مسرحية "حبيبي".. صور من معاناة المرأة في مجتمع ذكوري
مسرحية "حبيبي".. صور من معاناة المرأة في مجتمع ذكوريمسرحية "حبيبي".. صور من معاناة المرأة في مجتمع ذكوري

مسرحية "حبيبي".. صور من معاناة المرأة في مجتمع ذكوري

مسرحية "حبيبي"، هي مشروع مسرحي جديد مشترك بتصوّر سويسري وإخراج جزائري بالتعاون مع تونس، ويطرح بقوة ملف العنف المسلط على المرأة في المجتمعات العربية.

وأنهت المسرحية جولة عروضها الأولى، الجمعة، في عدد من المدن والمحافظات الجزائرية، بعد شهرين من إطلاقها وبعد فترات من العمل المشترك والتدريبات، وهي ثمرة تعاون بين مسرح "السنجاب" لبرج منايل في الجزائر، والمسرح السويسري "إبسارا"، ومسرح وفرقة العلاج بواسطة الفن "تيراب أرت" التونسية.

وتولت السويسرية سيلفيا باريروس كتابة النص المسرحي، فيما تولى الجزائري عمر فطموش الإخراج.

وتسلّط المسرحية الضوء على قضية العنف ضد المرأة، لا في الأوساط الريفية أو المجتمعات التي تعرف هشاشة في المستوى الثقافي والتعليمي، بل عند النساء المثقفات المتعلمات، انطلاقا من قصة فتاة بلغت درجات من التحصيل العلمي وارتبطت بشاب تحبّه، خلوق وشهم كما رأته.

لكن حياة هذه الفتاة، تحولت من الحب إلى العنف ومن الوئام إلى تصرفات وسلوكات عدوانية خطيرة، فهذا العمل هو حكاية لزوجين تسير بهما دروب الحياة نحو الاتفاق حينا والخلافات في كثير من الأحيان، بطلته امرأة مثقفة وذكية ومتعلمة تجد نفسها في شراك عنف قائم على النوع الاجتماعي وفي مواجهة العنف النفسي والجسدي الذي يمارسه عليها زوجها بالرغم من مستواه الفكري المرموق، فتكسر حواجز الصمت وسلسلة سوء المعاملة وتتكلم ليعرف المجتمع أن هذا النوع من النساء في حاجة إلى الخروج من هذا المأزق وحمايته من الخلفيات العائلية المجتمعية الذكورية.

ومع بساطة الديكور ومكوناته كان المطبخ المكان الرئيس للمسرحية والمكان الذي تم فيه تجسيم السلوكات النرجسية والعنف اللفظي والجسدي والمعنوي الذي يمارسه الزوج ضد زوجته؛ لأنه فقد الحزام الذي يستعمله للضرب والذي ورثه عن أجداده.

وقالت المنتجة السويسرية للمسرحية في ندوة صحافية لتقديم هذا العمل الجديد، إن "مسرحية حبيبي تتناول معاناة المرأة مع إملاءات الأب والزوج والأخ وحتى الابن، حتى أنها تتخذ من الصمت ملاذا".

وأضافت أنّ "ظاهرة العنف ضد النساء عرفت منحى خطيرا، ولا سيما في فترة الحجر الصحي، وهو السبب الذي دفعني لإنجاز هذا العمل، بالتنسيق مع السفارة السويسرية في تونس والجزائر معا".

ويسير الخط الدرامي للمسرحية بشكل تصاعدي، يبدأ بكثير من الصمت، الصمت على الظلم وعلى التعسف والعنف المسلط من قبل الزوج، لا سيما وأن هذه المرأة رُزقت بمولود وقررت التضحية من أجل أن ينشأ في مناخ أسلم من هذا الذي تعيش فيه، وتبلغ الدراما ذروتها حين تقرر المرأة بعد صمت وصبر أن تتمرد وتكسر حاجز الصمت حيال العنف اليومي الذي تواجهه، متجاوزة مقولات "العار" و"العيب" والتزام الصمت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com