المخرج أنيس لسود: فيلم "قدحة" صرخة لإنقاذ الطفولة في تونس (فيديو إرم)
أكد المخرج التونسي أنيس لسود، مخرج فيلم "قدحة"، أن "هذا العمل السينمائي الطويل يمثل صرخة وتنبيها لوضع الطفولة الخطير في تونس، ومحاولة لتقديم معالجة إبداعية لمشاكل هذه الفئة الحساسة".
وقال لسود، في مقابلة صحفية خاصة مع "إرم نيوز"، إن "الفيلم يهتم بفترة الطفولة الثانية أو مرحلة المراهقة، وهي مرحلة حساسة وصعبة في عمر الأطفال".
وأضاف "وضعية الطفولة في تونس صعبة ومبتورة، بسبب الانقطاع عن الدراسة أو بسبب مخلفات الثورة وانتشار ظاهرة الهجرة السرية التي باتت تمس حتى الأطفال".
وفيلم "قدحة" هو أول فيلم روائي طويل يخرجه أنيس لسود، الذي يقول إن إخراجه تأخر نسبيا بسبب انتشار جائحة كورونا.
ويشتغل أنيس لسود على قضايا الأطفال، مؤكدا أن الأفلام التي تهتم بالطفولة تتطلب وقتا أكثر وجهدا أكبر.
وأشار إلى أن "الطفولة تأثرت بالوضع العام للبلاد، وبالخلل الذي أصاب مؤسسات الدولة، من قطاعات التربية والتعليم إلى التكوين إلى الرياضة والثقافة؛ ما جعل الطفولة في خطر، مع تسجيل نحو 300 محاولة انتحار سنويا في تونس، و41% من المشاركين في رحلات الهجرة غير النظامية من الأطفال".
كما أشار لسود إلى "تجنيد أطفال ومراهقين من قبل جماعات متطرفة في مناطق القتال"، بالقول "هذه كلها عوامل جعلت الطفولة التونسية في مأزق؛ ما دفعني إلى التوقف عند هذا الموضوع المهم، لأن مشاكل الطفولة تضاعفت وأصبحت تتطلب اهتماما، ولا يمكن التغاضي عنها".
وحول عمله العالمي رغم قلة ظهوره على المستوى المحلي، قال أنيس لسود إن "ما يشتغل عليه من قضايا سينمائية تصل إلى العالم، وربما لا تهم الإعلام المحلي ولا يتم بث أفلامه في القنوات التلفزيونية التونسية".
ونوه إلى توزيع أفلامه في مصر وسلطنة عمان وأوروبا والصين والهند، موضحا "وجود أناس تهتم بما يقدمه من أعمال سينمائية"، على حد وصفه.
وبشأن تقييمه لمهرجان قرطاج السينمائي، اعتبر لسود أن "المهرجان يمر بمرحلة صعبة".
وأوضح المخرج التونسي أنيس لسود أن "لجنة اختيار الأفلام ضعيفة، وهناك ارتجال في عملها، لكن هذا ليس مهما، بل المهم هو أن هناك مشكلة في الإدارة وفي الرؤية الفنية للمهرجان".
وأخيرا، عُرض فيلم "قدحة" للمرة الأولى عالميا، ضمن مسابقة "آفاق عربية" للدورة الـ 43 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ولاقى نجاحا واسعا مكنه من الحصول على تنويه خاص خلال المهرجان.
