الأردن.. دعوات لسحب فيلم أميرة من "الأوسكار" بعد اتهامه بـ"الإساءة" للأسرى الفلسطينيين
الأردن.. دعوات لسحب فيلم أميرة من "الأوسكار" بعد اتهامه بـ"الإساءة" للأسرى الفلسطينيينالأردن.. دعوات لسحب فيلم أميرة من "الأوسكار" بعد اتهامه بـ"الإساءة" للأسرى الفلسطينيين

الأردن.. دعوات لسحب فيلم أميرة من "الأوسكار" بعد اتهامه بـ"الإساءة" للأسرى الفلسطينيين

ارتفعت في الأردن، يوم الأربعاء، حدة الأصوات المطالبة بسحب ترشيح فيلم "أميرة" لجوائز الأوسكار، بعد إثارته جدلا واسعا، بعدما قال معارضون للعمل إنه "يشكك في عملية تهريب نطف الأسرى الفلسطينيين".

والفيلم من إنتاج الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وتمثل به المملكة في ترشيحات جوائز الأوسكار للعام المقبل.

وأثار الفيلم اتهامات واسعة للقائمين عليه بـ"الإساءة لقضية الأسرى في السجون الإسرائيلية"، بعد يومين من عرضه في مهرجان "كرامة لأفلام حقوق الإنسان"، في عمان.

وتصدر على "تريند الأردن" في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وسم "#اسحبوا_فيلم_أميره"، والذي شهد تفاعلا كبيرا بين مغردي الموقع الذين طالبوا بسحب ترشيح الأردن للعمل من جوائز الأوسكار.

وطالب المغردون كذلك بمقاطعة الفيلم ومنع عرضه في الأردن.

قصة الفيلم

يشكك فيلم "أميرة" الذي يخرجه المصري محمد دياب، وتنتجه الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، إلى جانب مصر وفلسطين بعملية "تهريب النطف، ويفترض تعرضها لاختراق، واستبدالها بحيوانات منوية تعود لجندي إسرائيلي".

والفيلم من بطولة الفنانة الأردنية صبا مبارك، والفنان الفلسطيني علي سليمان، والممثلة الأردنية الشابة تارا عبود، وجاء عرضه العالمي الأول بمهرجان البندقية في شهر أيلول/ سبتمبر، كما شارك في مهرجان الجونة السينمائي بمصر، وأيام قرطاج السينمائية في تونس.

ووفق بيان سابق للهيئة الأردنية، "يتناول الفيلم قصة حياة فتاة فلسطينية جاءت إلى الدنيا عن طريق التلقيح الصناعي، من خلال نطفة مهربة لوالدها المسجون في المعتقلات الإسرائيلية، وهو ما يجعلها تفخر دوما باعتبارها ابنة مناضل فلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي".

وأشار البيان إلى أنه "عند تطلع الأب لإنجاب طفل آخر بالطريقة ذاتها سرعان ما يكتشف الأطباء أنه عقيم، وهنا تبدأ مأساة الفتاة الفلسطينية في البحث عن حقيقة وجودها".

ورشّحت الهيئة الفيلم، للمنافسة باسمها على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي (غير ناطق بالإنجليزية) بالدورة الرابعة والتسعين للجائزة الأشهر سينمائيا في العالم.

وبالرغم من تصوير الفيلم عام 2019، في الأردن، إلّا أن نقابة الفنانين الأردنيين نفت في تصريح لـ"إرم نيوز"، علمها بالعمل أو عرضه عليها، رغم كونها واحدة من الجهات التنظيمية، في هذا الشأن بالأردن.

اتهامات

من جانبها، اتهمت وزارة الثقافة الفلسطينية، فيلم "أميرة"، بـ"الاعتداء والإساءة بكل وضوح لكرامة الأسرى وبطولاتهم وتاريخهم الكفاحي العظيم"، في إشارة للطريقة التي يتناول فيها الفيلم، قضية "النطف المهربة".

وقال وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف، إن "هذا العمل يسيء بطريقة لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية، التي نعلم جميعًا مدى قدسيتها وأهميتها على المستويين الشعبي والرسمي وعلى المستوى القومي".

ولفت أبو سيف، إلى مخاطبة وزارة الثقافة الأردنية والهيئة الملكية للأفلام، من أجل "توضيح ما يشكله الفيلم من إساءة ومساس بقضية مقدسة".

بدورها، طالبت "اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين" في إسرائيل، بمقاطعة الفيلم، ومحاسبة القائمين عليه.

وقالت الهيئة الحقوقية، في بيان وصل "إرم نيوز"، نسخة منه، إن "الفيلم يمثل اصطفافا مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن ما يطرحه لا يخدم إلا الاحتلال".

عرض الفيلم بالأردن

وبينما نقل موقع "معا" عن مسؤول فلسطيني قوله، إن "الأردن قرر منع عرض الفيلم"، نفت الجهة الأردنية المخولة بمراجعة عرض الأفلام بالبلاد، ذلك.

وذكر رئيس هيئة الأسرى التابعة للسلطة الفلسطينية، قدري أبو بكر، أن "الأردن قرر رسميا وقف عرض فيلم أميرة في عمان ومنعه من التداول، بعد تواصل بين وزيري الثقافة الأردني والفلسطيني".

فيما قال طارق أبو الراغب رئيس هيئة الإعلام في الأردن، إن الأخيرة "هي المسؤولة عن مراجعة أي فيلم يُعرض بدور السينما الأردنية، وبالتالي منعه أو السماح به".

وأضاف أبو الراغب لـ"إرم نيوز"، أن "الهيئة لم تتلق من الجهة المنتجة أو الموزعة للفيلم، طلبا بمراجعته تمهيدا لعرضه في الأردن".

ولفت إلى أن المحددات الأساسية لمنع عرض أي فيلم، "إساءته للعقائد أو للقيم الأردنية، أو لدول الجوار".

وأكد أبو الراغب "انفتاح الهيئة على الأفلام بشكل عام".

إلى ذلك، دعت "لجنة فلسطين" في البرلمان الأردني إلى منع عرض فليم "أميرة" في دور السينما بالمملكة.

وأدانت اللجنة في بيان لها الفيلم والإساءة إلى قضية الأسرى، داعية إلى إقامة فعاليات ردا عليه.

رأي نقابة الفنانين الأردنيين

بدوره، أكد نقيب الفنانين الأردنيين، حسين الخطيب، "عدم علمه بفيلم أميرة، إلّا من الصحافة".

وقال الخطيب لـ"إرم نيوز"، إن "الفيلم لم يُعرض على النقابة من أجل إجازته"، مشيرا إلى أن "هيئة الأفلام" هي المعنية بالعمل.

وتابع: "موقفنا واضح، وهو تناول القضية الفلسطينية بعناية واهتمام، لتجنب الإساءة لها".

ودعا الخطيب، وقف عرض الفيلم في الأردن "إذا تضمن إساءة فعلا".

‏من جهتها، أعلنت الفنانة الأردنية الشهيرة جولييت عواد، عن رفضها أن "يمثلها الفيلم في جائزة الأوسكار".

وكتبت عبر صفحتها الشخصية على "تويتر: "أرفض أن يمثلني فيلم "أميرة" في جائزة الأوسكار كعمل فني أردني كونه عملا فنيا يسيء إلى أسرانا ولزوجاتهم العفيفات الطاهرات. وأرفض ترشحه كعمل أردني لجائزة الأوسكار وأطلب من وزارة الثقافة الأردنية سحبه فورا والاعتذار لإخواننا الأسرى".



تاريخ "النطف المهربة"

بدأ الأسرى الفلسطينيون، منذ عام 2012، بتهريب نطفهم المنوية من داخل السجون الإسرائيلية، من أجل تلقيح زوجاتهم بها، كأسلوب للتغلب على حرمانهم من حقهم بالإنجاب.

وجرى تسجيل أوّل ولادة ناتجة عن عملية تهريب نطف من الأسير عمار الزين، عام 2012، قبل أن تتلاحق الولادات بالطريقة ذاتها، لعدد من الأسرى.

ووفق "اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين" في إسرائيل، فإن عدد الأطفال الذين جرى إنجابهم عبر "النطف المهربة"، بلغ 102 طفل، وفق أرقام اطلعت عليها "إرم نيوز".

وقال منسق اللجنة فادي فرح لـ"إرم نيوز"، إن "بداية تهريب النطف، قبل نحو 10 سنوات، كانت أسهل من الآن، ولكن بعد اكتشاف الأمر من قبل إدارة السجون، تمّ التشديد والتضييق على الأسرى وذويهم".

وتابع: "لكن الشعب الفلسطيني دائما يبتدع طرقا ووسائل لا تخطر على بال أحد".

وأجاز علماء دينيون التلقيح عبر النطف، التي يجري تهريبها من سجون إسرائيل، بطرق معقدّة، لتجنب كشفها أمنيا.

ويعتبر الفلسطينيون، هذه الطريقة بالإنجاب، أسلوبا لمقاومة الإجراءات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية عليهم.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com