تجديد الفكر الإسلامي عند محمد الطالبي
تجديد الفكر الإسلامي عند محمد الطالبيتجديد الفكر الإسلامي عند محمد الطالبي

تجديد الفكر الإسلامي عند محمد الطالبي

صدر عن منشورات علاء الدين 2016 في تونس كتاب "محمد الطالبي وقضايا تجديد الفكر الإسلامي"، للأستاذ الجامعي المختص في الحضارة د.محمد النوي، ويحتوي الكتاب على 230 صفحة، ويضم 3 أبواب، تعرّض في الباب الأول إلى التيارات التجديدية من خلال عملية مسح شامل للفكر الإسلامي المعاصر مع تصنيفه إلى تياراته الأساسية: التيار السلفي والتيار العقلاني والتيار المعتدل، أما الباب الثاني فاستعرض إشكاليات التجديد في فكر محمد الطالبي وفيه تحليل لمواقف الطالبي الدينية على مستوى المنهج والرؤية اعتمادا على كتابات الطالبي منذ 1972 حتى 2015 باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية، وفي الباب الثالث تناول الباحث النظر في إشكالية التجاوز في الفكر الديني التجديدي انطلاقا من السياق التاريخي الذي تنخرط فيه كتابات الطالبي.

 وختم النوي كتابه بحوار مع الطالبي يتناول أشد الإشكاليات إحراجا في فكره، هذا الكتاب الذي اهتم بتحليل القضايا الملحّة على ضمير المسلم المعاصر مثل: التشريع وقضايا الحُكم والقيم والمناهج الملائمة في فهم النص الديني.

وعن هذا الكتاب قال مؤلفه، إنّ فكر التجديد يكتسب داخل أية ثقافة أهمية كبرى فيعبر عن مدى حيويتها ويكشف عن أسئلتها المركزية التي تطرحها على ذاتها قصد المراجعة والاستشراف، ناهيك عن العودة النقدية على ذلك التجديد إن كان بالرصد أو بالتفسير أو بالتقييم. ويتيح ذلك تلمس الجهد الثقافي والكشف عن علله وإنجازاته وطرح البديل لما بدا منه عائقا. إنّ غياب التجديد داخل ثقافة ما  لهو دليل على أزمة وانسداد أفق ينذر بضرورة استنباط الحلول الملائمة.

وأضاف، "ما فتئ الفكر الإسلامي -منذ عصر النهضة، إثر اصطدامه بالغرب- يتساءل عن سبب الضعف والقصور طارحا سؤال التخلف، فردّه إلى الفكر أو إلى الاجتماع والسياسة، أو إلى التبعية الاقتصادية، وتراوحت التفسيرات بين الإقرار بتعدد العلل وردها إلى واحدة. إلا أن الثابت أن رواد عصر النهضة قد افتتحوا دعوتهم بالحض على فتح باب الاجتهاد منطلقين من التفسير الديني للتخلف".

ولما كان الدين من أهم مكونات الثقافة الإسلامية ومراجعها، وكان التجديد في المجال الديني ضرورة من جهة فإنه يكشف عن حيوية تلك الثقافة. وقد سعيت في الكتاب إلى تناول موضوع تجديد الفكر الديني الإسلامي بالبحث. وقد اهتممنا خاصة بأنموذج من نماذج الفكر الديني المعاصر ونعني: فكر محمد الطالبي.

وفضلا عن أهمية دراسة قضية التجديد داخل ثقافة ما، ناهيك عن دراسة تجديد الفكر الديني في الحضارة الإسلامية، فقد دعانا إلى الاهتمام بقضية تجديد الفكر الديني جملة من العوامل أهمها: ما يلمسه الناظر في الفكر الإسلامي المحدَث من كثرة "الأصوات" الداعية إلى مشاريع تجديدية وإلى فتح باب الاجتهاد والرغبة في تجاوز عصور الانحطاط. والدعوة إلى مقاربة النص القرآني بغير ما تأوّل القدامى، وقد عبر هذا الفكر عن تلك الإشكاليات بالدعوة إلى إعادة قراءة التراث. والراجح أن هذا المسعى قد فرضته حالة الضعف التي يعيشها العالم الإسلامي والإحساس بخطر تفوق الحضارة الغربية خصوصا.

وخلص الباحث إلى القول: لقد كان ثراء مدونة محمد الطالبي، وامتداد إنتاجه الفكري على فترة طويلة نسبيا، وطرافة أفكاره وجرأتها، وعدم وجود دراسات مهتمة بفكره عوامل دفعتنا إلى الاهتمام بتجديد الفكر الديني عنده.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com