اختارتها "البوكر" للترجمة.. "نازلة دار الأكابر" رواية عن "تاريخ تونس السري"‎‎
اختارتها "البوكر" للترجمة.. "نازلة دار الأكابر" رواية عن "تاريخ تونس السري"‎‎اختارتها "البوكر" للترجمة.. "نازلة دار الأكابر" رواية عن "تاريخ تونس السري"‎‎

اختارتها "البوكر" للترجمة.. "نازلة دار الأكابر" رواية عن "تاريخ تونس السري"‎‎

لا تزال رواية "نازلة دار الأكابر" للأديبة التونسية أميرة غنيم تثير اهتمامات النقاد والمهتمين بالشأن الأدبي في تونس والعالم العربي، لتمثل منذ صدورها مادة بحثية لا سيما أنها تتناول جوانب من تاريخ تونس بشكل غير مألوف.

وتتجه الرواية نحو تحقيق مزيد من الانتشار العالمي مع إعلان هيئة الجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" أمس الأربعاء، عن اختيارها لترجمتها إلى الإنجليزية عن "دار أوروبا" للنشر خلال السنة الحالية.



ويُعد هذا الاختيار تتويجا للرواية التي شدت الأنظار، وأثارت تفاعلات من النقاد الأدبيين في تونس والوطن العربي، بالنظر إلى محتواها وأسلوبها والفترة الزمنية الثرية في تاريخ تونس، والتي مثلت الإطار الزماني لأحداثها وطريقة الطرح الطريفة والجريئة.

والرواية تفتح نوافذ على تاريخ تونس الحديث لم يتم فتحها من قبل، وتطرح قضايا غير متداولة في كتب التاريخ ولا في الأعمال الأدبية من قبل، ومن ثمة امتلكت خصوصيتها، وتستحضر الرواية المصلح التونسي الطاهر الحداد من زاوية أخرى غير ما كُتب عنه وما عُرف من آثاره المكتوبة والمنقولة عنه شفويا، حتى أن بعض النقاد اعتبروا أنّ الرواية تحكي جوانب من التاريخ السري لتونس خلال ثلاثينيات القرن العشرين وما بعدها.

وتستخدم الرواية أصواتا متعددة لكشف جوانب من هذا التاريخ، عن علاقة الطاهر الحداد بـ "للا زبيدة" وعشقه لها، وصِفَة "للا" تُطلق على النساء المنتسبات إلى كبار العائلات التونسية في تلك الفترة، أو ما أسمتها أميرة غنيم "دار الأكابر" ومنها استوحت عنوان الرواية التي تعلو فيها أصوات النساء وتطغى على سير الأحداث بوصفهنّ حافظات للذاكرة ومتحديات للنزعة الذكورية التي كانت حينها متفشية في المجتمع التونسي، ولا تزال.

وتتمحور الرواية حول عائلات "الأكابر" في تونس، وتنطلق من دار النيفر ووصول رسالة إلى زوجة ابنهم "زبيدة" وسط أرغفة خبز ليتهموها بخيانة ابنهم وبيت الزوجية، وتنطلق من هناك العلاقات المتشابكة بين أفراد العائلة وتنكشف معها طبيعة العلاقات المجتمعية والطبقية التي كانت سائدة في المجتمع التونسي في تلك الفترة، وما كان يجري خلف الأبواب المغلقة، وعلاقة "الأكابر" بالخدم وغير ذلك من المواضيع المصنفة من المسكوت عنها.

وتمكنت أميرة غنيم في كل ذلك من استلهام التاريخ دون تشويه وإضفاء جانب من الخيال لبناء الحبكة القصصية لروايتها التي كانت محور دراسات نقدية لفتت إليها الأنظار.

وقد صدرت الرواية لأوّل مرة العام 2020 عن دار "مسعى" في البحرين، ثم عن دار "مسكلياني" في تونس، ودخلت في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "جائزة البوكر" لعام 2021.

وأميرة غنيم، هي كاتبة وأكاديمية وناقدة تونسية من مواليد 1978، حاصلة على الدكتوراه في اللسانيات وتعمل أستاذة اللسانيات والترجمة بالجامعة التونسية.

صدرت لها من قبل رواية "الملف الأصفر" التي حصلت على جائزة الشيخ راشد بن حمد الشرقي للإبداع العام 2020، وصدرت روايتها الثانية "نازلة دار الأكابر"، في 2020.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com