رغم اتهامه بـ"الإساءة للإسلام".. إقبال كبير على الفيلم المغربي "الإخوان"
رغم اتهامه بـ"الإساءة للإسلام".. إقبال كبير على الفيلم المغربي "الإخوان"رغم اتهامه بـ"الإساءة للإسلام".. إقبال كبير على الفيلم المغربي "الإخوان"

رغم اتهامه بـ"الإساءة للإسلام".. إقبال كبير على الفيلم المغربي "الإخوان"

يشهد الفيلم الكوميدي المغربي "الإخوان" إقبالًا كبيرًا منذُ عرضه الأول في 11 مايو/ أيار الجاري في قاعات السينما المحلية في المغرب، رغم الجدل، الذي رافق الإعلان الترويجي له بداية الشهر الجاري، اتهامه بـ"الإساءة للإسلام".

ووجهت للفيلم انتقادات من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، في حين اتهمته بعض المواقع الإلكترونية المحسوبة على التيار الإسلامي في المغرب، بـ"التنفير من الإسلام وربطه بالإرهاب".

وتدور أحداث الفيلم حول 3 أصدقاء من أبناء الأحياء الفقيرة، يفكرون بطريقة لتحقيق "الترند"، وذلك من خلال تصور مقطع فيديو بينهم جرى تسريبه إلى شبكة الإنترنت، وكان سببًا في إصدار مصالح الأمن لمذكرة توقيف بحقهم.

والفيلم من إنتاج "sw media"، الشركة المالكة للقناة الإلكترونية "شوف تيفي"، المُثيرة للجدل بالمغرب، بسبب اهتمامها المتواصل بنشر "الفضائح"، وتعد هذه المرة الأولى في البلاد، التي تقوم فيها مؤسسة إعلامية مستقلة بإنتاج فيلم سينمائي. وكتب سيناريو وحوار فيلم "الإخوان"، عبدالعالي لمهر الشهير بـ"طاليس"، واستغرق منه الأمر 8 سنوات أدخل خلالها العديد من التعديلات على النص، بحسب تصريحاته، كما تولّى الإدارة الفنية للعمل وشارك في بطولته، أما الإخراج فكان لمحمد أمين لحمر.

ويُناقش الفيلم مشكلة التطرف في المجتمع المغربي، وتم اختيار شهر مايو/ أيار لعرضه، تزامنًا مع ذكرى التفجيرات الإرهابية، التي عاشتها الدار البيضاء، في 16 مايو/ أيار 2003، والتي ذهب ضحيتها 45 شخصًا، من بينهم 12 انتحاريًا، وكانت الأولى من نوعها، التي يشهدها المغرب.

وأثار الفيلم العديد من الانتقادات قبل عرضه، إذ اعتبر بعض المدونين أنه تكرار للأفلام العربية المستهلكة، التي تربط مظاهر التدين بـ"الإرهاب والتطرف والتخلف، وتشويه صورة المسلم الملتزم، والاستهزاء بالمتدينين واللحية والحجاب والسنة"، وأنه لا يخرج عن "الأنماط والقوالب النمطية التي يقدمها السينمائيون ويكررها صانعو الأفلام".

بدوره انتقد مؤسس جمعية "عطاء" الخيرية جلال عويطا، حضور وزير الثقافة للعرض الأول للفيلم، حيثُ كتب عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، إن "هذا النوع من الأفلام لا يخدم المملكة المغربية، وتوجهاتها، وتحدياتها الحالية، ورؤية الملك، بقدر ما يخدم من يُريد ضرب المقدسات المغربية وترابط هذا المجتمع، الذي عجز الكثيرون عن تفكيكه".

وأضاف أن "اختيار توقيت نشره بالتزامن مع الأحداث الإرهابية، 16 مايو/ أيار، غير مُوفق، في الوقت الذي تُحاول فيه الدولة المغربية إنهاء هذا الملف وإغلاقه بشكل كلي"، متهمًا ممثلي الفيلم بـ"التواضع الدراسي والثقافي والفني، وقد تمت التضحية بهم في الفيلم المسيء لتاريخهم"، بحسب تعبيره.

ووصف إبراهيم الطالب، الكاتب في موقع "هوية بريس"، التابع للتيار الإسلامي، فيلم "الإخوان" بـ"الفيلم الفضيحة"، وذلك من خلال مقال يحمّل عنوان "مسوخ فيلم (الإخوان)، واللعب بأمن المغرب واستقراره".

وجاء في مقال الكاتب "موضوع (الإخوان) في الدراما العالمية هو موضوع يندرج ضمن صناعة ما يسمى الإسلاموفوبيا، والتي كانت نتيجة للحرب العالمية على الإرهاب بقيادة أمريكا وحلفائها، حتى استفحل الرهاب من الإسلام، لدرجة أن أمريكا نفسها عانت منه".

ودعا الكاتب الطالب في مقالته "العقلاء ممن يهمهم أمر مصلحة البلاد، وأهمية السلم الاجتماعي أن يكفوا عن المغاربة هذا العبث الذي لا فائدة منه، سوى تمزيق النسيج المجتمعي، وصناعة الحقد والكراهية بين مكونات الشعب المغربي المسلم".

وتميز العمل بمشاركة عدد كبير من الممثلين المغاربة المعروفين، مثل فضيلة بن موسى، وعبد اللطيف خمولي، وراوية، وفاطمة بوشن، وصلاح الدين بن موسى، إضافة إلى النجوم الشباب أعضاء الفرقة الكوميدية "إيموراجي"، وعلى رأسهم الثنائي "سعيد ووديع" بطلي الفيلم، ورشيد رفيق، ومحمد باسو، وكريمة اولحوس.

وفاجأ الإعلامي رضوان الرمضاني، الذي يعتبر من أبرز الإعلاميين المغاربة، متابعيه بأول ظهور سينمائي له في فيلم "الإخوان"، إلى جانب الراقصة المغربية "مايا"، التي شاركت بدور مهم في أول تجربة لها في مجال التمثيل، إضافة إلى الممثل يوسف أوزلال، المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي بالشخصية الكوميدية "فاطمة التاويل".

ومن المتوقع أن يحقق فيلم "الإخوان" إيرادات مالية كبيرة، بسبب موضوعه المُثير، كما حصل، العام 2012، مع فيلم "الطريق إلى كابول"، الذي استمر عرضه في القاعات المغربية لمدة سنتين، إلى جانب ما حظى به النجوم المشاركون فيه، بملايين المعجبين والمتابعين على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com