"مهرجان الكويت المسرحي 21".. حفاوة بالشباب وقضايا الجدل
"مهرجان الكويت المسرحي 21".. حفاوة بالشباب وقضايا الجدل"مهرجان الكويت المسرحي 21".. حفاوة بالشباب وقضايا الجدل

"مهرجان الكويت المسرحي 21".. حفاوة بالشباب وقضايا الجدل

أنعشت عروض مسرحية أقيمت على مسرح الدسمة أشهر مسارح الكويت، الحركة المسرحية في البلد الخليجي الذي افتتح مطلع الشهر الجاري "مهرجان الكويت المسرحي" في دورته الـ 21، بعد انقطاع دام قرابة عامين إثر الإغلاق الذي فرضه انتشار فيروس كورونا.

وشهد المهرجان الذي فتح الباب أمام المسرحيين الشباب لتقديم ما في جعبتهم من أعمال مسرحية منوعة مزجت بين العديد من المدارس المسرحية، عرض 6 أعمال مسرحية من أصل 8 أعمال تم اختيارها جميعا لتتنافس فيما بينها على جوائز الدورة الحالية.

وتستمر فعاليات المهرجان حتى العاشر من الشهر الجاري، حيث سيشهد اليوم الأخير حفل توزيع الجوائز على الفائزين، عقب اختيارهم من لجنة التحكيم المؤلفة من رئيس وأربعة أعضاء.

وتنوعت العروض المسرحية الثمانية المشاركة في المهرجان من حيث الموضوعات والطرح والرؤى الإخراجية، كما ناقش بعضها قضايا فلسفية وجدلية، وامتازت بمشاركة ممثلين من أجيال مختلفة بعضهم يعتلي المسرح للمرة الأولى، فضلا عن توظيف القائمين على هذه الأعمال للعديد من فنون المسرح في عروضهم التي استقطبت جمهورا واسعا من محبي هذا الفن.

 زهور القبور

وكانت مسرحية "زهور القبور" لفرقة مسرح الشباب، أولى العروض المشاركة بهذه الدورة، وهي من تأليف وإخراج فيصل العبيد الذي تطرق بعرضه هذا إلى طرح جدلية المسافة بين الحلم والواقع، القلب والعقل، الإجبار والاختيار، الأمل واليأس، صراع المتضادات بين الذكريات والحاضر.

وحظيت المسرحية عقب عرضها بردود فعل إيجابية من قبل بعض الحضور والفنانين والمهتمين بالشأن المسرحي، إلا أنها لم تنجُ من الانتقادات من ناحية التأليف والإخراج والفنون المسرحية المرافقة لها.

وقال الناقد والكاتب المسرحي علاء الجابر في ندوة أقيمت في صالة الندوات عقب عرض العمل "إن العرض كان طويل حواريا ومرهق سينوغرافيا"، كما انتقد وجود تسجيل صوتي لبعض الحوارات، إلا أنه أثنى على تماسك فريق العمل والموسيقى التصويرية.

 الطابور السادس

أما العرض الثاني فكان لفرقة المسرح الشعبي التي قدمت مسرحية "الطابور السادس" وهي من تأليف فاطمة العامر وإخراج علي البلوشي، وقد تناولت المسرحية موضوع الخيانة بكل أشكالها، سواء كانت الخيانة العظمى للوطن، أو خيانة الأمانة والصديق والزوجة.

واستعان مخرج العرض بدمى قبيحة المظهر في إشارة واضحة منه إلى العملاء والخونة، الذين يتآمرون على أبناء جلدتهم، وتم استلهام فكرة المسرحية من "الطابور الخامس" وهو مصطلح يُطلق على الذين يقفون إلى جانب الأعداء ويعملون ضد أوطانهم.

ولاقى العرض إطراءً وثناء من نقَاد مختصين خلال الندوة التالية له من ناحية الفكرة والتقنيات المستخدمة في العمل وتداخل المناهج، إلا أنه واجه انتقادا "بسبب الهندسة الصوتية لارتفاع الأصوات أحيانا".

 فوبيا

وللمرة الأولى، شاركت مجموعة السلام الفنية في المهرجان المسرحي بعرض "فوبيا" من تأليف مريم القلاف وإخراج عبدالله المسلم، حمل العرض بمجمله أكثر من دلالة، وناقش جملة من القضايا الشائكة والشائعة لدى الكثير من البشر.

وتدور أحداث المسرحية في مصحة نفسية، يعيش مجموعة من الأشخاص الذين يكابدون العقد وعصاب المخاوف، التي قد يكون سببها ظروف الحياة القاسية التي عاشوها في طفولتهم، فأصابهم عارض من عوارض الهلع والرهاب.

وواجه هذا العرض انتقادات، حيث أبدى الدكتور أيمن الخشاب "عدم إعجابه بتعدد النهايات للشخصيات، وعدم وجود نهاية سعيدة في هذا العمل، كما أنه لم يقتنع بحل الدكتور المعالج لحالات الفوبيا، ولفت إلى غلبة السرد على النص".

مسرحية المشنوق الذي ضحك

أما العرض الرابع، فكان لفرقة المسرح العربي بمسرحية "المشنوق الذي ضحك"، والتي استعرضت في أحداثها مواجهة الظالم والمظلوم، وهي مسرحية من إعداد وإخراج أحمد البناي الذي استوحى قصته من رواية "المشنوق" للكاتب الكندي ميشيل ترامبليه.

وقدَم المخرج في عمله موضوعا فلسفيا في قالب قصصي دمج فيه عدة أزمنة، ومزج بين عدة مدارس إخراجية، متنقلا بين الواقعية والعبث، بتوظيفه فنون المسرح.

وحظي هذا العرض بإشادة من قبل مثقفين ومسرحيين وصفوا العمل بالعميق وأثنوا على الفنون المستخدمة فيه، حيث قالت الناقدة ليلى أحمد "الشيء الجميل الذي أود التطرق له، هو إعداد النص الذي قام به المعد، و(مسرح النص)، حيث حوّل جزءًا من الحادث في القصة إلى مساحة أكبر، ووسع في الفكرة، وعمل حوارا، برؤية بصرية في إطار سينوغرافي، وجعله نابضا بالحياة".

البروة

وكان للتراث نصيب للمشاركة في هذا المهرجان، من خلال مسرحية "البروة" لشركة تياترو للإنتاج المسرحي، حيث استوحى العرض قصته من التراث للحديث عن حياة النواخذة والبحارة.

وأخرج المسرحية شملان النصار وألفتها فلول الفيلكاوي، واستُخدمت فيها موسيقى تأثيرية وإيقاعات بحرية وديكورات رمزية اعتبرتها الناقدة ليلى أحمد إضافة إلى العرض الذي وصفته بـ "التراثي الفنتازي الرمزي".

ورغم إطرائها على العرض من ناحية التأليف والإخراج، رأت أحمد "أن الممثلين كانوا بحاجة إلى تدريب أكثر".

مطلوب مهرجين

وقدمت فرقة مسرح الخليج العربي أمس الثلاثاء، عرضها الذي حمل عنوان "مطلوب مهرجين"، من تأليف تغريد الداود وإخراج عيسى الحمر، حيث أثنت الشاعرة دلال البارود التي شاركت في الندوة التعقيبية التي تلت العرض على فكرة العمل الذي وصفته "بأجمل عروض مهرجان الكويت المسرحي حتى الآن".

وقالت البارود "إن الكوميديا في العرض عميقة وغير مبتذلة، وأوصلت رسالة بأن الكوميديا ليست تنمرا أو استهزاء".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com