بين مؤيد ومعارض.. ما أسباب رواج الدراما الكورية في المنطقة العربية؟
بين مؤيد ومعارض.. ما أسباب رواج الدراما الكورية في المنطقة العربية؟بين مؤيد ومعارض.. ما أسباب رواج الدراما الكورية في المنطقة العربية؟

بين مؤيد ومعارض.. ما أسباب رواج الدراما الكورية في المنطقة العربية؟

تباينت آراء عدد من صُناع الدراما والنقاد، بشأن أسباب انتشار الدراما الكورية الجنوبية في المنطقة العربية، خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بعد الانتشار الكبير لمسلسلي "لعبة الحبار" و"الجحيم".

ويرى خبراء دراما أن ما وصفوه بـ"غزو الدراما الكورية للمنطقة العربية"، يؤثر بشكل سلبي على المنطقة وهويتها العربية.

وأشاروا إلى أن انتشارها يعد بمثابة ناقوس خطر؛ لما تحمله من رسائل خفية ضد الهوية العربية والفطرة الإنسانية بشكل عام.

بينما يرى آخرون أن انتشار ورواج الدراما الكورية وغيرها في المنطقة العربية أمر جيد نتيجة الانفتاح العالمي، وسيساعد ذلك في نقل الثقافات المتحضرة والراقية في تلك البلدان إلى المشاهد العربي.

وأشاروا إلى أن وجود المنصات الإلكترونية كان سببا هاما في رواج هذه الأنواع من الدراما بالمنطقة.

رسائل خفية تؤثر على الهوية

يقول المخرج المصري إبراهيم فخر، إن السبب في انتشار الدراما الكورية في المنطقة العربية هو الاختلاف الذي يقدم في هذه الأنواع من الدراما والقوالب الجديدة، بعكس نظيرتها العربية التي تعاني خلال الفترة الأخيرة من التشابه والتكرار.

وقال فخر، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، إن وجود المنصات الإلكترونية يدفع المشاهد إلى البحث عن ما هو جديد، بعيدا عن الدراما العربية، بعدما يصاب بعضهم بالملل مما هو سائد.

وأضاف أن التميز والاختلاف الكبير الذي يشاهده المواطنون العرب، جعلهم ينجذبون للأعمال الأجنبية بصفة عامة والكورية بصفة خاصة، خلال السنوات الأخيرة، فضلا أن التسويق الجيد والمبتكر للدراما الكورية، ساعد على رواجها عربيا.

وعن تأثير ذلك على الهوية العربية، أكد المخرج المصري، أن أي دراما تحمل رسائلها الخاصة التي تريد ترويجها في عقل المتابع.

وأشار إلى الرسائل الخفية التي تذاع وتعرض خلال هذه الأعمال، وما لها من تأثير سلبي كبير على تفكير الشباب العربي والهوية، لتناول بعض الأعمال ما هو ضد الفطرة الإنسانية وعرضه في قوالب على أنه تصرف مقبول، مثل "الشذوذ الجنسي" وغيره.

أما عن الحل لمواجهة خطورة رواج الدراما الكورية وغيرها في المنطقة، بحسب وجهة نظر المخرج إبراهيم فخر، فهو تقديم أعمال عربية جيدة موازية تستطيع أن تجذب المشاهد مرة أخرى، والعزوف عن الدراما الأجنبية التي تحمل رسائل خفية تؤثر على الهوية.

السبب غامض

واتفق مع إبراهيم فخر، المؤلف والروائي المصري مجدي صابر، في خطورة الدراما الكورية وغيرها من الدراما المصدرة إلى الدول العربية لتأثيرها على الهوية والثقافة العربية.

ويقول المؤلف المصري، في تصريحاته لـ "إرم نيوز"، إنه من الواضح أن هناك موجات متواصلة لغزو الدراما الأجنبية للدول العربية، خلال السنوات الأخيرة، سواءً الكورية أو التركية أو الصينية، وكذلك الإسبانية والهندية وغيرها.

وبرغم اتفاق مجدي صابر مع إبراهيم فخر في تأثير الدراما الكورية وغيرها على الهوية العربية، إلا أنه اختلف معه في أسباب انتشارها، قائلا إن سبب انتشار ورواج هذه الأعمال يظل بالنسبة له غامض، وليس لتميزها كما يقول البعض.

واستشهد بالدراما الهندية التي وصفها بـ"غير المعقولة وغير المنطقية وثقيلة الإيقاع، لكنها وجدت سوقًا رائجًا على شاشات التلفزيونات العربية".

لكنه عاد واتفق في تصريحاته مع فخر في جزئية أن هناك من الجمهور العربي من لديه شغف للتعرف على الثقافات والحضارات المختلفة، وقد يكون ذلك سببا لرواجها، ولكنه لم يجزم بذلك.

انفتاح على العالم ونقل الثقافة الجيدة

في المقابل، يرى الناقد الفني سمير الجمل، أن لرواج الدراما الكورية في المنطقة العربية، عدة أسباب أهمها الأماكن التي يتم التصوير بها وحداثتها بالنسبة للمشاهد العربي، فضلا عن طبيعة الشخصية وطبيعة الحياة والقالب الدرامي المقدم، خاصة وأن المشاهد دائما يبحث عن كل ما هو جديد.

وقال الجمل، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن رواج الدراما الكورية أو غيرها في المنطقة العربية ليس بالشيء السلبي، باعتبارها أحد عوامل الانفتاح على العالم، ورؤية المشاهد أماكن لم يرها من قبل من خلال هذه الأعمال.

وأضاف أن انتشار ورواج الدراما الكورية في العالم العربي أمر جيد؛ للاطلاع على الثقافة الكورية المتحضرة والرقي، وهذه قيمة الفن.

وتابع: "السؤال هنا.. ماذا يقدم العرب ليعرض في الخارج؟.. للأسف لا شيء.. حتى حينما أرادت مصر إنتاج مسلسل عن الملك الفرعوني "تحتمس" وعرضه في الخارج لتسويق الحضارة الفرعونية، تم الإنتاج بمقاييس متواضعة لا ترتقي نهائيا".

لكن الناقد الفني اتفق مع الآراء التي ترى أن تشابه الأعمال العربية كان سببا في رواج الدراما الكورية، فلم يمانع بأن "تواضع بعض الأعمال في مصر وبعض الدول العربية، كان سببا لهروب المشاهد إلى الدراما المستوردة من الخارج، نتيجة التكرار والتشابه والنسخ من الأعمال العالمية وكذلك العربية القديمة.

المنصات الإلكترونية أدت لانتشار الدراما الأجنبية

وتقول الناقدة الفنية المصرية، حنان شومان، إن المنصات الإلكترونية سمحت عموما في رواج الدراما الأجنبية في العالم العربي، سواءً الكورية أو غيرها، بعدما مكنت المشاهد من الاختيار من مائدة عامرة بالأعمال، بعكس الماضي الذي اقتصر على الأعمال المعروضة على شاشات الفضائيات.

واختلفت شومان مع الروائي مجدي صابر، حول مستوى الدراما الكورية، حيث ترى أن سبب رواجها في المنطقة العربية "تميزها اللافت، من حيث تقدمها وتنوعها واختلافها، لأنها تجمع ما بين المغامرة وقصص الحب والأكشن وغير ذلك، ما أدى إلى جذبها للمشاهد العربي".

وواصلت الناقدة الفنية حنان شومان حديثها لـ"إرم نيوز"، قائلة: "إن أقاويل تأثير الدراما الأجنبية على الهوية العربية بشكل سلبي وضرورة التمسك بهويتنا وثقافتنا أصبحت جملة (عبثية) تردد، فالآن العالم ومع تقدم التكنولوجيا والانفتاح أصبح قرية صغيرة متواصلة ومتصلة، والهوية والثقافة الخاصة به أصبحت ليست بنفس المعايير السابقة".

وأضافت: "الدراما في تنافس.. والمنصات تعرض المسلسلات وعلى المشاهد أن يختار، لذلك استطاعت الدراما الكورية أن تستغل ذلك وعرضت العديد من الأعمال الجيدة، حيث تمكنت من الجمع بين الكم والكيف؛ لذلك استطاعت أن تجذب المشاهد العربي بسهولة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com