة وبالصمت حينا وبالكلمات أحيانا.

والمسرحية طريقة أخرى أكثر وضوحًا لإعادة النظر في الفعل المسرحي، فهي تدعو المتفرج إلى الانفجار ضحكا في أشد المواقف قتامة وصعوبة، وهي ضحكات مريرة تستحضر فقدان ملامح الوطن، فقدان الأرض والهوية والخصوصية.

ويعد هذا العمل أحد أبرز الانتاجات الفنية لفضاء "التياترو"، التي تم العمل عليها في الأشهر الأخيرة، وهو حسب القائمين عليه، عمل من نوع المسرح الهادف الحامل قضايا الحياة والواقع، حيث يختصر رؤى إنسانية وإبداعية نابعة من معايشة الواقع بكل ما فيه من الإيجابية أو السلبية، بأسلوب فني وآليات تدريب جديدة ومبتكرة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com