فيلم "موسى".. مغامرة أم قفزة طموحة للسينما المصرية؟
فيلم "موسى".. مغامرة أم قفزة طموحة للسينما المصرية؟فيلم "موسى".. مغامرة أم قفزة طموحة للسينما المصرية؟

فيلم "موسى".. مغامرة أم قفزة طموحة للسينما المصرية؟

يقدم الفيلم المصري "موسى"، الصادر منتصف شهر أغسطس/آب الماضي، رؤية جديدة غير مألوفة في السينما المصرية، تتخذ من خط الخيال أساسا لها، ما قد يشكل قفزة طموحة في السينما المحلية.

وتروي أحداث العمل سيرة حياة يحيى، الطالب في كلية الهندسة، الذي يُعاني من اضطراب سلوكي يتسبب في خلق فجوة بينه وبين محيطه، ليصبح ضحية للتنمر الاجتماعي في جامعته.

ويسعى يحيى إلى مواكبة الحداثة، والاطلاع على أحدث الابتكارات العلمية، ليصل إلى مرحلة متقدمة ويبتكر روبوتا يطلق عليه اسم "موسى" تكريما لروح شقيقه الراحل.

ويدفع يحيى إلى تطوير أبحاثه في مجال الروبوتات الرغبة الملحة في إيجاد صديق مقرب بعد أن لفظه عالم البشر، فيصبح الروبوت بمثابة الأخ المفقود، الذي يسانده في حياته اليومية، ولكن الأمور تخرج عن السيطرة بشكل غير متوقع.



لمحة مستقبلية

يستخدم المخرج تقنية العرض المستقبلي، من خلال عرض لمحات سريعة مشوقة تتضمن لقطات للأحداث والصراعات القادمة، لننتقل برشاقة بين الحاضر والمستقبل.

وفي مواطن أخرى نعود إلى ماضي الشخصيات باستخدام تقنية الاسترجاع، من خلال عرض تلقيني مباشر، يسد الثغرات ويجيب عن أسئلة المُشاهد.

ويكشف العمل عن امتلاك يحيى لموهبة فريدة في صناعة الروبوتات، ليصنع موسى ويجيد استخدامه ضد القوى الشريرة، وينجح في التحكم به من خلال ذهنه دون الحاجة إلى استخدام جهاز تحكم، لنشهد حركته السريعة في تنفيذ الأوامر والتراجع أو الانسحاب في الوقت المناسب.

ويصور العمل يحيى على أنه شاب وحيد لا يملك حياة أو علاقات اجتماعية إلا علاقته القوية بوالده، ما دفعه إلى اتخاذ الروبوت موسى بمثابة صديق حقيقي له.



موسى

وأخذ تصميم الروبوت مدة عام كامل لتنفيذه وتحريكه قبل استخدامه في الفيلم، أما عن العمل فاحتاج إلى ما يقارب 4 أعوام بين تخطيط وإخراج وكتابة وتنفيذ، وتأجيل بسبب أزمة "كورونا"، ومرحلة الترويج قبل تقديمه للجمهور.

وتصاعدت الأحداث مع استخدام يحيى للروبوت موسى دون الكشف عن هويته، ليصبح الروبوت حديثا على جميع الألسنة؛ لأن موسى كان بمثابة بطل محارب يقضي على الأشرار، ما يضع يحيى في موقع الصدام المباشر مع السلطات.



انتقام

وبدافع الانتقام العاطفي يلجأ يحيى إلى إخماد نار غضبه الشديد، فيخبئ موسى في مكان آمن تحت الأرض، ويخطط لعملية محكمة للانتقام ممن قتلوا والده حرقا أمام عينيه.

ونلاحظ عنصر "الركاكة والنمطية" في الحوارات من خلال سرد الوالد لتفاصيل حياة الشخصية الرئيسة عبر الكلمات، في تجاهل واضح لمعرفة يحيى البديهية بمجريات الأحداث.

ويسير المخرج في صناعة العمل وعرض الأحداث والحبكة والسيناريو والأسلوب السردي على خطى عشرات أفلام الخيال العلمي الهوليودية.

ويتسم الفيلم بالجرأة، فمن الواضح اجتهاد المخرج في محاولة الخروج من الأفلام النمطية، ولو كانت محاولته بعيدة عن الاحترافية.

ونستطيع القول إن مصر أصبحت الآن تمتلك نوعا ما شركات طموحة في مجال الغرافيكس، وإمكانيات عالية وقدرة على المنافسة مستقبلا.

ومن حيث المحتوى، يسعى الفيلم إلى إيصال رسالة؛ مفادها أن أصحاب الحق حين يتخذون من الصمت جوابا، فإن أهل الباطل سيظنون أنهم على حق.



إهمال

ونلاحظ أن المخرج لم يسلط الضوء على الجانب العاطفي للشخصية الرئيسة يحيى ولا اهتماماتها الرومانسية، واستعان عوضا عن ذلك بصداقته مع ريكا دون تطوير للشخصية أو تقديمها للمُشاهد بطريقة مؤثرة.

وكان انتقاء الموسيقى التصويرية متناغما مع الأحداث والمشاهد الدرامية، وجاءت حركة الكاميرا متفاوتة، ويبدو الجهد جليا على المؤثرات البصرية والكوادر التصويرية.

وامتازت إضاءة الفيلم بالجاذبية والألوان المريحة للعين، على الرغم من الإخفاق في حركة الروبوت وإحساس المشاهد بتصنعه نوعا ما.



انقسام

وانقسم الجمهور بين من أثنى على التجربة معتبرا فيلم موسى قفزة في تاريخ السينما المصرية، لتكون بمثابة حركة أولية للانتقال إلى نمط وأسلوب جديد يجاري هوليوود، في حين انتقد آخرون ضعف التقنيات ووحدة الصورة البصرية.

وربما يكون الجمهور المصري معتادا على خط معين من الأفلام، وتفاجأ بفكرة غير مألوفة بالنسبة لمجتمعاتهم العربية؛ ما سبب انقساما ملحوظا بين مؤيدين للتجديد ومعارضين له.

ووصف بعضهم شخصيات الأبطال بأنها تميل إلى السطحية والنمطية، كشخصية الأب الذي يرمز للحكمة والمرجع الفكري، وشخصية الابن المريض الذي يظهر كضحية للتنمر، ومساندة الصديقة المخلصة الداعمة، وانتقالا إلى المحبوبة اللطيفة.

وفضلا عن الفجوة الواضحة في شخصية إياد نصار، الذي يجسد دور الشرير في الفيلم، بشخصية متواضعة لا تملك ذرائع حقيقية للقيام بأفعال شريرة، إذ يحاول الفيلم إيصال فكرة العداوة بين يحيى وإياد لأسباب وخلافات تفتقر للمنطقية.



ترويج

حصل الفيلم على ترويج مكثف من قبل مواقع ومنصات عربية، متخذة الأسلوب التشويقي باعتباره أول فيلم روبوت مصري يحاكي الخيال العلمي، فضلا عن وجود أبطال خارقين مصريين كما نشاهد في سلسلة أفلام مارفل.

إلا أن الشعارات الترويجية لم تنقذ العمل من ردة فعل الجمهور واستهجانه، مع استعانة المخرج بأسماء مغمورة.

العمل من إخراج وسيناريو المصري بيتر ميمي، وإنتاج تامر مرسي، وشارك في بطولته كريم محمود عبد العزيز، وإياد نصار، وأسماء أبو اليزيد، وسارة الشامي، وصلاح عبد الله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com