"عمر أميرالاي: العدسة الجارحة".. كتاب جديد للمخرج والناقد الفلسطيني فجر يعقوب

"عمر أميرالاي: العدسة الجارحة".. كتاب جديد للمخرج والناقد الفلسطيني فجر يعقوب

صدر عن منشورات المتوسط-إيطاليا، كتاب "عمر أميرالاي: "العدسة الجارحة" للمخرج والناقد السينمائي الفلسطيني فجر يعقوب.

ويتناول يعقوب، المقيم في السويد، في كتابه الجديد، وعبر 112 صفحة، جوانب من تجربة المخرج السينمائي الوثائقي السوري الراحل عمر أميرالاي.

ويتضمن الكتاب عدة فصول يرصد من خلالها يعقوب الفهم السينمائي الخاص لأميرالاي، وسعيه لتجسيد أسئلته ورؤاه الإشكالية في أفلام تسجيلية أثارت الكثير من الجدل، ووثقت عبر "عدسة الألم الإنساني" هموم وتعقيدات المجتمع السوري.

وعمر أميرالاي الذي رحل من دمشق في 5 فبراير عام 2011، قبل اندلاع الاحتجاجات السورية بشهر واحد، هو واحد من المخرجين السينمائيين البارزين في مجال الفيلم الوثائقي، ليس في سوريا وحسب، بل على الصعيدين العربي والعالمي.

عاش عمر أميرالاي تحولات حياتية كبرى منذ أن كان طالبًا في فرنسا، دفعته لأن يكون في طليعة السينمائيين الوثائقيين الذين يريدون تصويب عدسات الكاميرا نحو الحقيقة، وشهد بأُمِّ عينه ثورة الطلاب فيها، وعاش زخمها وتأثيرها الذي غطى أوروبا والعالم.

وبدا واضحًا للشاب في منتصف عقده الثاني كيف شدت هذه الثورة انتباهه وبصيرته نحو أهمية العين الوثائقية في ملاحقة التطورات السياسية والاجتماعية في كل مكان، والسعي نحو "خرزها" وإعادة توجيهها في الحياة الواقعية للناس، وأسبغ عليها شيئًا من إحساسه المبكر بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص؛ الأمر الذي بين بشكل لافت كيف أن صاحب فيلم (الدجاج) قد صاغ منذ وقت مبكر أفكارًا نظرية خلاقة عن التركيب الجدلي في أفلامه التي سطعت بقوة منذ بداياته الأولى، بحسب ما يذهب إليه يعقوب.

ويرصد الكتاب مشروع عمر أميرالاي السينمائي منذ بداياته وحتى آخر أفلامه، مبينًا التحولات الكبيرة والتطورات التي طرأت على تجربة أميرالاي عبر سبعة عشر فيلمًا، هي حصيلة تجربته كلها.

ومما جاء في فصل (السينمائي السوري مفكرًا): "لم يكن يكفيه أيضًا هذا الكم من الأفلام على مدى حوالي أربعين عامًا من الشغل المتواصل، فثمة أشياء كثيرة كان يمكن أن يقولها أميرالاي، وهو لم يتوان عن ذلك، إذ ربما تصلح عناوين أفلامه من بعد ذلك في تفكيك وتشكيل عوالمه الشخصية أيضًا ومواقفه، وهو يعيد ضبط اللعبة الواقعية بلعبة أشد مضاء من الواقع نفسه، وربما أكثر مكرًا ودهاء منه".

وكتب السينمائي السوري محمد ملص على الغلاف الأخير: "بين الفيلم والآخر، لم يكن عمر أميرالاي، ليخرج من الملعب، أو يستسلم أو يستريح. فالحياة بالنسبة إليه هي هذا الملعب. والسينما هي هذه المباراة. وليس الفيلم إلَّا اللحظة التي يقدم فيها على اقتحام خط الجزاء، وشوط الكرة ليهز الشباك. ونادرًا ما كانت تُخطئ في هزها لها. لم تكن الحياة بالنسبة إلى عمر أميرالاي، خارج الملعب أبدًا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com