أين وصل فن الكاريكاتير في الكويت؟
أين وصل فن الكاريكاتير في الكويت؟أين وصل فن الكاريكاتير في الكويت؟

أين وصل فن الكاريكاتير في الكويت؟

شهد فن الكاريكاتير في الكويت، البلد الخليجي الأقدم في الاهتمام بهذا الفن، خلال الأعوام القليلة الماضية، تطوراً لافتاً وإقبالاً من هواة ومحترفين للفن الذي ارتبط قبل نحو 5 عقود بالصحافة الورقية التقليدية، قبل أن تكتسح التكنولوجيا هذا الفن ويتجه معظم فنانو الكاريكاتير إلى القلم الإلكتروني.

ويحظى فن الكاريكاتير بانتشار واسع عبر الفضاء الإلكتروني في الكويت التي عرفت باهتمامها بالحركة الثقافية منذ نحو قرن من الزمن، وأسهم التطور التكنولوجي بانتشار هذا الفن وتسليط الضوء عليه وظهور فنانين جدد، وجذب شرائح واسعة من المتابعين من الكويت وخارجها، لسهولة نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية.

وفن الكاريكاتير هو من فنون الرسم يقدم فكرة بقالب فني، والهدف منه التعبير عن اهتمامات المجتمع وقضاياه المختلفة ومنها السياسية والاجتماعية والاقتصادية بطريقة ساخرة أو ناقدة، ويعد أحد أبرز الأعمدة في الصحافة العالمية.

ويجمع فن الكاريكاتير في الكويت بين رسامي "الكاريكاتير التقليدي" والرسوم المتحركة "الإنيميشن"، والرسومات اليابانية (الأنمي) بأنواعها، والرسومات المصورة، وفن البورتريه وفن النحت الكاريكاتيري الذي ظهر أخيراً.

وبرز في العقدين الماضيين فنانون احترفوا فن الكاريكاتير بأشكاله المختلفة وشاركوا في معارض محلية وعربية، كما تمكنت المرأة، مع تطور هذا الفن وظهور التقنيات الحديثة في الرسم وتحول الرسوم الكاريكاتيرية لأشكال رقمية، من اقتحام هذا المجال الذي ظل لأعوام طويلة مقتصرا على الرجال.

وتتباين وجهات نظر فناني الكاريكاتير في الكويت تجاه استخدام التكنولوجيا في هذا الفن وإخراجه من الإطار التقليدي، بين من يرى، أن "التكنولوجيا كانت سببا بنجاح الجيل الجديد وسهلت عمل الفنان في تطوير الأعمال الكاريكاتيرية ونشر الرسومات بشكل واسع، وأن مواقع التواصل الاجتماعي خدمت الفنانين أكثر من الصحافة الورقية".

في حين يعتقد البعض، أن "هذه التكنولوجيا أدت لزيادة عدد الفنانين وتشابه خطوط الرسم وفقدان الفنان الخصوصية والهوية التي تميزه، وهبوط مستوى الفكرة المعروضة لعدم وجود رقيب على الرسومات المنشورة بمواقع التواصل الاجتماعي بعكس الصحف".

ويتطلب تطور فن الكاريكاتير واستخدام البرامج والقلم الإلكتروني مواكبة الفنانين لهذا التحول وتطوير مهاراتهم والتدرب على استخدام هذه البرامج من خلال ورش العمل التي تقيمها "جمعية الكاريكاتير الكويتية" لاستقطاب أصحاب المهارات في الرسم وصقل مواهبهم ليتمكنوا من الانخراط في هذا الفن.

وأنشئت "جمعية الكاريكاتير الكويتية" عام 2017 وتم إشهارها مطلع عام 2018، كنتاج لمساعي عدد من الفنانين لتشكيل كيان يمثلهم، وضمت الجمعية غالبية فناني الكاريكاتير في الكويت، ونظمت وشاركت منذ إنشائها في العديد من الفعاليات والمعارض في الكويت وعدد من الدول العربية.

تحديات يواجهها فن الكاريكاتير

ويواجه فن الكاريكاتير في الكويت عدة تحديات، لعل أبرزها ضيق مساحة الحرية التي يتمتع بها الفنان؛ ما جعل كثيرا من الفنانين يبتعدون عن انتقاد بعض الشخصيات العامة أو المسؤولين وحتى الأفراد تجنبا للمساءلة القانونية.

كما يعاني فن الكاريكاتير من قلة الدعم الرسمي له، وهو ما أكده رئيس جمعية الكاريكاتير الكويتية، محمد ثلاب، في تصريحات صحفية قبل شهر، أعرب خلالها عن أمله بأن يحصل فنانو الكاريكاتير في الكويت على الدعم من أجل الوصول إلى العالمية.

وقال، ثلاب، في حديث لصحيفة "الراي" المحلية، إن  "الحركة التشكيلية لم تشهد أي تطور لعدم وجود الأرض الخصبة التي تمهد لها الطريق للانطلاق، لغياب صالات العرض الفنية، التي تحتضن أعمال الفنانين في مجال الكاريكاتير، عدا بعض المعارض التي تقام في فترات متباعدة، وعلى استحياء شديد".

تاريخ فن الكاريكاتير في الكويت

وظهر فن الكاريكاتير في الكويت في ستينيات القرن الماضي، حيث برزت بضعة أسماء لفنانين، منهم: أحمد النفيسي وأحمد العامر، صاحب جريدة "الوطن" آنذاك وحمد السعيدان، إلا أنهم لم يستمروا كثيرا في رسم الكاريكاتير واتجهوا إلى العمل الكتابي والإداري في الصحافة.

وفي السبعينيات، ظهرت أسماء جديدة وأبرزهم، عبدالرضا كمال وعبد السلام، مقبول حيث عملا بمجلة "مرآة الأمة" وأقاما عدة معارض فنية، ثم ظهرت أسماء أخرى تلك الفترة، قبل أن يشهد هذا الفن ندرة في منتسبيه حتى تسعينيات القرن الماضي حيث بدأت أسماء جديدة بالظهور عقب تحرير الكويت.

وكان للصحافة الكويتية الفضل الكبير على فنانين عرب عرفوا برسوماتهم الناقدة، أبرزهم الفلسطيني، ناجي العلي، الذي عاش في الكويت لأعوام، وعمل في العديد من الصحف الكويتية منها صحيفة "الطليعة" و"السياسة" و"القبس".

ويدين فنانو الكاريكاتير في الكويت للفلسطيني، ناجي العلي، صاحب شخصية "حنظلة" الشهيرة، بالفضل في المساهمة في نهضة هذا الفن في بلادهم، حيث تأثروا برسوماته وابتكروا شخصيات خاصة بهم كشخصيتي "أبو قتادة" و"أبو نبيل"، للفنان، محمد ثلاب، الذي سبق وأن أكد أن الكاريكاتير الكويتي مازال متأثرا برسومات ناجي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com