عقب أربعة عقود من نشأتها.. ما أسباب غياب الدراما العمانية؟
عقب أربعة عقود من نشأتها.. ما أسباب غياب الدراما العمانية؟عقب أربعة عقود من نشأتها.. ما أسباب غياب الدراما العمانية؟

عقب أربعة عقود من نشأتها.. ما أسباب غياب الدراما العمانية؟

مرت الدراما العمانية خلال مسيرتها التي تزيد على 40 عاماً، بمراحل مختلفة تفاوتت فيها كمية الإنتاج، وكان لهذه الدراما حضور جيد في فترات سابقة بأعمال مازال العمانيون يستذكرونها حتى اليوم.

ويعود تاريخ نشأة الدراما العمانية إلى منتصف سبعينيات القرن الماضي، تزامنا مع انطلاق بث تلفزيون سلطنة عمان الرسمي.

وأزيح الستار منذ ذلك الحين عن إبداع العمانيين الذين تمكنوا من وضع بصمتهم محليا وخليجيا من خلال عشرات الأعمال التي تم إنتاجها وحظيت بمتابعة جيدة.

ورغم تأخر نشأة الدراما العمانية عن محيطها الخليجي، فقد أنتجت السلطنة أعمالا درامية منوعة، تجاوز بعضها المحيط الخليجي إلى العربي، كما استقطبت بعض هذه الأعمال العمانية فنانين عربا من سوريا ومصر وغيرها من الدول.

وعانت الدراما العمانية في السنوات القليلة الماضية من تراجع ملحوظ جعلها تتأخر عن نظيرتها الخليجية والعربية التي تتسابق محطات عربية بارزة لعرضها سواء في موسم رمضان أو خارجه.

أهمية الإعلام والتسويق

وحول أسباب هذا الخفوت للدراما العمانية في السنوات القليلة الماضية، قال المخرج خالد الشنفري: "إن السباق الإعلامي على مستوى العالم تسارع جداً في الأعوام الأخيرة، ومن لم يركب هذا السباق ظل مع المتفرجين وهذا ما حدث في عمان".

وأضاف الشنفري وهو رئيس فرقة صلالة المسرحية، في حديث خاص لـ"إرم نيوز"، "بأن من الأسباب الكبيرة لغياب وخفوت بريق الدراما عدم وجود قنوات عدة تتفرد أو تختص في مجال معين، حيث إن قناة عمانية واحدة لا تتسع لاحتواء الخبرات العمانية الفنية والثقافية".

وأكد الشنفري بأن السلطنة تمتلك خبرات فنية عديدة، حيث قال "على صعيد التمثيل هناك كادر عماني متواجد في المحافل الخارجية وبجدارة، وهذا يثبت أن القدرة موجودة ولكنها خارج صندوقنا المغلق".

وتحدث الشنفري عن أهمية التسويق للدراما، قائلاً "إن التسويق لأي منتج مهم جداً، لكن التسويق يحتاج صناعة لإنتاج هذا المنتج، وما ينقص السلطنة هو الصناعة ليكون هنالك إنتاج".

وقال "إن ضعف النصوص من أسباب تراجع الدراما"، معتبراً "أن سبب الضعف هو ميزانية العمل المحدودة التي تقيد المؤلف وتجعله يقنن في نصه بما يتناسب مع هذه الميزانية".

ورغم تطرقه إلى دور التسويق والإعلام وضعف النصوص، فقد عاد وأكد الشنفري "بأن السبب الرئيس في تراجع وغياب الدراما العمانية هم المسؤولون وأصحاب القرار في هذا القطاع وتأتي بقية الأسباب نتيجة لقراراتهم".

المسرح العماني

وتطرق الشنفري في حديثه إلى المسرح العماني، قائلاً "إن الفرق العمانية تتوج بالمراكز الأولى خارج بلادها، ورغم ذلك لا يوجد معهد أو مركز في السلطنة يحتضن الجانب المسرحي".

وأكد بأنها "إن لم تكن هناك تشريعات في الدولة بشأن المسرح ويوضع من ضمن خطة الدولة سيظل الحال على ما هو عليه".

وذكر "بأن هناك الكثير من المبدعين في التأليف المسرحي الذين عُرفوا خارج السلطنة، وهم بحاجة إلى أرضية مناسبة داخل بلدهم لاحتضانهم ليقدموا أعمالا فائقة الروعة".

أسباب شائعة لتراجع الدراما

وسبق أن رصدت تقارير محلية آراء فنانين وكتَاب ومخرجين عمانيين تحدثوا عن أسباب تراجع الدراما العمانية وغيابها، حيث أشاروا إلى مجموعة أسباب أدت إلى خفوت هذه الدراما في البلد الذي يملك نجوما برزوا في أعمال خليجية خارج بلادهم كالممثلة بثينة الرئيسي وفخرية خميس وإبراهيم الزدجالي.

ومن هذه الأسباب ما أشارت إليه الفنانة فخرية خميس في تقرير متلفز قبل قرابة شهرين، حيث قالت "إن سبب توقف الدراما العمانية في السنوات الماضية هو أخذ المسؤولين بآراء الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذين أبدى كثيرون منهم عدم رضاهم عن هذه الدراما".

وأضافت فخرية التي ستطل في موسم رمضان المقبل بالمسلسل العماني الجديد "اسمع وشوف"، "بأن هناك جمهورا في البيوت غير الجمهور المتواجد في مواقع التواصل وهم متعطشون للدراما العمانية".

ورأى كثير من المتابعين والمهتمين بالقطاع الدرامي والنشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي "أن ضعف النصوص والأفكار المطروحة، من أسباب خفوت هذه الدراما، إضافة إلى فقدانها عنصري المتعة والفائدة".

ومن الأسباب أيضا "عدم إيجاد وجوه شبابية جديدة، وتصدر ممثلين المجال الكوميدي على الرغم من عدم إتقانهم هذه الأدوار، وتكرار القضايا المطروحة في الأعمال وعدم تطوير النصوص لتلائم التغيرات، وعدم ملامسة الدراما الواقع العماني".

إضافة إلى ذلك، يرى البعض أن قطاع الإنتاج أحد أسباب تأخر هذه الدراما، حيث سبق أن تحدثت الكاتبة شيخة الفجرية عن هذه القضية مع صحيفة "عمان" المحلية، وقالت إن "هذا الخفوت في الدراما التلفزيونية يأتي بسبب قطاع الإنتاج الدرامي، ففي هذا القطاع تتم قراءة النصوص الدرامية وتقرير مصيرها بإجازة النصوص من عدمها، كما أنه يقف على كل شيء في الدراما".

كيفية إحياء الدراما

ويحتاج إعادة إحياء الدراما العمانية وفق ما يؤكده فنانون عمانيون إلى "كثرة الإنتاجات، والتسويق للدراما العمانية، والتحضير للعمل وتمويله بشكل سليم، وتعدد شركات الإنتاج، ودعم الكتَاب العمانيين، وفتح المجال للوجوه الشابة".

وبعد توقف طويل للإنتاج الدرامي في السلطنة إثر جائحة "كورونا"، انطلقت في الأشهر الأخيرة من عام 2021، أعمال تصوير المسلسل الجديد "اسمع وشوف" وهو من إنتاج تلفزيون عمان الرسمي، ويشارك فيه نخبة من النجوم العمانيين والخليجيين، ويناقش قضايا اجتماعية بقالب كوميدي.

ويتولى إخراج العمل المقرر عرضه في شهر رمضان، المخرج السوري عارف الطويل، الذي أكد لصحيفة "عمان" عند بداية التصوير "أن الدراما العمانية مظلومة رغم امتلاكها بنية أساسية لصناعة الدراما من خبرات بشرية ومواقع طبيعية ومواضيع كثيرة تحتاج تسليط الضوء عليها".

وأضاف الطويل "بأن الدراما العمانية تحتاج إلى إنتاج أكثر من عمل خلال العام لما لذلك من دور في التسويق للبلد، على أن يتم طرح أعمال ذات جودة تحمل أفكاراً جيدة وصورة جيدة لجذب المتابعين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com