فيلم "Falling for Figaro".. جرعة أمل رومانسية ممزوجة بالكوميديا
فيلم "Falling for Figaro".. جرعة أمل رومانسية ممزوجة بالكوميديافيلم "Falling for Figaro".. جرعة أمل رومانسية ممزوجة بالكوميديا

فيلم "Falling for Figaro".. جرعة أمل رومانسية ممزوجة بالكوميديا

يقدم الفيلم الأمريكي "الوقوع في حب فيجارو - Falling for Figaro"، الصادر مطلع تشرين الأول أكتوبر الجاري، حبكة لطيفة مرهفة بالأحلام، ومفعمة بالأمل في إطار من الكوميديا.

وتروي أحداث العمل سيرة حياة ميلي، التي تعمل في شركة تجارية استثمارية شهيرة وتحظى بمسيرة مهنية ناجحة، إلا أنها تتخذ قرارا يغير مجرى حياتها للأبد من خلال رفضها قرار ترقيتها لمنصب كبير في العمل.

وتختار ميلي الطريق الأصعب نحو درب مجهول، لتتمرد على أسلوب الحياة النمطي الذي يخلو من الشغف والإبداع في العمل، وتقرر الإصغاء لصوتها الداخلي بالسعي وراء حلمها بأن تصبح مغنية أوبرا في مرتفعات إسكتلندا.

تخلٍ

يصور العمل تضحية ميلي بحياتها المهنية بعد حضورها لحفل أوبرا، الذي يفجر داخلها رغبات مدفونة وأحلاما بالانخراط في عالم الموسيقى، لتتخذ قرار التخلي عن كل شيء بحثا عن ذاتها الضائعة.



وتبدأ ميلي من العدم حياة جديدة بمغادرة لندن، وابتعادها عن محبوبها شارلي، وانتقالها إلى مرتفعات إسكتلندا لتقابل وجوها مختلفة من ثقافات غريبة، مؤكدة أن حلمها يستحق عناء التجربة.

منافسة

تبدأ ميلي بالتمرن لدى المعلمة المتقاعدة ميجان، التي تركت بصمة مميزة في عالم الغناء، من خلال تركيزها على تعليم المواهب الشابة وتمرين طبقات أصواتهم، لتحولهم إلى نجوم في عالم الفن.

ونتعرف في العمل على ماكس، المتمرن الذي يظهر بشخصية مركبة، تجمع بين اللطف والغضب، ويبرز ذلك في مشاهد تذمره الشديد من وجود ميلي، ليتضح لاحقا أنهما يتنافسان على التأهل لبرنامج غنائي مشهور، إذ يتشبث ماكس بفرصته الأخيرة للتأهل بعد خسارته المتكررة لثلاثة أعوام متتالية.

انسجام

وفي جانب آخر نلاحظ الفكرة النمطية بتغير العلاقة بين ميلي وماكس، لتبدأ بكراهية جلية تتحول لاحقا إلى انسجام كبير، إذ يتمتع كلاهما بالموهبة والأحلام ذاتها، ما يضاعف من وجه الشبه بينهما ويخلق رابطا وديا قويا.



وهنا نستشف رسالة عاطفية مبطنة يريد المخرج إيصالها، رغم عدم تقبل فكرة الخيانة أو الانفصال المفاجئ، إلا أن معظم الناس لا يدركون أنها مع الشخص الخطأ إلا بعد دخول طرف آخر على حياتها.

رحلة البحث عن الذات

ونشهد المراحل المتقلبة لشخصية ميلي، واكتشافها لذاتها وإعادة تفكيرها بقرارات سابقة وبعلاقاتها العاطفية، من خلال خوضها رحلة مجهولة أنارت لها بصيرتها لتعلم من هي؟ ماذا تريد؟ ومن تريد؟

وتتصاعد الأحداث مع تغير رغبات ميلي ومعاييرها في شريك الحياة، وسقف طموحاتها في الغناء، ونلاحظ تطور شخصيتها على مدى ثلاثة أعوام

وهنا نلمس الحكمة التي تخبرنا بوجود طريق آخر في كل طريق نسلكه، ربما يكون دليلا لترقية روحنا وتطويرنا وانتقالنا إلى احتمالات حياة أفضل.



ويركز المخرج على عنصر الإصرار والطموح، وعكس عدسة الواقع من خلال تسليط الضوء على تنمر المحيط واستخفافهم بأحلام الشباب والاستهزاء بقدراتهم، لتفاجئ ميلي الجميع بتخليها عن كل شيء، وتثبت لذاتها وللآخرين أن ثمة مكانا آخر في العالم ينتظرها.

حقيقة التغيير

ونشهد مرور ميلي بحالة من المقاومة والرفض لمشاعرها المتغيرة، وعدم تقبلها لحقيقة التغيير، واستحضارها دائما للماضي كذريعة تمنعها من ارتكاب الأخطاء مجددا، وتذكرها بالوعود السابقة.

ويؤكد العمل رسالته بأن التغيير هو القاعدة الوحيدة الثابتة في الحياة، فالأحوال تتبدل، والأشخاص، والأحلام، والمشاعر أيضا.

تساؤلات

تطرح شخصية ميلي تساؤلات عدة، بالنسبة لكل حالم لا يملك جرأة التخلي، فكثيرا ما يطلق المجتمع على من يتجه إلى الفنون جملة أحكام نمطية.



ونادرا ما نجد الجرأة التي تدفع أحدهم للتنازل عن واقع غير راضٍ به، ليغامر ويبحث في المجهول عن بصيص أمل ربما يكون طريقه الحقيقي لإيجاد ذاته.

بساطة

يتميز العمل بالبساطة والشفافية وابتعاده عن الرموز والتعقيد، من خلال محاكاة لواقع الشباب الحالم الذي يعاني من تخبط وضياع، ولا يستطيع إيجاد نفسه أو معرفة طريقه أو إدراك الرسالة من وجوده.

ونجح المخرج في إيصال مشاعر مختلفة بين الأمل والنجاح والإرادة والسعي والطموح، ليحفز رغبتهم بإيقاظ أحلامهم النائمة، من خلال سيناريو ممتع وحبكة خفيفة في قالب كوميدي مسلٍ.

إيقاع هادئ

وجاءت حركة الكاميرا بطيئة لتتناسب طردا مع إيقاع الفيلم الهادئ، والرسالة الوجودية التي تحاكي الشباب وأصحاب الأحلام المكبوتة.

العمل من إخراج بين لوين، وسيناريو ألين بالمر، وشارك في بطولته دانييل ماكدونالد، وهيوسكينر، وجوانا لوملي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com