بشرى خلفان.. من هي العمانية التي حصدت جائزة كتارا للرواية العربية؟

بشرى خلفان.. من هي العمانية التي حصدت جائزة كتارا للرواية العربية؟

نجحت الكاتبة العمانية بشرى خلفان في حصد جائزة كتارا للرواية العربية للعام 2022، عن روايتها "دلشاد" عن دار تكوين.

وتعد بشرى خلفان المولودة عام 1969، من أبرز السيدات اللواتي نشطن في المشهد الثقافي العماني ومنذ وقت طويل، وأسهمت في تطوير العمل الجماعي في الحقل الأدبي من خلال مشاركتها كعضو مؤسس في جمعية الكتاب والأدباء العمانية، في العام 2006.


وترأست لجنة الأدب والإبداع في النادي الثقافي العماني منذ عام 2010، وحتى عام 2012، وفيما بعد انطلقت لمساحة جديدة من العمل الثقافي حيث شاركت كعضو مؤسس في مختبر السرديات العماني وشغلت مركز المديرة فيه في العام 2014.

وفي العام 2018، خطت خطوة الترشح لرئاسة مجلس إدارة جمعية الكتاب والأدباء العمانية.

وشاركت بشري خلفان في تحكيم محكمة الإصدارات- فرع الرواية- في جمعية الكتاب والأدباء عام 2020، وكذلك مسابقة وزارة التعليم العالي للقصة القصيرة باللغتين العربية والإنجليزية عام 2017،  وحكّمت في نتائج  مسابقة جمعية الكتاب العمانية للقصة القصيرة عام 2016، وكذلك مسابقة المنتدى الأدبي في القصة القصيرة 2012.

وامتهنت بشرى خلفان الكتابة الصحفية من خلال مشاركتها بمقال أسبوعي في جريدتي الرؤية والوطن، منذ عام 2002، حتى عام 2011، وشاركت في إعداد وكتابة بعض حلقات المسلسل الكارتوني "يوم ويوم" في نفس العام.

دلشاد

ولعل رواية"دلشاد" كانت بوابة سردية تعكس عمق التجربة وتطورها المستمر عند الكاتبة بشرى خلفان، التي تنقلت ما بين القصة والشعر والرواية، مؤخرا، وكانت بالفعل طريق انتشارها نحو الوطن العربي، فتجمع في هذه الرواية تناقضات النشأة، فدلشاد الشخصية المبتورة النسب، تواجه مجتمعا من الشخصيات بأسماء ثلاثية ويتباهى بالأصل والنسب والجاهات، فتنشأ منذ البداية مساحة سردية متعاظمة، اشتغلت عليها بشرى خلفان، لتنتج رواية تسرد الواقع العماني، وتتغلغل في الكثير من العادات والتقاليد العمانية، مثل الأفراح والمآتم وطقوسها، وكذلك ترتيبات الولادة وليالي السمر في المجتمع العماني، وعادات الأسواق ومعاناة الجوعى خلالها، من يعملون بالسخرة والإخضاع، لأنهم جوعى، أو منبوذون.

الضحك والجوع

وخلال عملها هذا تمكنت الكاتبة من صياغة شخصيات محبوكة، بحيث لا تعرف من هو البطل خلال السرد، لكن مع متابعة المسار السردي لها، تكتشف أن الحكاية هي من تغلبت أخيرا، وهو الأكثر أثرا في النفس، من خلال الطريقة التشويقية والغرابة التي اتبعتها خلفان، لإثارة حساسية الجوع ككارثة لدى الإنسان، ووضع رمزية الضحك كمرض أو سخرية أو فرحة، أو كل هذا، فبدت الرواية خالدة ناقدة، وكاشفة عن عالمية الفكرة لا محليتها، لأن قصة دلشاد قد تتكرر في أي عصر وفي أي مكان.

إصدارات

وللكاتبة العديد من الإصدارات والتي جاء من أبرزها المجموعة القصصية "رفرفة" عام 2004، والتي نجحت من خلالها اختراق جدار الخوف أمام العادات والتقاليد والأنماط الجاهزة في المجتمع، وسردت آلام المرأة العمانية، ونقدت وبشكل قوي السلطة الاجتماعية ضد المرأة ودعت للتحرر عبر قصصها اللاذعة.


أما في النص المفتوح "صائد الفراشات الحزين" 2010، فإن بشرى خلفان صنعت عالما سرديا متقنا ومثيرا للتأمل من خلال شخصيات متطرفة في مشاعرها، وليست بالعادية، وجسدت خلال سردها الحنين إلى البساطة والأرض والمنشأ العفوي، كما وجسدت كذلك العالم الصغير الذي يمكن للإنسان تخليقه حول ذاته والاكتفاء به عن العالم الكبير، كما وأظهرت الكاتبة شخصية المتأملة الفضولية التي تراقب أجساد وحركات من حولها، وتحدثت خلفان خلال كتابها عن الندبة للتي تنشأ بفعل الذكرى وانحسار الأشخاص داخل إطار صورة، وغيرها من الثيمات السردية للشخصيات، التي أدهشت من خلالها وسردت الآلام والمشاعر الإنسانية في مواطن مختلفة.


وفي عام 2013، أصدرت بشرى خلفان نصوص"مظلة الحب والضحك" وخلالها ناقشت العديد من المشاعر الإنسانية التي تدور حول الحب والعلاقات العاطفية، مبينة تجربة المرأة كطرف في هذه التجارب، وغلب على الطريقة الشاعرية التي قدمت من خلالها النصوص، تأثرها بطريقة السرد القصصي المعتادة لديها، واعتمادها فلسفة الحوار.


من أحد  النصوص:
“عندما تجتازين العتبة

تذكري أن الخروج

كالدخول تماما

كلاهما

حريق".

وفي مجموعتها القصصية "حبيب الرمان" 2014، أعطت الكاتبة تأملات سردية زاخرة بالمواقف والتجارب التخييلية الواسعة، من خلال تناولها مفهوم الحب وأثره في الحياة، وانعكاسه على الذات البشرية.

أما روايتها الأولى "الباغ" عام 2016، فكانت رحلة تاريخية مختلطة بالعاطفة والشجن، حيث سردت تاريخ سلطنة عمان منذ أربعينيات القرن الماضي، مقدمة خلطة سردية مشوقة ومليئة بالتفاصيل حول أخ وأخته، يتعرضان لظلم اجتماعي بعد وفاة والدهما، ومن ثم يخوضان مصير العذاب والرحيل والتنقل، ومن خلالهما تنجح الكاتبة خلفان من نقل تفاصيل التطور التاريخي والسياسي لعمان، واستعرضت كذلك هجرة العمانيين للتعليم، وكشفت عن اختلاف القناعات والعقائد وتنوعها في المجتمع العماني، وكذلك ركزت على نشأة مسقط الحديثة. 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com