سيد القمني يثير الجدل حيا وميتا
سيد القمني يثير الجدل حيا وميتاسيد القمني يثير الجدل حيا وميتا

سيد القمني يثير الجدل حيا وميتا

ووري اليوم الإثنين في مقابر بلبيس بمحافظة الشرقية المصرية، جثمان المفكر المثير للجدل سيد القمني؛ غداة وفاته عن عمر ناهز 74 عاما.

القمني الذي أمضى العقود الثلاثة الماضية، في مواجهات فكرية مع أتباع تسييس الدين، لاحقته "شماتات وتأويلات" بعد إعلان موته، طالت حتى ظروف وفاته؛ الأمر الذي اضطر ابنته إيزيس القمني إلى التوضيح بأنها كانت وفاة طبيعية بسبب اشتداد المرض.

وقالت ابنته في تصريحات صحافية، إن والدها الراحل كان "كويس لغاية امبارح (السبت) بالليل لدرجة إنه كان بيدخن عادي. والصبح تعب فجأة وملحقناش ننقله المستشفى".

وفي التفاصيل الإنسانية الصغيرة، قالت إيزيس إن وصيّة والدها لأبنائه الأربعة كانت "الاهتمام بأنفسهم ودراستهم وعملهم".

وفيما بدا وكأنه ردّ على حملات الشماتة والطعن التي فاضت بها السوشيال ميديا بمجرد أن أعلن الدكتور خالد منتصر وفاة سيد القمني، كشفت إيزيس أن والدها سجّل قبل أيام من وفاته حلقة مع الإعلامي إبراهيم عيسى لقناة "الحرة"، كان من المفترض أن تذاع أمس الأحد، يتحدث فيها عن كل الذي تعرض له من هجوم خلال السنوات الماضية.

القمني اختار خصومه

وكان القمني اختار بنفسه خصومه من أتباع تسييس الدين وارتقى في المواجهة معهم إلى الحدود القصوى التي جعلت تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق يُحلّ دمه عام 2004 بعد التفجيرات التي حدثت في طاب المصرية، ففي مقال له رفع فيه الصوت ضد فكر مسيسي الدين بالقول: "إنها مصر يا كلاب جهنم".

وهاجم القمني الإخوان المسلمين وأمثالهم بالقول: "إننا في ولاية ضمن أمة لها خليفة متنكر في صورة القرضاوي أو في شكل هويدي، تتدخل في شأن كل دولة يعيش فيها مسلم بالكراهية والفساد".

وعلى إثر هذا المقال تلقى القمني العديد من التهديدات بالقتل، بعضها من حركة الجهاد المصري وأخرى من تنظيم القاعدة في العراق.

وبعد ذلك كتب سيد القمني في مجلة روز اليوسف يعلن اعتزال الكتابة، لكنه لم يعتزل.

وفي عام 2009 فاز القمني بجائزة الدولة المصرية التقديرية في العلوم الاجتماعية؛ الأمر الذي لم يلق ترحاب الإخوان المسلمين، فرفع الداعية الإسلامي يوسف البدري، دعوة قضائية ضد وزير الثقافة آنذاك، فاروق حسني، وشيخ الأزهر، معتبرًا أن "الجائزة إهدار للمال العام، وأنها منحت لشخصية تسيء للذات الإلهية والدين الإسلامي".

وفي عام 2016، حقق النائب العام المصري في بلاغ قدمه المحامي المصري خالد المصري، ضد القمني، يتهمه فيه بازدراء الدين الإسلامي وسب الصحابة، على خلفية ما قاله في ندوة أقامتها منظمة "أدهوك" في العاصمة البلجيكية بروكسل حول الإسلام السياسي.

أثر نكسة 67 

في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، وفي لقائه مع صحيفة "ميدل إيست تايمز"، اعتبر القمني أن بداية ولعه في التعمق بالتاريخ الإسلامي، يعود إلى نكسة حزيران/ يونيو 1967، وما أحدثته من مراجعات سياسية وفكرية.

واعتبر القمني أن جذور المشكلة في حرب يونيو/ حزيران لم تكن مجرد إخفاق عسكري فحسب، بل كانت متأصلة في الفكر المتوارث، وهو ما تولاه بعد ذلك في سلسلة من الكتب بلغت 23 مؤلفا، كان أكثرها إثارة للجدل كتاب ”رب هذا الزمان“، الذي أصدره عام 1997، حيث صادره مجمع بحوث الأزهر في حينه، وأجريت تحقيقات معه بسبب بعض تفسيرات المعاني التي ذكرها في الكتاب.

ومن تلك المؤلفات: ”الجماعات الإسلامية"، "رؤية من الداخل“، ”صحوتنا لا بارك الله فيها“، ”قصة الخلق“، ”الأسطورة والتراث“، ”أهل الدين والديمقراطية“، ”حروب دولة الرسول“، ”انتكاسة المسلمين إلى الوثنية“، إضافة إلى مقالات كان وصف نفسه فيها بأن "لديه الجرأة لكسر كلّ الخطوط الحمراء".

وكان القمني يدعو للتجديد بطابع تصادمي؛ وذلك بسبب تناول أبحاثه التاريخية بمصادر مختلف عليها، وكان يقول إنه تابع لفكر المعتزلة.

وفي مارس/ آذار 2020 توقف القمني عن القراءة؛ بسبب ضعف بصره، كما قال حينها.

وأكد أنه معتزل الحياة العامة ويعيش بعيدًا عن المجتمع، مضيفًا: "أنا سلمت الراية للشباب، ومنذ فترة أعطيت لمجموعة من تلاميذي وأحبابي، جهودي في البحث العلمي، ومجهودي خلال 40 سنة، ليستكملوا المسيرة بعدي، فكل عصر وزمان له ناسه".

وبعد وفاته جدد منتقدو القمني حملتهم عليه، ومنهم الدكتور محمد عبداللطيف الأستاذ بكلية الشريعة في جامعة قطر عبر حسابه في "تويتر"، إذ قال إن القمني "كان يسخر من أنبياء الله".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com