تونس.. "أوبرا شهرزاد" تقرأ "ألف ليلة وليلة" وتزاوج بين الشرقي والأمازيغي
تونس.. "أوبرا شهرزاد" تقرأ "ألف ليلة وليلة" وتزاوج بين الشرقي والأمازيغيتونس.. "أوبرا شهرزاد" تقرأ "ألف ليلة وليلة" وتزاوج بين الشرقي والأمازيغي

تونس.. "أوبرا شهرزاد" تقرأ "ألف ليلة وليلة" وتزاوج بين الشرقي والأمازيغي

سيكون عشاق الفن الأوبرالي في تونس، اليوم الأربعاء، على موعد مع عرض "أوبرا شهرزاد" للفنانة اللبنانية جاهدة وهبة، في عمل موسيقي وشعري هو ثمرة استنطاق للموروث الشعري والغنائي، في لقاء جمع الفنانة اللبنانية بالشاعرة التونسية آمنة الرميلي.

والعمل يحتوي على مواصفات وتقنيات الأوبرا من كل المكونات الأساسية، أخرجه بسام حمامة، وتولى التوزيع الموسيقي أيمن عزيز، أما إنجاز الموسيقى فهو للمايسترو سمير الفرجاني.

ويمثل عمل "أوبرا شهرزاد" مشروعا ضخما انطلق من مهرجان الجم بمحافظة المهدية بالساحل التونسي، الذي أنتجه وعهد إلى الفنانة جاهدة وهبة تنفيذه، اعتبارا لطاقاتها الصوتية التي تتماشى مع هذا الصنف الفني.

وتجسد الفنانة في هذا العرض عظيمات التاريخ بين شقيه المشرقي والأفريقي ذي الطابع الأمازيغي أساسا، بصوت يلامس السماء ويطوع المقطوعات الشعرية التي تمثل نواة العمل بطريقة فيها الكثير من القدرة على شد الانتباه.

ولجاهدة وهبة، قدرة عالية على الرحيل بصوتها عبر محطات تروي أثر نساء عظيمات في التاريخ في إعادة استقراء لرواية "ألف ليلة وليلة" الأثر الفني الخالد الذي استلهم منه كثيرون أعمالا موسيقية.

وقالت، الفنانة وهبة، خلال الندوة الصحفية التي أقيمت لتقديم عرض "أوبرا شهرزاد"، إن هذا العرض يمثل "قراءة معاصرة لـ "ألف ليلة وليلة"، ولكن لن تكون شهرزاد بصبغتها التي يعرفها قارئ تلك الحكاية، لأنها ستكون متلونة متغيرة في صوتها وحكاياتها".

وأضافت "منذ زمن كنت أحلم بتقديم عمل نعرّف فيه بالشخصيات النسائية العظيمة".

ويروي الموسيقي، سمير الفرجاني،  قصة ولادة هذا المشروع قائلا إنه "هو الذي اقترح الشاعرة، آمنة الرميلي، لكتابة نص الأوبرا".

وأشار إلى أنه "أعجب بطريقتها في الكتابة وعقد معها جلسة ليبدأ الحلم بإنجاز المشروع، الذي تم عرضه أواخر 2019 لكنه لم ينضج واشتغل الفريق، خلال فترة توقف الأنشطة الثقافية بسبب الجائحة، على تطويره ومراجعته لإخراجه في حلة أجمل للجمهور".

وفي عرض "أوبرا شهرزاد" مزيج بين الموسيقى الشرقية والفن الأوبرالي ويشارك في العرض أكثر من 100 عنصر من المنشدين الذين يرددون وراء صاحبة الصوت الحالم والقوي، جاهدة وهبة، التي تؤكد أن طاقتها الصوتية تجعلها قادرة على التنويع بين الشرقي والأوبرالي وعلى تطويع صوتها لأداء جمل موسيقية مختلفة من حيث الطبقات والهوية الموسيقية.

وفي هذا العرض تخرج شهرزاد من شخصيتها النمطية، من حكاياتها التي ترويها لشهريار كما ورد في "ألف ليلة وليلة" بل تزيد على ذلك، فتروي له بالأغنيات حكايات نساء غيرن وجه التاريخ، مثل: عليسة، وكليوباترا، ورابعة العدوية، وولادة بنت المستكفي، وزنوبيا، والخنساء..

وهذه كلها شخصيات عابرة للمكان والزمان تقدمهن شهرزاد، التي هي أنا في العرض، غناء، حيث تتلبس أحيانا هذه الشخصيات وأحيانا أخرى تتكلم عنهن أو تغني بعضا من أشعارهن كحال رابعة العدوية حين تناجي حبيبها الخالق أو الخنساء وهي ترثي أخاها صخرا، أو الولّادة التي كرست حياتها للشعر والحب، وكليوباترا الملكة الضعيفة- القوية، ذات المجد السياسي الهائل والقلب العاشق" وفق ما أكدته جاهدة وهبة.

وهذه الشخصيات النسائية اللافتة سيكن حاضرات على خشبة مسرح "الأوبرا" بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس، تستحضرهن، آمنة الرميلي، عبر قلمها، وتعيد، جاهدة وهبة، بث الروح فيهن بصوتها العابر للأزمان

وفي كل ذلك تكون شهرزاد حاضرة، لا شهرزاد الشخصية المألوفة في كتب التاريخ، بل شهرزاد الرمز، وشهرزاد الأنثى المبهرة الجاذبة بصوتها وطريقتها في رواية الحكايات والانصهار في كل الشخصيات التي يتم استدعاؤها في هذا العرض.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com