فيلم "أجزاء امرأة".. الأنوثة في اختبار  الكارثة الشخصية
فيلم "أجزاء امرأة".. الأنوثة في اختبار الكارثة الشخصيةفيلم "أجزاء امرأة".. الأنوثة في اختبار الكارثة الشخصية

فيلم "أجزاء امرأة".. الأنوثة في اختبار الكارثة الشخصية

يتعمق المخرج المجري كرونيل مونوروسو في التركيب النفسي للمرأة في مواجهة الصعاب، مبينا أسرارها، وطريقة استجابتها العاطفية للأزمات في فيلم "أجزاء امرأة" (apeices of awoman) المنتج أمريكيا عام 2020 وقد بدأ عرضه على منصة "نتفلكس" منذ أيام.

في الفيلم، تعاني مارثا (فانيسا كيربي) من توابع ولادة متعثرة أدت إلى فقدان طفلتها بعد دقائق من ولادتها، وتكون لحظة الصدمة في أحداث الدراما بسكوت الطفلة وغياب صوتها الذي جاء للعالم لمدة أقل من دقيقتين.

وتبدأ رحلة المعاناة لمارثا مع واقعها الجديد، إذ كانت تعيش مع زوجها شون (شيا لابوف) العامل السابق، والعائد من رحلة إدمان بشعة على المخدرات.



مربعات المرأة 

كسيناريو، يلاحق الفيلم مربعات خاصة بمشاعر المرأة، هي ليست أسرارا، بقدر ما أن طريقة التناول تأتي بمقارنة مع رؤية الرجل للكارثة أو للأزمات في الحياة.

وتتسم لغة الحوار بالعمق في أوقات عديدة، ويعتمد الفيلم على الصورة أكثر من الكلمة في توضيح التفاصيل، وبما أن الفيلم يحمل الطابع الاجتماعي، فإن الشخصيات جميعها تخضع للسياق المجتمعي الذي يحاصر الصفات كافة بسطوته.

ويراهن المخرج على ميلودراما تصنع الجدل وتفسر النقاط الداكنة في مدار تفسير المرأة.

بطء

تتسم أحداث الفيلم بالبطء الزائد عن الحاجة، إذ يتتبع المخرج حركات الممثلين بشكل مبالغ فيه، ربما بقصد تقريب المشاهد أكثر من روح وجسد الأبطال، وتقريب الرؤية لجوهر الموضوع الدرامي، إلا أنه كان من الممكن فعل ذلك وبالحماسة ذاتها، لكن دون الإطالة في زمن المشهد في كل مرة، إذ وصلت مدة الفيلم إلى 128 دقيقة، فيما كان من الممكن أن يكون 90 دقيقة على الأكثر.

ردود فعل

لحظة انقلاب الحدث من الهدوء والحميمية في حياة الزوجين إلى التوتر وردود الفعل المتباينة تجاه فقد الطفلة، أدت إلى انفراط عقد العائلة الصغيرة.

يذهب شون إلى منطقة الإدمان من جديد، ويتخذ طريقه نحو حياته السابقة، بعد طلب أم مارثا (إيلين يورستين) الابتعاد عن ابنتها مقابل مبلغ من المال.

أما مارثا فهي مدار بحث المخرج، إذ يتتبع الطاقم الإخراجي بعين الكاميرا ومن زوايا مختلفة حركات جسد البطلة، من خلال دوران دائري حولها، ولقطات تركز على عيونها وآلامها وصوت الأنات قبل الولادة وخلالها، كما وترصد التقاطات كرونيل البعد النفسي لتوابع فقد الطفلة على مارثا، من خلال التحقق من تفاصيل فسيولوجية ونفسية تخص المرأة التي تلد ويموت طفلها، فبقع الحليب التي توشح فستانها جراء امتلاء ثدييها به لا مصرف لها إلا الملابس، أو تناول مجففات الحليب داخل الثدي.



محاكمة

أم مارثا كان لها ردة فعل مغايرة عن الجميع، فذهبت للقضاء في سبيل طلب حق التعويض المالي مقابل روح حفيدتها التي رحلت حسب اعتقادها بسبب إهمال القابلة إيفا (مولي ياركي)، لكن تنازل مارثا عن دعوة الاتهام كان هو المسار الأخير للقضية، الذي جاء بخاتمة إنسانية من قبل البطلة مارثا، بسموها عن أي استرداد للحق أيّا كان.

قد يبدو أن الأم الكبيرة قاسية في أحكامها على الأمور، إذ تعرضت في السابق إلى زواج مارثا من شون بالرفض، نظرا لأنه من عائلة فقيرة وغير موثوق فيه، كما تواصل الضغط على مارثا للمتابعة في حيثيات الدعوة القضائية ضد القابلة، لكن تاريخ شخصية الأم الكبيرة، فيه صوت من العاطفة والرقة، انعكس من تمسكها بالحياة في طفولتها، في وقت توقع لها الأطباء الموت بعد أيام.

شخصية مارثا كانت محفوفة بالعديد من التحديات، إذ تسير عكس التيار المتوقع، حين تبدي مشاعر باردة تجاه كارثة فقد الطفلة، وتتكور على ذاتها بطريقة تثير الخوف عليها من كل عائلتها، لكنها وبالرغم من حزنها، كانت تميل للصلابة أكثر من ميلها للانهيار.

وللشخصية -أيضا- فلسفة التسامح مع العالم وجنوح نحو الطفولة وصداقتها مع ثمرة التفاح، إذ تتمسك برغبتها في جمع بذور التفاح السوداء داخل شرائح من القطن، كأن هذه البذور الصغيرة هي المعوض عن جنينها الذي أسقطت الحياة ثمرته.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com